الصحف

ترحيل الملفات العالقة إلى ما بعد الأعياد لا يعني الإنفراج؟!

بات من المُسلم به، لدى مختلف الأوساط السياسية المحلية، بأنّ غالبية الملفات العالقة رُحلت إلى ما بعد الإنتهاء من عطلة الأعياد، خصوصاً مع تراجع الرهانات على الوصول إلى هدنة في قطاع غزة، كان من الممكن أن تمثل بارقة أمل، لتحريك الجهود الهادفة لتسويات على المستوى اللبناني.

على الرغم من ذلك، لا يبدو أن هذا الترحيل من المؤكد أنه سيحمل معه إنفراجات نوعية، حيث تبدي العديد من الجهات اللبنانية تشاؤمها من مسار الأمور، خصوصاً في ظل حالة التعنت التي تسيطر على مواقف الأفرقاء الأساسيين، في مؤشر على أنهم غير مستعجلين على مرحلة الحلول، بسبب إستمرار الرهانات على ما قد تحمله معها التطورات على مستوى المنطقة.

في هذا السياق، تشير مصادر نيابية، عبر “النشرة”، إلى أهمية التمييز بين الوقائع والتمنيات، حيث تلفت إلى أن الجميع يتمنى الخروج من النفق المظلم بأسرع وقت ممكن، لكن من الناحية العملية ليس هناك ما يدفع إلى التفاؤل، خصوصاً مع إستمرار الإعتراضات والتحفظات الداخلية على كل ما يُطرح من مخارج ممكنة، وهو ما حصل، بشكل واضح، في التعامل مع الحراك الذي قام به، في الأسابيع الماضية، سفراء اللجنة الخماسية، التي تضم كل من أميركا وفرنسا والسعودية وقطر ومصر.

وتوضح المصادر نفسها أن الوقائع الراهنة تؤكد أن الأفرقاء اللبنانيين غير مؤمنين بقدرة حراك اللجنة الخماسية للتوصّل إلى نتائج حاسمة، الأمر الذي يرتبط، بشكل أو بآخر، بغياب الضغوط الجدية الهادفة إلى ذلك، وهو ما تعيده إلى التباينات الموجودة بين أعضاء هذه اللجنة نفسها، ما فتح الباب أمام القوى المحلية للتشدد والتشبث في مواقفها، مؤكدة أنه لو كانت هناك إرادة فعلية بالوصول إلى حلول، لكانت القوى الخارجية قادرة على إحداث خرق ما.

بالنسبة إلى هذه المصادر، المعادلة الوحيدة القائمة في الوقت الحالي هي الرهان على ما سيفرزه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وجنوب لبنان في المرحلة المقبلة، على قاعدة أن النتائج ستفرز معطيات ستكون حاكمة على مستوى المنطقة برمتها، وبالتالي لبنان سيكون جزءاً من التسويات التي ستكون حاضرة عند وقف إطلاق النار، لكن القلق هو من التداعيات التي ستترتّب على ذلك، نظراً إلى أن الخارج حينها سيكون هو العامل الحاسم في صورة الحلول التي ستُطرح أو تُفرض.

على صعيد متصل، تؤكد مصادر سياسية متابعة، عبر “النشرة”، أن الرهان الأساسي لا يزال على نتائج الحرب في قطاع غزة وجنوب لبنان، لكنها تحذر من مغبّة عدم نهايتها في وقت قريب، ما يدفعها إلى إبداء القلق من قدرة البلاد على تحمل المزيد من التأخير، لا سيما مع تصاعد الخطاب الطائفي في الفترة الماضية، وتضيف: “الجانب الإسرائيلي يؤكد في كل يوم أنه ليس في وارد الذهاب إلى وقف إطلاق النار قبل تحقيق أهدافه، بغض النظر عن الضغوط الدولية التي تتزايد عليه”.

إنطلاقاً من ذلك، ترى المصادر نفسها أن الأيام المقبلة قد تحمل معها الكثير من المخاطر، في ظل إرتفاع مستوى المواجهات على الحدود الجنوبية في الأيام الماضية، في مؤشر على أن الجانب الإسرائيلي يسعى إلى تكريس قواعد إشتباك جديدة، الأمر الذي لا يمكن أن يسلم به “حزب الله”، بل على العكس من ذلك لانه سيحاول منع تل أبيب من تحقيق هذا الهدف، بالرغم من أنها لا تزال تستبعد سيناريو تدحرج الأمور نحو الحرب الشاملة أو الموسعة، لكنها تدعو إلى عدم التقليل من أهمية ما أدلى به وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت من واشنطن، والذي أشار إلى أن توقف الحرب في غزة سيعني الإنتقال الى عملية عسكرية في لبنان.

في المحصّلة، تشدّد هذه المصادر على أنّ ترحيل الملفات العالقة إلى ما بعد عطلة الأعياد لا يعيد الإنفراج، بل على العكس من ذلك حيث قد تكون البلاد متّجهة نحو المزيد من التصعيد، مشيرة إلى أن الحل الأفضل يبقى ذهاب اللبنانيين للبحث عن الحلول التي تساهم في تمرير المرحلة الراهنة بأقل قدر من الخسائر، خصوصاً أن المخاطر كبيرة ولا تحتمل أي نوع من المغامرات غير محسوبة النتائج.

المصدر
النشرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى