مقالات خاصة

أيها الغرب حان دورك لتتجرع نفس السم فكما تدين تدان وسنقف متفرجين مباركين!

الافتتاحية بقلم مدير التحرير مصطفى عبيد،

في الرابع والعشرون من شهر فبراير، بدأ الغزو الروسي لأوكرانيا، وقبيل الإعلان اعلنت الدول الغربية جميعها حالة الاستنفار القصوى ، لم تكد الصواريخ تمطر المدن الأوكرانية إلا وبدأت العقوبات والتهديدات والمؤتمرات المنددة إضافةً إلى قرارات فرض الحظر الجوي على الطيران الروسي، الدول الغربية كلها تداعت لتدعم أوكرانيا وتمدها بالسلاح والمساعدات والمعونات، فتحت الحدود لإستقبال اللاجئين ولكنهم ليس بصفتهم لاجئين في الخيام في العراء والبرد بل ضيوف معززين مكرمين.

ليس هنالك قوارب موت ولا متاجرة بأرواح الأوكرانيين، لا يوجد مهربون ولا معابر تهريب بل حدود مشرعة للأوكرانيين اولاً.

أيها الغرب، أين كان هذا الحب والعطف وأين كانت هذه الانسانية عندما كان أطفال العراق يموتون من الجوع، وأطفال اليمن يموتون من الرعب، وأطفال سوريا يموتون تحت وميض البراميل المتفجرة، أين كان الحظر الجوي عندما أبيدت حمص وحلب وحماه وإدلب بنيران البراميل المتفجرة؟

أين كنتم من جرائم داعش التي لم ترحم لا كبير ولا صغير ولم تميز بين ذكر وأنثى، وأين أنتم مما يحصل في اليمن من جرائم الحوثيين، وأين كانت قلوبكم عندما رأيتم ما يصيب أهل العراق وليبيا ومصر من بطشٍ وظلمٍ وإبادة؟

ربما يجب أن أعتذر، فبحسب ما أذكر فقد استنكرتم مراراً وتكراراً، نعم استنكرتم فتقيأتم حبراً على ورق العار بيانات لا قيمة لها أثبتت أنكم متواطئون، أدرتم وجوهكم عن جرائم روسيا بحق الشعب السوري واعتبرتم أنكم لا ترون شيئاً، غضضتم النظر عما بفعله ذلك الديكتاتوري الروسي في بلاد العرب ومنحتموه المباركات لكي يشوه بلاد العرب وأحلامهم، والآن حان دوركم لتشربوا من نفس الكأس المرة التي سكبتموها بأيديكم لأطفال العرب.

نعم، ستتجرعون نفس السم من نفس الكأس فهنيئاً لكم على ما تحصدونه جراء خبثكم وقلة شرفكم وأخلاقكم، ويا حضرة الصحافي داغاتا يا من قلت أن أوكرانيا ليست أفغانستان أو العراق، عنصريتك هذه هي ليست هفوة عابرة وإنما صفة متأصلة فيكم أيها الغرب، فما قاله المحترم داغاتا في كلمات لطالما رأيناها في أفعالكم وردات فعلكم المثيرة للإشمئزاز.

التاريخ لا يرحم والمستقبل لن يرحم، ما مارسه بوتين من جرائم في سوريا ستكون مجازر في بلادكم، فإن كانت سوريا ميدان التدريب ومحاكاة للغزو فها هي الحرب العالمية الثالثة تخطو أولى خطواتها في بلادكم، وبوتين لن يتراجع ولا يستطيع التراجع، فإن تقدم ستمحى بلادٌ كثيرة من الغرب وإن تراجع ستمحى روسيا ورهبة رئيسها.

أما أنتم أيها العرب حكاماً وقادةً وشعباً، أما حان الوقت لتفهموا أنكم مجرد أرقام وتصنيفات دينية عنصرية في أنظارهم، أما حان الوقت لتفهموا أنكم بالنسبة للغرب تبعٌ فقط ولكم تاريخ صلاحية إن انتهى تمت إبادتكم، فمتى ستتحدون، ما رأيناه من تضامن غربي لأوكرانيا هو أيضاً وصمة عارٍ في تاريخكم على مواقفكم ومبادراتكم الدنيئة بحق إخوانكم.

أيها الغرب حان دورك لتتجرع نفس السم فكما تدين تدان وسنقف متفرجين مباركين!

مصطفى عبيد

اسرة التحرير ، ناشط سياسي وإجتماعي، كاتب في عدة مواقع الكترونية، مهتم بالصحافة الإستقصائية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى