مقالات خاصة

أعترفُ امام الله، جريمتنا لم نعلقّ المشانق!

بعد يوم من تهديد لحود للصحافة اللبنانية، مسلسل ارهابي من قلب الشام مروراً ببعبدا ليصبّ ببيروت في ٢ حزيران ٢٠٠٥، يوم اغتيل ‫#سمير_قصير‬ المعارض الشرس لاجهزة نظام بوليسي ينفذ اوامر الجزمة السورية بثلاثين من فضة.

١٨ عاماً على اغتيال بيروت، مدينة سمير قصير، مدينة الحرية والصحافة والكلمة الحرة. يومها تعهّد الميقاتي بمحاسبة الجناة، وارتفع صوت المعارضة المطالبة باستقالة لحود صندوق بريد بشّار الاسد في لبنان.

كنا جميعاً نعلم
لا الجناة ستُعاقَب
ولا احد سيقيل لحود

‎وكيف بكم اقالة لحود، وهل تناسيتم التهديد بكسر يد رفيق الحريري ان لم يمدد للمسيّر السوري؟ هل تناسيتم عودة الرفيق مكسور اليد من سوريا؟ وهل تناسيتم اغتيال بيروت في ١٤ شباط ٢٠٠٥؟

‎وتأتي ذكرى اغتيال من حارب اجهزة امنية ونظام سوري، بعد سنوات من تسويات ترقيعية وتوزيع حصص وحقائب وزارية وصفقات وفساد واحتلال ايراني لمدينة هزّهم ثقافتها وانفتاحها وحريتها وفكرها لم يعترفوا بها يوماً كياناً مستقلّاً.

‎تأتي ذكرى اغتيال سمير قصير بعد عودة المجرم بشار الاسد، قاتل المئات، مهجِّر الملايين، معتقل لبنانيين لليوم مصيرهم مجهول، للحضن العربي واستقباله في قمة جامعة دول محتلة ايرانياً كالملوك نعم، وليس بضعيف مثلما يُسوّق لكم يا حضرات الشعب المسكين.

‎المعذرة سمير قصير..
‎ها هو الميقاتي يصرّف اعمال دولة محتلة، واتى بعد لحود رؤساء العمالة حتى بات القصر صحيح في بعبدا، بينما القرار من الضاحية. وها هي القوى التي تتباهى باخراج الجيش السوري على دماء الحريري، لا تتجرأ على طلب تطبيق قرارات دولية ولا حتى فرض مرشح رئاسي استفزازي لثنائي مسلح قرارهم ايراني ومشروعهم ايراني وخطابهم ايراني.

‎المعذرة سمير قصير..
‎لا تزال جريمة اغتيالك قيد التحقيق وأضيف اليها مئات الجرائم البشرية والوطنية، فبتنا بلا عدالة والقانون يلاحق الضحية ليبرّيء الجاني، وبتنا بلا مرفأ ولا مصارف ولا تعليم ولا صحة وحتى النفط باعوه وطبّعوا مع اسرائيل بطيور سلام. الاكيد اننا بلا كرامة لاننا لو طالبنا بالعدالة لما وصلنا الى ما وصلنا اليه.

بات المعاقب دولياً، صهر الجنرال الذي دمّر لبنان في المرحلتين يتحكّم بالبلد ولعيون الصهر ما يرجع بلد، فيطرح ازعور والمعارضة الضعيفة توافق للاطاحة بفرنجية…لا يعلمون ان السوري والايراني ودول العالم لا تأبه لل ١٠٤٥٢ كلم٢ بوجود شعب مدّعي البطولة والفكر والرقي.

هل اعتدنا الاتكال والتوكّل؟
هل تشرّبنا الكسل مع كل شهيد سقط؟
هل تغلّل اليأس والبؤس حتى ثَمِلنا؟

اعترفوا امام الله
اعترفوا امام شعب اهداكم ثقة بالصندوق
انهم فجّرونا بنيترات ويقبعون تحت الارض
انهم قتلونا نهبونا هددونا وهم اسوأ من اسرائيل

علّقوا مشانقهم
ولا تستثنوا احداً

سرقوا الفكر والكلمة والحرف
اطفأوا انوار بيروت الحزينة على ضحاياها
تخاصموا تقاتلوا وتصالحوا فوق دماء الضحايا
غيّروا هويتنا، وبيروت لم تعد مدينة سمير قصير
فجريمة ‫#سمير_قصير‬ عسكر على ناس!

‎علّقوا مشانقهم
‎ولا تستثنوا احداً
‎اطلقوا العنان لمآسيكم
‎ولا تهابوا منهم احدا احدا

‎ولأنه لم يبقى مني سوى لبنان
‎سأخرطش الكلمة بدل الرصاصة
‎وافجّر حقيقة من يحتلّنا ويهاب الصوت الحر
‎ليعلموا انهم كلما اسقطوا منا واحداً، احييناه

الوعد يا سمير قصير

المصدر
سامية خداج - قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى