مقالات خاصة

طوابير الذل …


رامي الفري

سبحان المعزّ المُذِل
سبحان القائل في كتابه الكريم (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ) .
كل مصابنا اليوم هو من صنع ايدينا ونتيجة تعاطينا وتعاملنا مع المصائب المتتالية والخزلان المتتابع .
فقد كنا نمتَنع عن التصويت بحجة ان الانتخابات لن تغير شيئاً فاضحينا نكتم كلمة الحق خوفاً من أن تُمنع عنا عطايا الزعيم ،وبدأنا بالوقوف في الطابور حتى تتالى الواحد تلوى الآخر،  واضحى لكل حاجة في البلد طوابير الا الكرامة ففي هذا الوطن لا نجد لها طوابيراً حتى ، لأنه ما من طالب لهذه المادة الدسمة الثمينة المفقودة .
كرامتك أيها المواطن سُحقت عند طلب الخبز لعيالك فبأي امالٍ وصبرٍ تتمتع وإباؤك إنعدم عند توسل حبة الدواء ؟
وبأي املٍ وصبرٍ تتمتع وأموالك نهبت عند طوابير المصارف فأضحيت تستعطي مالك ممن نهبه .
وبأي امل ٍ وصبرٍ تتمتع وخِتامها طوابير على محطات الوقود تتسول وتتذلل للحصول على سلعتك بمالك الحر ؟
وبأي املٍ وصبرٍ تتمتع , ومؤسسات الدولة تتفكك بالكامل وتقول زعيمي سينقذنا ؟
مستقبل الأبناء يتلاشى وما زِلت تنادي بالروح بالدم نفديك يا زعيم .
  نحن بحاحة لطابور كرامة يقف به اللبنانيون ليستحصلو على القليل منها فالجوع لا دين له ولا طائفة،  والسرقة كذلك.
والفساد ليس مرتبطاً لا بالعمامة ولا بالصولجان ،  الفساد بات مزروعاً في كل انسان لبناني فكل ما نحن فيه من أيدينا ( وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ) فلا تتذمروا بل غيروا وتغيروا ، استيقظوا وعوا فلا الشيعي يريد قتل المسيحي ولا المسلم يريد ابادة الدرزي بل هناك منظومة فساد تريد ان تستكمل النهب والسرقة , لا تنشدوا الى عصبية وإن دعوكم اليها  بل اندفعوا الى واقعية ومصداقية الواقع ولتنقذوا هذا البلد من اللصوص الذين يتكلمون باسم الوطن واسم الشعوب واسم الطوائف , فأنا لن يمثلني بعد اليوم الا رجل شريف صادق مخلص لبلاده
فهل مِن حامِلٍ لهذه الصفات ؟
هنا السؤال يُطرح

الشيخ د. رامي أحمد راسم الفرًي

مُحاضِر ومؤلف وكاتب ومدير المركز الاسلامي طرابلس. عضو في جمعية صناعيين لبنان عضو في اتحاد رجال الاعمال اللبناني التركي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى