مقالات

هل سيأتي دور لبنان بعد غزة؟

-النهار

مأساة غزة التي هزّت العالم على مدى احد عشر يوما لن  تنتهي فصولا. وقف إطلاق النار الذي اوقف فجر الجمعة شلال الدماء والدمار في القطاع هو في رأي دوائر السياسة والاعلام في الغرب ، احد الفصول في حرب مستمرة. ثمة شبه إجماع على ان الطرفيّن الرابحيّن في الفصل الاخير من هذه الحرب هما : بنيامين نتنياهو على رأس معسكر يميني يقود إسرائيل الى مرحلة مقبلة سيعلو فيها صوت التطرف على سائر الاصوات. أما الطرف الاخر فهو “حماس” التي أدخلت بعدا جديدا في الصراع هو إستهداف المدن الرئيسية في إسرائيل متفوقة حتى على حليفها الكبير “حزب الله”، الذي قارب مثل هذا البعد في حرب عام 2006، لكنه لم يبلغ ذات المستوى من القدرة التي إظهرتها الفصائل الفلسطينية في غزة في الصراع الاخير. أما الخاسر الاكبر في مواجهات الاخيرة فهو شعب غزة الذي تحمل فوق ما تتحمله الشعوب في الحروب : فهناك نحو مليون  و800 الف شخص تقريبا يعيشون على مساحة 360 كيلومترا مربعا، ما يعني ان هذه المنطقة هي من اكثر المناطق إكتظاظا في العالم. وقد صبت الالة الحربية الاسرائيلية كل حممها على هذه المساحة الضيقة.

يقول احد الخبراء لـ”النهار”، لم يشأ الافصاح عن أسمه بسبب دقة الظروف، ان هناك دوائر القرارات الاستراتيجية في إسرائيل، كانت تتابع حرب غزة الاخيرة من خلال مراقبة مفاعيل ترسانة الصواريخ التي بحوزة “حماس.” وادركت ان المعطى الجديد في هذه الحرب ، ان قدرة هذه الحركة الفلسطينية قد تطورت بما يقاس بالقدرة التي كانت تتملكها في حرب عام 2014 . ففي تلك الحرب كانت قدرة “حماس” تتمثل بإطلاق عدد قليل من الصواريخ دفعة واحدة. في المقابل، كان نظام القبة الحديدية التي تمتلكها إسرائيل كفيلة بالتعامل معها. أما في الحرب الاخيرة فقد تبيّن ان قدرة “حماس” وسائر الفصائل في غزة أصبحت في مستوى إطلاق عشرات الصواريخ في وقت واحد وهو ما سمح لبعض هذه الصواريخ ان تفلت من “القبة” الاسرائيلية وتصل الى اهدافها نظرا لمحدودية قدرة هذه النظام الدفاعي في ترسانة الحرب الاسرائيلية. يضيف هذا الخبير: في اول الدروس المستفادة من الحرب في هذه الدوائر الاستراتيجية الاسرائيلية، هو ان سبعة اعوام بعد حرب غزة في العقد السابق كانت كافية للسلطة في القطاع ان تمتلك ترسانة صواريخ احرزت بواسطتها تفوقا على منظومة القبة الحديدية في إسرائيل. لذلك، ستكون المهمة الاولى لإسرائيل لاحقا هو تطوير هذه المنظومة. ويخلص الخبير الى القول: إذا كانت سبعة اعوام كانت كفيلة بتغيير معادلة الصراع بين: حماس” وإسرائيل، فإن المؤسسة العسكرية الاسرائيلية تعلم ان “حزب الله” منذ آخر حرب خاضها عام 2006 ، أي قبل 15 عاما، أصبحت لديه بنية تحتية من الصواريخ تفوق بأضعاف ما تملكه “حماس”. ويسأل: هل سيكون دور لبنان التالي بعد غزة؟ 

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى