إجتماعمقالات

التسويف عادة لها أسباب نفسيّة

التسويف هو فعل تأجيل غير ضروري للقرارات أو الإجراءات. على سبيل المثال، إذا قام شخص ما بتأخير العمل في مهمة حتى قبل الموعد النهائي المحدد لها دون سبب، على الرغم من أنه يعرف أنه سيكون من الأفضل له البدء في وقت مبكر، فإن هذا الشخص يقوم بالمماطلة. يعرف العديد من المماطلين أن هذا السلوك يؤذيهم، لكنهم يستمرون في فعل ذلك حتى لو أرادوا التوقف. وفقًا لذلك، إذا كنت مسوفًا، فربما تكون قد طرحت أسئلة مثل «لماذا أسوف كثيرًا؟» أو «لماذا أستمر في المماطلة على الرغم من أنني أعلم أنه سيىء بالنسبة لي؟». وبالمثل، إذا كنت تحاول مساعدة شخص آخر على التوقف عن التسويف، فربما تكون قد طلبت شيئًا مشابهًا. الإجابة عن هذه الأسئلة مهمة، لأنه من أجل التغلب على التسويف، من المفيد فهم أسبابه في المقام الأول.

أسباب التسويف

لماذا يماطل الناس؟ يماطل الناس لأن دافعهم للتأخير أقوى بشكل غير منطقي من دافعهم للتصرف. يحدث هذا عندما يتم إضعاف ضبط النفس والتحفيز بسبب قضايا مثل الإرهاق، وتعارضها قضايا مثل الخوف. على وجه التحديد، يمثل الدافع إلى التصرف مدى قوة الناس في دفع أنفسهم الى اتخاذ إجراء في الوقت الحالي. يعتمد بشكل أساسي على ضبط النفس لدى الأشخاص ودوافعهم، والتي تتأثر بعوامل مختلفة. على سبيل المثال، في أي لحظة، يمكن أن يتأثر ضبط النفس لدى الشخص بمدى تعبه، بينما يمكن أن تتأثر دوافعه بمدة الانتظار قبل أن يكافأ على اتخاذ إجراء. وفقًا لذلك، يمكن أن تتداخل مشكلات مثل الإرهاق والنتائج المستقبلية البعيدة مع ضبط النفس والتحفيز، وبالتالي تقليل دافع الناس للعمل، كما هو الحال مع العديد من المشكلات الأخرى، مثل الاكتئاب، واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وانخفاض الكفاءة الذاتية.

على العكس من ذلك، يمثل الدافع للتأخير مدى قوة شعور الناس بالضغط لتجنب اتخاذ إجراء في الوقت الحالي. وهذا يعتمد بشكل أساسي على الرغبة في الشعور بتحسن على المدى القصير، من خلال تجنب المشاعر السلبية (مثل الخوف من مهمة معينة)، وزيادة المشاعر الإيجابية (على سبيل المثال، من خلال الترفيه الرقمي)، وهو سلوك يوصف بأنه «الاستسلام للشعور». يتضمن هذا الدافع قضايا مختلفة، مثل القلق والكمال، والتي يرغب الناس في تجنبها من أجل حماية عواطفهم على المدى القصير.

تعني هذه القضايا أن التسويف غالبًا ما يتضمن ثغرات في النية والعمل، حيث يماطل الناس على الرغم من نيتهم التصرف. على سبيل المثال، يحدث هذا عندما يعد شخص ما نفسه بأنه سيبدأ العمل قريبًا، لكنه يستمر في الوفاء بهذا الوعد، لأن ضبط النفس وتحفيزهم غارق في قضايا مثل الخوف من الفشل. يمكن أن تتسبب هذه المشكلات أيضًا بتكرار دورات المماطلة. على سبيل المثال، يمكن أن يحدث هذا عندما يكون شخص ما قلقًا بشأن مهمة ما، لذلك يقوم بتسويفها، مما يؤدي إلى سوء أداء المهام، مما يجعله أكثر قلقًا بشأن المهام المماثلة، ما يجعله من المحتمل أن يماطل مرة أخرى للسبب نفسه في المستقبل…

أسباب المماطلة

  • الأسباب الشائعة وراء المماطلة، إنها تستند إلى الآلية النفسية، والتي يمكن اعتبارها السبب الجذري للمماطلة.
  • تحديد أولويات الحالة المزاجية قصيرة المدى (أي تفضيل الشعور بالتحسن الآن حتى لو أدى ذلك إلى الشعور بالسوء لاحقًا). كره المهام (على سبيل المثال، التفكير في مهمة ما هو أمر محبط أو ممل أو غير سار بطريقة أخرى). القلق والخوف (على سبيل المثال، بسبب مخاوف من التعرض للنقد). الشعور بالإرهاق (على سبيل المثال، بسبب وجود العديد من الأشياء للقيام بذلك، فمن غير الواضح من أين نبدأ). الكمالية (على سبيل المثال، بسبب رفض نشر عمل به أي عيوب). قطع الاتصال عن الذات المستقبلية (على سبيل المثال، النظر إلى عواقب التأخير كشيء سيختبره شخص آخر). النتائج المتأخرة (على سبيل المثال، بسبب خصم المكافآت التي سيتم منحها فقط في المستقبل البعيد). الدافع المنخفض (على سبيل المثال، بسبب النتائج منخفضة القيمة). الجهد المتوقع (على سبيل المثال، بسبب المهام الصعبة). القصور الذاتي (أي الميل إلى الاستمرار في فعل ما تفعله بالفعل). أهداف مجردة (أي تلك التي لم يتم تحديدها بوضوح). التحيزات المعرفية (على سبيل المثال، التشاؤم غير المعقول بشأن احتمالات نجاحك). قضايا إدارة الوقت (على سبيل المثال، عدم تحديد أولويات المهام). السمات الإشكالية (مثل الاندفاع). السلوكيات الأساسية (على سبيل المثال، التمرد على شخصية ذات سلطة). الظروف الأساسية (مثل الاكتئاب). انخفاض الطاقة (على سبيل المثال، بسبب قلة النوم). قدرة منخفضة على ضبط النفس (على سبيل المثال، بسبب الإرهاق). بيئة مليئة بالمشاكل (على سبيل المثال، بيئة مليئة بالمشتتات).

وقد يكون التسويف ناتجا كذلك من تحديد أولويات المزاج قصير المدى، فأحيانًا ما يماطل الناس لأنهم يعطون الأولوية لمزاجهم قصير المدى على إنجازاتهم ورفاههم على المدى الطويل.

وقد يكون لكره المهمة فيماطل الناس أحيانًا، لأنهم يرون أن مهامهم غير سارة. على سبيل المثال، قد يتأخر شخص ما في إجراء مكالمة هاتفية غير سارة، لتأخير المشاعر السلبية التي قد تجلبها هذه المكالمة الهاتفية.إضافة إلى ما يسببه القلق والخوف، فيماطل الناس أحيانًا لأنهم قلقون أو خائفون من شيء ما، أو لشعورهم بالارهاق والتعب، وخوفهم من كثرة المهام الملقاة وعدم قدرتهم على تنظيم اوقاتهم.

كثيرة هي الاسباب الدافعة للتسويف، وغالبا ما تكون نفسية بحتة تؤثر فيها الظروف العامة وظروف الاشخاص الخاص وأحوالهم وظروفهم، وكذلك قدرة احتمالهم واحلامهم.

التغلب على التسويف

للتوقف عن التسويف، قم بما يأتي:

  • ضع أهدافًا محددة وواقعية: على سبيل المثال، إذا كنت ترغب في بدء ممارسة الرياضة، فقد يكون الهدف الجيد هو «أن تكون قادرًا على الركض لمسافة ميل كامل بحلول نهاية الشهر»، بينما قد تكون الأهداف السيئة «القيام ببعض الجري» (غير محدد) و «إجراء ماراثون بواسطة نهاية الشهر» (غير واقعي).
  • قيم تسويفك: أولاً، حدد الحالات التي تتأخر فيها دون داع، لمعرفة ما الذي تؤجله بالضبط (على سبيل المثال، الدراسة) وكيف تفعل ذلك على سبيل المثال، من خلال التغلب على التسويف للتوقف عن التسويف، قم بما يأتي:
  • اكتشف سبب المماطلة: (على سبيل المثال، بسبب الكمال أو الخوف أو الأهداف المجردة)، بناءً على المعلومات التي رأيتها في هذا الدليل.
  • ضع خطة عمل: يجب أن يتضمن استخدام تقنيات مكافحة التسويف ذات الصلة، والتي تأخذ في الاعتبار الأهداف التي حددتها وطبيعة مشكلة التسويف.
  • نفذ خطتك: تأكد من التفكير في تقدمك وصقل منهجك، وذلك في المقام الأول من خلال معرفة التقنيات التي تناسبك، وكيف يمكنك تنفيذها بشكل أكثر فعالية (وسائل التواصل الاجتماعي). بعد ذلك، فكر في تلك المواقف لتعرف أيضًا أين ومتى تقوم بالمماطلة (على سبيل المثال، في المنزل أو المكتبة، عند بدء أو إنهاء المهام، في الصباح أو في المساء).
المصدر
ريان الينطاني - الديار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى