أمن وقضاءمحلي

القوال للمحامين الجدد: كونوا بعلمكم وأدبكم النجوم التي تضيء كلّ سواد

بدعوةٍ من نقيبة المحامين في طرابلس ماري تراز القوال، وأعضاء مجلس النقابة الأساتذة: منير الحسيني، محمود هرموش، مروان ضاهر، باسكال أيوب وجمال اشراقية، احتفلت نقابة المحامين في طرابلس بإنتساب محامين جدد إلى النقابة وذلك في قصر عدل طرابلس.

وترأس جلسة حلف اليمين الرئيس احمد رامي الحاج، والمستشارين الرئيسين سرمد صيداوي وريان نصر، ورئيس قلم محكمة الإستئناف كارلا أمين، بحضور النقيب الأسبق للمحامين انطوان عيروت ومحامين بالإستئناف والمحامين المتدرجين الجدد والأهالي.

البداية مع النشيد الوطني، ثم نشيد النقابة، ليُلقي بعدها مفوض القصر الأستاذ مروان ضاهر كلمةً جاء فيها :” المحاماة مهنة العظماء منذ فجر التاريخ رسالتها أشرف الرسالات، وضماناتها التمسك بالقيم ومبادئ الشرف والاستقامة والنزاهة والاستقلالية، لذلك المحامي نبيلٌ بغير ولادة يُكرس نفسه لنصرة المظلوم ورفع لواء العدل في وجه الظلم والإجحاف”.
وتابع:” لقد إنتسبتم إلى أم النقابات في لبنان إلى نقابةٍ تختزن ما يزيد على قرن من النضال دفاعاً عن الحق والحرية، لقد إنتسبتم إلى نقابة هي تاريخ فكرٍ لا يحصره أفق، فإن إنتسابكم اليوم الى نقابة المحامين يدخلكم إلى قلعة الحريات العامة، معقل الديمقراطية في لبنان، هذا الانتساب يمنحكم حقوقاً وضمانات كثيرة تحتاجونها في ممارستكم الطويلة للمهنة، وهو يفرض عليكم في الوقت عينه واجب الدفاع عن القيم التي استمرت نقابة المحامين في طرابلس منذ نشأتها في الزود عنها وفي طليعتها الحريات العامة والديمقراطية التي لا معنى للبنان من دونها”.

وختم قائلاً:” هنيئاً لكم زملائي المتدرجين انتسابكم الى أشرف المهن على الاطلاق، فما دام صوتكم يعلو في قصور العدل سيسمع العالم صوت المحامي إلى الأبد على أنه صوت الحق والعدل والرسالة”.

ثم كان للنقيبة القوال كلمةً جاء فيها:”سأبدأ كلمتي بمخاطبة الذين يقسمون اليوم اليمين لأقول لهم: أيها المتدرجون والمتدرجات طبعًا، من الجامعات نلتم شهاداتِ الحقوق، ومن مجلس النقابة قراراتِ الانتساب إلى المهنة، أما اليوم، فإنكم باليمين التي أديتم تعلنون شراكتكم مع القضاء في تحقيق رسالة العدالة، كما تقول المادة الثانية من قانون تنظيم مهنة المحاماة.

وأضافت:” اليوم إذًا أصبحتم رُسلًا للقيم التي تنبثق من مفهوم العدالة: للحرية، لحقوق الإنسان، للآداب والتقاليد، وللحفاظ على معنى لبنان، وطنًا للعيش الواحد ورسالةً لهذا العالم كله. ولعلَّ أهمَّ صفاتِ الرسولية الجهدُ والصدقُ والأمانةُ والاندفاعُ الكامل إلى تأدية الواجب بمحبة وتضحية. ومنها أيضًا الاستزادةُ الدائمة من علم القانون والعلوم الأخرى الحديثة، ومن الثقافة العامة، والمحافظةُ على آداب المحاماة وتقاليدِها العريقة، وحفظُ سرِّ المهنة واحترامُ القضاء. فإن هذه هي معاني اليمين التي ترفعون أيمانَكم أمام الحقِّ وترددونها . أنتم تدخلون إلى حرم هذه الرسالة في أصعب الظروف، لكنَّ الإيمان والعزمَ اللذَين سيصدحان من حناجركم، وتشع بهما عيونُكم، يؤكدان لنا بأنَّ النجاحَ ينتظرُكم على منعطفاتِ المستقبل”.

وتابعت:” ربما كان بعضكم يزمعُ سفرًا، للعلم أو للعمل. فاعلموا أن النقابةَ أصبحت لكم بيتًا جديدًا أنتم فيه وله على الدوام، كبيوتكم وقراكم التي فيها وُلِدْتُم وعشتُم. حافظوا عليها وعلى قيمِها وتقاليدِها، وتذكروا أنكم مدعوون لأن تجعلوا هذا الرداء الأسودَ الذي تلبسون، ناصعَ البياضِ بأعمال الشرف والاستقامة والنزاهة التي هي شرطٌ من شروط الانتماء إلى المحاماة”.

وختمت كلمتها بمقطعٍ من نشيد النقابة يقول:
يا ثوبَها الداكنْ ذا الياقةِ البيضاءْ
مثلَ الدجى لكنْ ملْءَ المحاكمِ ضاءْ
يا عمرَنا الساكنْ في الكُتْبِ والآراءْ
أيامُنا غلسٌ والعلمُ نجمتُها
عاشَتْ طرابلسٌ عاشتْ نقابتُها، فإقبلوا مني هذه النصيحة الأخيرة، كونوا أنتم بعلمِكم وأدبكم النجوم التي تضيءُ كلَّ سواد، وأساسَ السورِ الذي يصون النقابة والمهنة والوطن في القادمات من السنين، مباركٌ لكم يومُ القسم، عشتم، عاشت النقابة، عاشت رسالة العدالة وعاش لبنان.

كما كان للرئيس الحاج كلمةً جاء فيها:” نلتقي اليوم في هذه المناسبة الجليلة مع كوكبةٍ من شركاءٍ جدد في درب العدالة، نعرف في قسمٍ منهم آبائهم وقسم جديد سنتعرّف عليهم ان شاء الله في مشوار العدالة ومسيرة العمل، نلتقي مع هذه الكوكبة في ظلّ هذه الظروف الصعبة والإستثنائية لكي تستمر هذه المؤسسة بجناحيها القضاء والمحاماة متكاملين، فإسمحوا لي أن اقول لكم انّ قسم اليمين ليس وعلى أهميته مجرد إجراءٌ شكلي لممارسة مهنة المحاماة فقط، بل هو تأكيدٌ وترسيخٌ لما هو مؤكد ومرسّخ في تاريخ هذه النقابة وتراثها من قيمٍ ومبادئ وأخلاقٍ قام عليها هذا الصرح، فإن قسم اليمين في مندرجاته يحوي ويُلخص جميع جوانب القيم الأخلاقية التي لا بدُّ وأن يتمتع بها المحامي، فالمحاماة هي رسالة، والمحامي هو صيتٌ فإذا نجح في رسالته ولمع صيته كان فخراً لنقابته ولقضائنا وللبنان “.

وأضاف:” لعلّ المحامي المتدرج في عمله المهني الجديد يقف على مفترقٍ من ثلاث طرق، يظله ظلٌ ظليل وهو المناقيبة، والمفترق من ثلاثة شعب، الشعبة الأولى أمام القضاء وهو قد إلتزم في قسمه إحترام القضاء، وذلك لا يعني خضوعاً ولا قنوعاً ولا محابةً ولا مسايرةً ولا شعوراً بدونيةٍ أو فوقية، فإحترام القضاء هو إحترامٌ للقيم والأصول القانونية في العمل النقابي والمهني،وهو إلتزامٌ بحضور الجلسات ومتابعتها وقبول التبليغات لا أن تكون نقابة المحامين صندوقاً لتبيلغ المحامين مواعيد جلساتهم”.

وتابع:” أما الشعبة الثانية فهي في إطار نقابته، أن يكون عضوا متفاعلاً متكاملاً مع نقابته، صيتاً لامعاً ومشرّفاً لها تزهو به ويزهو بها، فبه يستمر تراث هذه النقابة الذي ناهز المئة عام، فالمحاماة ليست حصانة يتمسّك بها المحامي عند حصول الإشكاليات، إنما هي إلتزامٌ يتدرّع بالحصانة لكي يمارس مهنته بحرية، لا أن تكون حصانةً للإحتماء بها في سبيل تصرفاتٍ لا تتوافق وهذه المهنة “.

وأضاف:” أما الشعبة الثالثة فهي في تعاطي المحامين مع موكليهم، فإنّ المحاماة هي أمانة، والأمانة مسؤولية، والتعاطي مع الموكل هو ما يُعطي الصيت الحسن للمحامي، فلا بُدّ أن يبذل المحامي في عمله كل ما بوسعه بكلٍ مصداقيةٍ وإستقامةٍ وشفافية، لا أن يُغدق الوعود يمنةً ويسرةً، فهذا أمرٌ مسيءٌ للمحاماة ولرسالتها ومن بعد ذلك للقضاء، فالإستقامة هي العنوان والصيت هو الشعار ونأمل من الله أن يوفقكم لما هو خير، وعشتم ودمتم ودامت هذه النقابة بألف خير”.

ليتلو بعدها الرئيس احمد رامي الحاج قسم “يمين المحاماة” ليُرددها وراءه المتدرجون، وينطلقوا في مسيرتهم المهنية وهم : د. كلير خطار فخر الدين، د. مصباح وليد عرابي، د.جيلبير رشوان سليمان، الياس سليم جنيد، ريتا جرجي معلوف، لانا وليد الأحدب، الأمير مجد الأمير غالب الايوبي، مواصف معروف المانع، عمر محمود المشلاوي، جوي ميشال فضل الله، ميرا شوقي ساسين، ماريات جرجس فنيانوس، غايا أنطوان جريج، جوليا عصام بيطار، زياد عصام بيطار، جاد احمد شندب، غنوه حاتم حمزة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى