عربي ودوليمقالات

“رسالة سرية للمعارضة والنخب المصرية”

كتب رئيس اتحاد القوى الوطنية المصرية الدكتور أيمن نور

أخي العزيز المحترم..

في صبيحة هذا اليوم بكل ما يحمله من ذكريات 6 إبريل 2023 – : لماذا هذه الرسالة الآن؟

لأنك لا تخشى على أمة، تراجع نفسها وتعرف أخطائها، ولا تطمئن لمن يرى القشة في عيون الآخرين، ولا يرى الخشبة في عينه.

فبعد 10 سنوات “عقد كامل” ما بعد2013 ،لابد أن تقف المعارضة المصرية، أمام ” المرآه”، لتتفحص صورتها، وهيئتها، وأوجه الضعف لديها، لتدرك سبل وأوجه القوة التي يمكن أن تنقلها من مرحلة بذل الجهد، لمرحلة إدراك النتيجة.

قل إن شئت ، إن السطور القادمة، هي:

1- مراجعة “واجبة” في نهاية الشوط الأطول، من شوطي المباراة، وربما مراجعة مع بداية شوط ثالث ، في مباراة إنتهى وقتها الأصلي “الرسمي”، بنتيجة ” صفرية” -لا منتصر فيها ولا مهزوم-.

2- هذه السطور القادمة (الرسالة) هي أيضا للوقوف على الثغرات، التي هبت منها رياح عاتية، أفشت حالة من اليأس، وخيبة الأمل، في قدرة المعارضة، والمناهضة -من كافة العائالت السياسية المصرية- في كبح جماح النظام، الذي انحدر بمصر لهوه سحيقة، من الانهيار السياسي، والاقتصادي، والمعنوي ، الذي أصاب المواطنين “المنهكين” بالخيبات والإحباطات المتواترة، وعلى مختلف الأصعدة.

3- هذه الرسالة القادمة ، ليست على سبيل جلد الذات، أو تحميل المسؤولية عن الأخطاء للغير، ممارسة لمنطق

“ألم أقل لكم”، وليست رد فعل لمحاولات البعض، تشويه كل الفاعلين، وتعميق الشقوق والشكوك وتوزيع االتهامات، وتوسيع الخلافات ، بدوافع فصائلية ضيقة الأفق، لم أعتاد الرد عيها.

4- هذه السطور، محاولة لمواجهة ورصد كل هذه الأخطاء الـ 13 ،التي يرقى بعضها للخطايا -بقصد أو بغير قصد- بعمد أو بغير عمد.

هي رسالة من القلب، لقلوب كنت و “لازلت” احسبها قلوب نظامية طبيعية تحب أكثر مما تكره، ربما “لا” تقول عنا الحقيقة، لكنني لم ولن أقول عنهم الزور، واقدم لهم 13 وصية مخلصة.

5- هي محاولة للانتصار للحقيقة الغائبة، حتى لا يرى البعض الخطأ انتصارا ويحتفي به، ولا يرى البعض النصر هزيمة ويهيل عليها التراب..!!

{{في نهاية هذا التقديم، لهذا التقييم}} ، لأداءات المعارضة المصرية لا بد أن نؤكد أن هذا النص يستخدم كلمة “المعارضة” في التعبير عن كل الداعين للتغيير في مصر سواء يسمون أنفسهم “معارضة”، أو “مناهضة”، وأيا كان موقعهم على خريطة العالم، سواء داخل مصر، أو خارجها، وأيا كان موقفهم من الأيدلوجيات الخمس، أو إنحيازهم لقبيلة الإعلام والسوشيال ميديا ممن يصنفون أنفسهم بالمعارضة بحق أو بغير حق!!

الخلاصة:

إنها محاولة مخلصة ومؤلمة، قد تجر الكثير من المتاعب ، والعتب، وربما الغضب والنيران الصديقة، وكأنها تذكرني بوصف الشاعر والكاتب الفرنسي، بوريس فيان (VIAN-BORIS) “عندما نتسلق جبل شاهق، فإنك كلما تتقدم خطوة لأعلى، تزيد لديك المخاطر، لكن تتوسع رؤيتك ، ونظرتك للواقع، فترى على الأرض أشياء لم تراها من قبل”.


الخطأ رقم صفر | [المعادلة الصفرية]

بعض المعارضة تبدأ وتنتهي خياراتها برقم “الصفر”

تنحصر سيناريوهاتها (السلبية والإيجابية) في سيناريو وحيد، حول ما يمكن أن تفعله هي بعد رحيل النظام، دون أن تضع أي سيناريوهات واضحة لدورها في رحيل هذا النظام؟!! وإسهامها في الوصول لهذه النتيجة، التي لن تدرك في ظل موقفين متصادمين:

– الأول: هذا الفريق يعتلي منبر الخطاب “الثوري ” المناهض لكافة أشكال الحل “السياسي”، بوصف الحل السياسي خيانة ، ومنح شرعية لمن لا شرعية له، ومؤامرة شيطانية مخابراتية صهيونية وقبلة حياة لنظام وانقالب يترنح !!

– الثاني: إذا دعوتهم للوسائل والآليات “الثورية” والنزول للشارع على غرار دعوات 2019 -وغيرها- اعتلوا منبر “العقل” و”الحكمة” والتكلفة الباهظة والثمن الباهظ الذي سيدفعه المعتقلين والمحكوم عليهم بأحكام إعدام معلقة.

الخلاصة:
من الخطأ الفادح أن تقف بعض القوى الهامة ، مرتبكة أمام الحلول السياسية بدافع الخوف من المزايدات، والأزمات الداخلية، وتنسحب ذات القوى، من كافة المحاولات والمسارات “الثورية”.. فلا تراوح مكانها ، في تلك المعادلة “الصفرية”،” العدمية”، إنتظارا لما سيأتي من خارجها، وهو ما قد لا يأتي، أو يتأخر كثيرا، أو قليلا، ويتحمل الوطن والمواطن -وحدهما- ثمن هذا الوقت الضائع !

الخطأ … رقم (1) | [الرهان على الأزمات]

بعض المعارضة المصرية، تؤمن وبحق أن التغيير المنشود في مصر، هو مسألة وقت على خلفية أن البلاد، تعيش أزمة حادة لم تشهدها مصر، في تاريخها الحديث وأن المظالم تتراكم، والانفجار حتما قادم وما على المعارضة إلا أن تتلقف ثمار الغضب التي زرعها فشل النظام، دون أن تبذل جهدا إضافيا.

والخطأ هنا هو :

-أن الأزمة مهما اشتدت، والمظالم مهما تزايدت، لا تغير وحدها الواقع، فالفشل في معالجة الأزمات ، هو بذاته سببا تتساند عليه الأنظمة الاستبدادية ، في ممارسة المزيد من القهر لمواجهة ما تسميه مخاطر الفوضى العارمة، فالأنظمة الفاشستية والشعبوية تخرس كل الأصوات الداعية للتغيير السلمي في ظل أي معركة، وتحت شعار “لا صوت يعلو فوق صوت المعركة”

-فهزيمة 1967 ،رغم فداحتها وضياع 6% من أرض مصر وتدمير جيشها، وكرامة شعبها، لم تحرك الشعب –وحدها– للتغيير، بل استطاع النظام أن يوظفها في صالح استمراره.. كما ظلت أنظمة فاشلة لعقود في السودان وغيرها من بلدان العالم مستغلة الاستقطاب والانقسام السياسي ، وغياب الرافعة الوطنية، والمشترك الوطني الجامع.

الخلاصة:
الرهان على الأزمات -فقط- خطأ فهي محفزات، ومحركات، وبعض دوافع التغيير الذي لا بد منه يرتبط لزوما برؤية بديلة للعلاج، و بدلاء يطمئن لهم الشعب.

الخطأ .. رقم(2) | [القبعات الأيدلوجية]

الفرز في التغيير القادم لن يكون على قاعدة قبعات أيدلوجية، بين قوى “مدنية” وقوى “إسلامية”، ولا وفقا لانحيازات جغرافية -الخارج والداخل-.

الخطأ هنا:

-بعد 10 سنوات ، علينا أن نعترف أن مثل هذه التقسيمات والانشقاقات في جسد الجماعة الوطنية المصرية، لم تصب إلا في صالح نظام يضعف بكل المقاييس ، إلا بمقياس وحيد ، هو فرقتنا، وعدم قدرتنا على التسامح ، وبناء جسور جديدة للثقة ، مستفيدين من قدراتنا على التعلم من أخطاء الماضي ودروسه فلا هذا خائن ولا هذا مهادن الكل له دوره المقدر والمطلوب.

الخلاصة:
أن أحد منفردا لن يكون بديلا عن الجميع، ولن يقدم بديلا آمنا للشعب المصري وأن التحالف الحقيقي الذي ينبغي العمل عليه الآن هو تحالف لضحايا هذا النظام اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا.

الخطأ .. رقم(3) | [الخلافات البينية]

-في كل المجتمعات المصابة بالاستبداد، انعكاسات -غير صحية- على العلاقات البينية بين أفراد المجتمع ، ومكوناته السياسية والاجتماعية ، ومن بينها الجماعات والأحزاب السياسية

فسهام الفرقه داخل الجماعات السياسية كانت تصنع قبل 1952 ،داخل دهاليز القصر، ودار المعتمد البريطاني، وأصبحت ما بعد 1952 ، مهمة “رسمية ” لبعض الأجهزة الأمنية التي مارست هذا الدور بصورة بدائية في عهد السادات ومبارك وبصور أكثر احترافية ما بعد 25 يناير.

والخطأ هنا:

-من عرف منكم سهما انطلق ثم توقف أو عاد للخلف؟! فهو يمضي غالبا محدثا شرخا عموديا.
– لكن يمكن للسهم أن يتوقف أو يعود للخلف !! في حالات بعينها -أهمها- إذا صادف إيراده صلبة وضمائر حية تغلب القضايا الرئيسية والخلافات الجوهرية على الخلافات الثانوية والفرعية والشخصية
– الخطأ الفادح الا تحدث هذه الإفاقه في الوقت الصحيح فيتحول الخلاف في الرأي أو الموقف إلى صراع يدفع فيه الثمن ملايين المصريين وآلاف المظلومين في السجون والمعتقلات.

الخلاصة:
إن الخلافات التي تفشت داخل جسد الجماعة الوطنية بين مكوناتها المختلفة وبين المكون الواحد هي فيروس صنع في معامل النظام وتوالد وانتشر في جسد الحركة السياسية ف أنهكها وأضعفها وأهان صورتها في عيون الناس ولا بديل لاسترداد هذه الثقة إلا بتأجيل هذه الخالفات -على الأقل- إن لم يتم تجاوزها الآن وليس غدا حتى ولو كان الثمن هو أن يتراجع الجميع كي تتقدم مصر نحو مسار التغيير.

الخطأ .. رقم (4) | [السوشيال والواقع]

من أفدح الأخطاء، والدروس المستفادة، خطورة الخلط بين الفضاء الإلكتروني، وعالم السوشيال ميديا، وبين الواقع على الأرض، فزيوع سيط بعض الدعوات على السوشيال ميديا لا يعني قبول واطمئنان الشارع لها، وحتمية مشاركته فيها.

الخلاصة:
صعود هاشتاج على التريند ال يعني نزول الناس للشارع !!
وما يردده الذباب اإللكتروني للنظام أو لغيره ليس بالضرورة يعبر عن اتجاه الرأي العام
.

الخطأ .. رقم (5) | [الإعلامي والسياسي]

من الأخطاء التي شاعت مؤخرا، عدم التفرقة بين ما هو سياسي بطبيعته، وما هو إعلامي بوظيفته فليس كل من يعتلي منبرا إعلاميا هو بالضرورة سياسيا، فما يقبل به الناس ويقبلون على مشاهدته على الشاشات أو صفحات السوشيال ومنصاتها، ليس بالضرورة أن يقبلون به زعيما سياسيا، أو قائدا يسلمونه مقاليد حياتهم، وإدارة شؤون بلادهم، فالتأثير في الرأي العام مهنة ومهمة ، وإدارة الشأن العام مهنة ومهمة لها مؤهلات واستحقاقات مختلفة -والعكس أيضا صحيح- عندما نجد بعض السياسيين يتحولون لنشطاء على مواقع السوشيال ميديا !!

الخلاصة:
يجب أن يبقى السياسي سياسي، والإعالمي إعالمي، والناشط ناشط، وتجمع الجميع أهداف مشتركة وعلاقة شبكية ، وليست اندماجية، فإذا كان لديك طبيب أسنان متميز تثق به فهذا لا يعني أن يكون مؤهلا أن يجري لك جراحة قلب مفتوح (!!) والفنان سيد درويش كان صوتا لثورة 1919 ،لكنه لم يكن قائدا لها، أو عضوا في الوفد الذي وكله الشعب بأسمه .. وسعد زغلول كان زعيما للثورة، لكنه لم يكن خطيب الثورة وملهمها..

الخطأ .. رقم (6) | [التكتيكي والاستراتيجي]

من الخطأ الخلط بين التكتيك والاستراتيجية، فالدعوات للخروج، والتظاهر التي تخرج على السوشيال ميديا هي تكتيك، وأداة لتحقيق استراتيجية، فغياب الرؤية الشاملة (الاستراتيجية) يجعل من الأداة (التكتيك) مغامرة وقفز في الهواء، لا يطمأن له الشعب مهما كان ضيقه بالواقع ورغبته في تغييره…

الخطأ .. رقم (7) | [البطولات الشخصية]

من الخطأ غياب السياق العام والتركيز على السياق الفردي، والبطولات الشخصية في غياب وتجاوز لمكونات الجماعة الوطنية، والمؤسسات الوسيطة، فلا ثورات يمكن أن تقوم بعيدا عن النقابات والأحزاب، ومؤسسات المجتمع المدني، وجماعات الضغط، ورجال الأعمال، وممثلي الطلبة والعمال والفلاحين، ومراكز الأبحاث ..

الخلاصة:
المبادرات الفردية إن خرجت من خارج هذه السياقات ولم تجد مساندة من هذه الفئات أو حتى بعضها تتحول إلى هباء منثورا، قد تحرك الرأي العام ظاهريا، لكنها لا تملك تحريك الكتلة الحرجة على أرض الواقع .. وإحداث الاختراق المطلوب
.

الخطأ .. رقم (8) | [التسرع]

من الأخطاء المؤسفة “التسرع” في إطلاق بعض الدعوات كما حدث في ۱۱/۱۱ ،وغيرها دون تشاور، مجتمعي، ودون إدراك، أن “بيئة” الثورة شيء، و”لحظة” الثورة شيء آخر .. فتراكم الغضب وتزايد المظالم، يشي بوجود بيئة قابلة للتغيير، لكن لحظة التغيير ذاتها هي قرار الشعب، لا يجوز أن ينفرد بها واحدا من أحاد الناس كائنا من كان…

الخلاصة :
المبادرة الفردية، لا تعني “الانفرادية” بمثل هذه القرارات المصيرية، بل تعني جهدا تحضيريا، وتنسيقا يسبق -لزوما- مثل هذه الدعوات لتكون تداعي وطني
.

الخطأ .. رقم (9) | [التكرار]

خطأ أخر يرتبط بسابقه، وهو “تكرار” الدعوات ذاتها، دون مراجعة، أسباب فشل الدعوات السابقة في أحداث اختراق حقيقي، يؤدي لنتائج مختلفة فتكرار نفس الأشياء والأفعال، وانتظار نتيجة مختلفة، هو ضعف في الفهم والذاكرة … أو إعمالا لشهوة جمع المتابعين ومشاهدات اليوتيوب !!

الخلاصة :
التراكم الذي يتحدث عنه البعض هو تراكم مطلوب في بيئة التغيير وليس في اختيار لحظة التغيير، التي ينبغي أن تكون لحظة فيصلية، وليست لحظة “موسمية”، بما يفقدها قيمتها ورهبتها في نفوس الناس، وتحولها لمسار للسخرية بفعل دعوات مجهولة النسب.

الخطأ .. رقم (10) | [الأمل]

من الخطأ تصور أن شعور الناس بالإحباط وغياب الأمل، هو من مؤشرات الانحياز للتغيير، فربما العكس هو الصحيح، فالناس تحتاج لأمل “حقيقي” كي تُقدم على التغيير، وهو ما يقتضي تقديم سياسات بديلة قادرة على تحسين أحوالهم، وأشخاص قادرين على إدارة وتنفيذ هذه السياسات، وهو ما يقتضي وجوبا وجود تحالف وطني واسع ومتنوع وقادرا على إقناع الشارع، وتوفير أمل لديه، أن القادم أفضل، وليس أسوأ، أو مجهول الملامح يقوده جاهل، متسفل، أو صاحب غرف على السوشيال يجيد فيها فقط الخوض في الأعراض وسب الدين وإهانة كل ما هو مقدس.

الخطأ .. رقم (11) | [الأوهام]

خطأ متكرر هو ترديد أكاذيب وشائعات، بدعوى تطمين الناس ، على غرار شائعات انقسام بعض المؤسسات، أو تخلي الإقليم، أو المجتمع الدولي عن النظام، فهذه العوامل وإن صحت أحيانا فهي لن تكون عاملا حاسما في إحداث التغيير الحقيقي المطلوب، والمنوط فقط بالشعب والشعب وحده الاطلاع به…

الخلاصة :
أن الصدق وعدم ترويج المخدرات والتوهيمات هو السبيل لعقول الناس والمزايدات تفقد الجميع الثقة والمصداقية.

الخطأ .. رقم (12) | [25 يناير]

من الخطأ التمسك والتعلق بنموذج 25 يناير، بوصفه النموذج الوحيد للتغيير أو الثورة ليس لعيب في ثورة يناير المجيدة لكن لأن التاريخ لا يكرر نفسه حرفيا، ولأن كل موجة ثورية لها طبيعتها، وظروفها الخاصة بها، دون غيرها …

الخطأ .. رقم (13) | [أفلام الأبيض والأسود]

خطأ كبير تصور أن التغيير يبدأ وينتهي على طريقة أفالم الأبيض والأسود، حيث النهاية السعيدة بزواج البطل والبطلة، وهزيمة الشرير، ونزول كلمة النهاية !! فالأمر مختلف تماما، فسقوط رأس النظام ليس هو نهاية الصراع بين الخير والشر، وليس بالضرورة هو النهاية السعيدة، بل هو بداية صراع حقيقي عنوانه وماذا بعد؟! وماذا أعددنا لما بعد النهاية السعيدة لتكون بداية سعيدة لمسار جديد.

وهنا نؤكد أن هناك استحقاقات واجبة يجب تدارسها والعمل الجاد على تحقيقها لنصل لهذه النهاية السعيدة وهي كالتالي:

[[-الوصايا الثلاثة عشر للمعارضة-]]

  1. التوقف عن الخالفات البينية وعن إطلاق الدعوات الفردية والموسمية ذات الطبيعة الشخصية، وتجاوز تداعيات إحباطات الدعوات السابقة بقيام ائتلاف وتكتل وطني أو توسيع القائم منها، لتمثل رافعة للعمل السياسي، والثوري تجمع كل ألوان الطيف السياسي، وكل فئات المجتمع، وطوائفه، وتجمعاته (في الداخل والخارج) ويكون هو دون غيره مطلعا بدوره في تحديد أولويات العمل الوطني، وأليات كل مرحلة واللحظة المناسبة لإطلاق مثل هذه الدعوات لتكون تداعي جماعي بتوافق وطني واسع، يتحمل فيه الجميع مسؤولياته…
  2. الاتفاق والتوافق على وثيقة وطنية “جامعة”، تحدد ملامح المستقبل، وقواعد العمل المشترك، بما يمد جسور الثقة بين مكونات الجماعة الوطنية ويتفادى الوقوع في أخطاء الماضي القريب والبعيد، ويبدد مخاوف الداخل والخارج، ويسد الثغرات التي هبت منها رياح الثورة المضادة، ويحدد في نقاط المشترك الوطني بين المصريين، و ُسبل التحول نحو الديمقراطية والتقدم عبر مراحل انتقالية تشاركية، وصولا للمراحل التنافسية بضمانات موضوعية لإدارة الخلافات البينية بقواعد عادلةوأمنة.
  3. ضبط الخطاب السياسي للمعارضة المصرية .. والفصل التام بين خطابها المعتمد من مكوناتها، والخطابات العشوائية المنتشرة على شبكات التواصل، ورفض أي خطاب يدعو لعنف مادي أو معنوي أو تحريض على كراهية أو تسفل أو إهانة شخصية للأفراد أو المؤسسات.
  4. وضع رؤية تشاركية لإدارة مرحلة “ما قبل التغيير” وما بعده، تعتمد على تعدد السيناريوهات وليس السيناريو الواحد وتبذل جهدا جماعيا منظما لإدارة كل سيناريو حال تحققه، فلا تترك الأمور للمفاجآت والاحتمالات التي قد تفرضها قوى داخلية، أو إقليمية، بما يحقق مصالحها.
  5. توسيع دائرة الشراكة الوطنية، والتسامح الجامع (غير المفرط)، والاستفادة من كل طاقات التغيير ومدارسه، وعائلاته، والعمل على التكامل النافع، بين ما هو سياسي، وثوري، وإصلاحي، دون إخلال بما هو متوافق عليه من أهداف.
  6. ضبط علاقات المعارضة المصرية، وقوى التغيير بالخارج، سواء على مستوى الإقليم أو العالم، والالتزام الكامل باستقلال قرارها الوطني في تحقيق أهدافها، وإدراك أن الخطاب الموجه للخارج ينبغي أن يقتصر على المطالبة بعدم دعم الاستبداد وليس المطالبة بتغييره.. ومن هنا تأتي مثال أهمية المطالبة برقابة دولية كشرط للمشاركة في أي عملية انتخابية وهو ما لا ينقص من استقلالية الوطن بوصفه مسلكا تتبعه الكثير من الدول ، بل إن مصر ذات نفسها ترسل مراقبيها لبعض الدول.
  7. وضع برامج إصلاحات مزمنة وواقعية، بعيدا عن الخطاب الشعبوي، ومخاطبة غرائز وشهوات الناس بشعارات غير قابلة للتحقيق أو غير مأمونة العواقب ، فمصر بحاجة لمعارضة مسؤوله، قول ما تستطيع أن تفعله، لا تؤيد ما ينبغي معارضته، ولا تعارض ما ينبغي أن تؤيده.
  8. استكمال الجهد المنظم الذي بدأته المعارضة المصرية بالخارج من خلال “الحوار الشعبي”، الذي تم برعاية مظلات وطنية واسعة، وأسفر عن برامج جادة وموضوعية في معظمها تصلح أن تكون نواة لبرنامج إنقاذ شامل، إذا ما تم توسيع النقاش العلمي والمتخصص حولها، بمشاركة العلماء والخبراء المصريين في مختلف المجالات، ومن مختلف التوجهات والمدارس وكذلك البناء على الحوار الاقتصادي الذى قامت به الحركة المدنية في مارس ٢٠٢٣ في مقر حزب المحافظين وتضمين كلمات وأفكار جاده يبنى عليها.
  9. عدم إهمال الطاقات الإيجابية “في الداخل والخارج” ، والاهتمام بتوظيفها بشكل صحيح، في إطار منظومة عمل محكومة كرافعة وطنية جامعة، وكذلك توظيف كافة الطاقات على منابر السوشيال ميديا، في ظل علاقة شبكية تحفظ لهم استقلالهم، وتضبط خطابهم، في إطار المشروع الوطني الجامع الذي هم جانبا مهما فيه، دون انفراد طرف بتوهم قيادة المشهد وتبعية الآخرين له.
  10. وقف سياسة حرق المراحل، والقفز على الواقع ، واحترام قيمة العمل الجماعي، والإيمان أن لا تغيير بدونه، ولا بديل عنه، وأن البطولات الشخصية تتحقق في أبهى وأروع صورها داخل إطار منظومة العمل الجماعي وليس العكس، والتوقف نهائيا عن تبادل الاتهامات وشق الصفوف، وتخوين المختلفين وإدراك أن التشظي والإقصاء وتبادل الإتهامات، هو المحامي الأول للدفاع عن الحكم الاستبدادي، وعلة وجود واستمرار المستبدين.
  11. التوافق على الاشتراطات والضمانات والتعديلات الدستورية والقانونية المطلوبة للمشاركة في انتخابات 2024 ،وعدم التسامح مع أي تجاوز أو قبول بما هو أقل من الضمانات المتوافق عليها.
  12. وقف تبادل الاتهامات بين معارضة الداخل والخارج ودعم القضايا التوافقية، واحترام حق كل فريق في تقديراته السياسية وفقا لظروفه.
  13. الحفاظ على المظلات الوطنية الواسعه والجامعة لاتجاهات وتيارات مختلفة وأبرزها في الداخل (الحركة المدنية) والخارج (اتحاد القوى الوطنية) ، والعمل على توسيع التنوعات داخلها.

كما أتمنى من التيار الليبرالي المصري، في الداخل والخارج العمل على إعادة بناء هذا التيار الهام، ومد جسور التواصل بين حركة لبرالية وسطية في الدخل والخارج على خلفية القيم والمبادئ المشتركة، وتغليب اعتبارات التكامل على التنافس في اللحظات الحرجة.

المصدر
الدكتور ايمن نور

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى