سياسةمحلي

محفوظ: ما الأفق السياسي لما بعد الحرب الاسرائيلية على غزة؟

إعتبر رئيس المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع عبد الهادي محفوظ أن “ارباكات كثيرة تسببت بها عملية “طوفان الأقصى” التي قامت بها “حركة حماس” ضد الجيش الاسرائيلي والمستوطنين في “غلاف غزة” والإرباك كان متعدد الوجوه والأبعاد”.

وقال في تصريح اليوم: “في اسرائيل أحدثت عملية “طوفان الأقصى” اهتزازا عنيفا على المستويين: مستوى المجتمع السياسي ومستوى المجتمع العسكري. فكان تبادل الاتهامات حول مسؤولية أيا من المستويين وكان هناك تشكيك بصدقية الإستخبارات الاسرائيلية وبصورة الآلة العسكرية وبالرواية السياسية لليمين الديني وحكومته بزعامة نتنياهو.

والارباك الاسرائيلي الكبير كان في سوء التقدير الاسرائيلي إزاء “حركة حماس”. ففي الحسابات الاسرائيلية أن نتنياهو واليمين الديني نجحا في “تحييد حماس” في المواجهات العسكرية السابقة التي كانت تدور مع حركة “الجهاد الاسلامي” وباقي المنظمات الفلسطينية فكانت مفاجأة “حماس” غير المتوقعة في “غلاف غزة” حيث اقتحمت المواقع العسكرية الاسرائيلية وعادت بضباط وجنود أسرى إلى داخل غزة”.

أضاف: “واستتبع الإرباك الاسرائيلي توجهات سياسية متسرعة من الحكومة الاسرائيلية منها المساواة بين “حماس” و”داعش” ومثل هذه المساواة لم تكن واردة في قاموس هذه الحكومة سابقا. هذا أولا. وثانيا إعلان حرب الإبادة والتهجير على غزة. وثالثا تحرير الأسرى الاسرائيليين بالقوة بعد “اجتثاث حماس” وقتل قياداتها.

وهذه التوجهات السياسية المتسرعة كانت عرضة للأخذ والرد. فمن عملية عسكرية واسعة لاجتياح غزة إلى عمليات عسكرية محدودة بالتوغل والنتائج بفعل نصائح أميركية لاختبار قدرة “حماس” وتفادي المفاجآت العسكرية في الأنفاق. وهكذا بفعل التوجهات السياسية المتسرعة والمتغيرة أصبحت الحرب الاسرائيلية على غزة تستهدف في شكل خاص المدنيين والأطفال والنساء وكبار السن وأعطت في الرأي العام الدولي انطباعا سيئا عن الآلة العسكرية الاسرائيلية التي تستجيب لقرارات سياسية من اليمين الديني الذي يربط بين “اجتثاث حماس” و”اجتثاث الشعب الفلسطيني”. ومن هنا نرى تباينات بين الدول الغربية الداعمة لاسرائيل وبين شعوبها التي ترفض حرب الإبادة والتجويع والحؤول دون الماء والكهرباء والوقود والدواء. إنما تلك التباينات لم ترقَ إلى أبعد من الاعتراض على الممارسات الاسرائيلية التي لا تراعي الاعتبارات الانسانية والقواعد الدولية الملزمة بالحروب حتى الآن. لكن في كل الاعتبار أصبح واضحا أن العواصم الغربية وعلى رأسها واشنطن تطرح سؤالا مركزيا هو “ما الأفق السياسي لما بعد الحرب الاسرائيلية على غزة؟”. هنا واشنطن تبادر إلى إعطاء جواب. “الحل هو في إقامة الدولتين: دولة اسرائيل ودولة فلسطين”. والجواب لا يتضمن كيف يتحقق ذلك وبأية أدوات وأية ضمانات وما هو موقع “حماس” فيه وعبر أي قيادات وما مكانة فتح” و”منظمة التحرير الفلسطينية”. وهذا الجواب الأميركي يحاول الربط مع الدول العربية وتحديدا مع المملكة العربية السعودية. فعلى ما يبدو أن المقاربة الأميركية لمكان اسرائيل في الاقليم تبتعد إلى حدود بعيدة عن تصورات اليمين الديني الاسرائيلي. فالمقاربة الأميركية ترتكز إلى أن “تموضع” اسرائيل في المنطقة ليس في التوسع الجغرافي والاستيطان وإنما في “التطبيع والتكامل الاقتصادي” على نمط الطريق الذي ربط الهند باسرائيل مرورا في السعودية والداخل العربي. وفي كون دبي مركزا ماليا دوليا كمدخل للتطبيع الاقتصادي والمالي والسياسي وحتى الاجتماعي”.

أضاف: “أيا يكن الأمر، الإرباكات شملت الدول العربية فلا هي تساند “حماس” ولا هي تعترض عليها. والموقف العربي الرسمي عموما يدور في حلقة المطالبة بوقف الحرب وفتح المعابر وتأمين الغذاء والوقود والدواء والدعوة إلى تبادل الأسرى والخوف من تهجير الفلسطينيين إلى سيناء والأردن والتذكير بمبادرة السلام السعودية… وإنما حتى الآن لا تلويح بالتجميد أو بالخروج ولو الشكلي من التطبيع من جانب الدول التي التزمت به.

وبدوره وصل الإرباك إلى “حماس” نفسها. فالتصريحات التي أدلى بها خالد مشعل رئيس “الحركة” في الخارج والتي أشار بها ضمنا إلى “تقصير” في ترجمة شعار وحدة الساحات من ايران وحزب الله. هذه التصريحات رآها حزب الله في غير مكانها واعترض عليها “المستوى العسكري” في “حركة حماس” الذي اعتبر أن التنسيق هو على أعلى المستويات بين “الحركة” و”الحزب”. وبالعكس فإن موقف حزب الله الغامض والتزامه بقواعد الإشتباك وفي الإستنفار الواسع على الحدود الجنوبية وتنويعه العسكري في المواجهات أربك إلى حدود بعيدة القيادة الاسرائيلية وأدى إلى استنفار ثلاثة فرق عسكرية وإخلاء المستوطنات. وهذا يكشف أن حزب الله يوفق بين معادلة دعم غزة وبين الضرورات الوطنية اللبنانية التي توجب إلى عدم استدراج الحزب إلى مواجهة شاملة في التوقيت غير المناسب”.

وتبع محفوظ: “أيضا الرئيس الفلسطيني محمود عباس وقع في الإرباك مثله مثل الحكام العرب. وأما المستفيد الأبرز من الحرب الإسرائيلية على غزة فهو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومعه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وكما من المرتقب أن يكون لنائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس حضور في معادلات البحث عن المخارج والإرباكات المتعددة خصوصا أن الرئيس الأميركي جو بايدن يخسر في وسط شباب الحزب الديموقراطي الذي يمثله في البيت الأبيض”.

المصدر
الوكالة الوطنية للإعلام

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى