مقالات خاصة

كيف نتعالج ايجابياً؟؟

د.سهير الحريري


الهدف الأساسي من العلاج النفسي الإيجابي هو مساعدة الأفراد على فهم أفضل للمهارات والقدرات التي لديهم، تلك التي قد يحتاجون إلى تطويرها لتحقيق شعور أكبر بالتوازن الداخلي، يتم تحقيق ذلك من خلال استكشاف الموارد الفطرية والجسدية والعاطفية والروحية والمعرفية لدى الفرد بالفعل وقد يحتاج إلى مساعدة في الاستفادة منها بطرق إيجابية، هناك العديد من الفوائد للعلاج النفسي الإيجابي وفي التعامل مع صحتنا النفسية بهذه الطريقة.

ما هو العلاج النفسي الإيجابي؟


العلاج النفسي الإيجابي (PPT) هو نهج علاجي جديد نسبياً، يتأثر بكل من المقاربات الإنسانية والديناميكية النفسية للتشخيص والعلاج، ينصب تركيزها بشكل ريسي على الابتعاد عما هو خطأ أو الناواحي لسلبية للفرد، بدلاً من ذلك التحرك نحو ما هو جيد وإيجابي، يتناقض العلاج النفسي الإيجابي (PPT) مع التدخلات القياسية للاكتئاب من خلال زيادة المشاعر الإيجابية والمشاركة والمعنى بدلاً من الاستهداف المباشر لأعراض الاكتئاب.
غالباً ما يستخدم PPT مجموعة من الأساليب متعددة التخصصات للعلاج النفسي، بما في ذلك استخدام القصص والأفكار والاستعارات متعددة الثقافات لمساعدة الأفراد على تكوين رؤية جديدة لصحتهم العقلية بطرق إيجابية، في الغالب ما يقوم المعالجون الذين يستخدمون PPT بدعوة الفرد لوضع نفسه في القصص المستخدمة، بحيث يصبحون نشيطين في عملية الشفاء بطريقة قوية وبذلك يصبحون المعالج لشفائهم، تؤكد النظرية العامة لـ PPT أن هناك ثلاثة مبادئ أساسية يجب معالجتها للسماح بحدوث ذلك:
١-مبدأ الأمل: يشجع هذا المبدأ الفرد على التركيز على الإيجابية العامة للإنسانية، كما يُنظر إلى التجارب السلبية على أنها ذات غرض أعلى مع إعادة صياغة إيجابية، يتم تشجيع أي اضطرابات في الشعور بالراحة على استكشافها وإعادة صياغتها كإشارات على وجود خلل يتطلب المعالجة.

٢-مبدأ التوازن: يفحص هذا المبدأ كيف نشعر بالاستياء وطرق المواجهة التي قد نستخدمها لمعالجة هذا الأمر، وفقاً لـ PPT تظهر الأعراض السلبية عندما لا تعمل أساليب التأقلم هذه، تكون مجالات حياتنا غير متوازنة مع عدم الرضا الذي يؤثر على طريقة تفكيرنا وشعورنا.

٣-مبدأ الاستشارة: يحدد هذا المبدأ المراحل الخمس للعلاج التي يجب العمل من خلالها لمعالجة أي قضايا تنشأ في المبدأين المذكورين أعلاه، لتحقيق نتيجة إيجابية ومنها الملاحظة؛ حيث يقدم الفرد سرداً للقضايا أو التحديات أو المواقف التي تزعجه وتلك التي تجعله سعيد، كذلك الجرد؛ حيث يعمل المعالج والفرد معاً لاستكشاف وإبراز العلاقة بين المشاعر والقدرات الحقيقية للفرد، أيضاً الدعم الظرفية؛ حيث يُطلب من الفرد التركيز على سماته الإيجابية وسمات الأشخاص من حوله الذين يقدمون لهم الدعم بشكل كبير.

د. سهير الحريري

تخصص علم النفس الإيجابي مؤسِس ومديرة مركز جودة الحياة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى