محلي

المتروبوليت منصور: لنجعل من السنة الجديدة زمناً جديداً مثمراً

وجه راعي أبرشية عكار وتوابعها للروم الارثوذكس المتروبوليت باسيليوس منصور كلمة بمناسبة حلول العام الجديد، جاء فيها: “في بداية كلماتي هذا العام لا بد أن نصلّي معاً الى العلي القدير ليرسل سلامه وكلمته في العالم ويبثهما في كل مفصل من مفاصله من الممكن أن يكون قد افتقدهما لأسباب مختلفة متغيّرة بتغيُّرِ البشر وتقلُّب أحوالهم ولنقول له يا سيد هوذا عالمك كيف صارت أحواله لقد عطَّل الفساد والإجرام مشاعره وأحاسيسه. لقد صار عالمنا يا سيد في الموقع الخطأ لأنه صار في الموقف والموقع الذي يضاد إرادتك.

أتوجه الى شباب وشبيبة الكنيسة أن يتحدوا لأن الشيطان يجول طالباً له فريسة. وفي أيامنا لا يطلب فريسة فقط بل ويطلب له فريسة كل شباب العالم. فهو يعرف أنه متى صلحت أحوالهم واستقامت طرقهم لن يجد له محط عمل يرتاح فيه لا اليوم ولا في أي زمن. إذاً أيها الآباء والأمهات، أيها الإخوة والأخوات، أيها الشباب والشابات، لنتحد جميعاً متعاونين في وجه كل الأخطار التي تهاجمنا في عقر شخصياتنا وامكانياتنا وتأسرنا متخذة إيانا لها عبيداً قاضية على إرادتنا قضاءً شبه تام. أيها الأحباء، مع أن الشيطان يحاربنا شخصياً واضعاً إيانا في المكان الصعب فهو قد ركب مُتون جماعات وركَّب عقولها على تدميركم وتدمير كل مجتمع يقرر أن يضادّه. ولهذا تكثر بيننا العادات القبيحة والتي تأخذ لها أوجهاً ومبررات ومحتجة بآلاف الحجج الواهية. أما نحن فليكن كلامنا في الجواب على هذه الحجج. فلا أتعلَّلْ بعلَل الخطايا ولا يدهن بزيت الخاطئ رأسي. إن دعوتي هذه لكم هي لتغيير الأزمنة. فطالما أننا لا نستطيع أن نغيّر الأزمنة بالنسبة للآخرين الذين لهم مشاغلهم وأهدافهم. فلنغيّر نحن فحوى أزمنتنا بالإنتباه والتأمل في الماضي الذي جعلنا على هامش المجتمع في بعضه أو في نواحي كثيرة وبعد أن كنا أسياداً بتنا نستجدي سيادة من هنا وهناك.

أيها الأحباء، لقد صرخ زعيم عالمي كارلس ماركس وقال يا عمال العالم اتحدوا، وأنا أقول يا شباب بلادنا عامة والكنيسة خاصة، إتحدوا في وجه كل الطرق التي تقودكم الى أسرٍ أخلاقي أو إجتماعي. اتحدوا في وجه موجة المخدِّرات التي باتت ترسل أصابعها في كل الإتجاهات كما يرسل الأخطبوط أصابعه في كل الإتجاهات لصيد فريسة ويطبق عليها بمجساته. هذه آفة من آفات الذين لا رحمة ولا شفقة في قلوبهم يسلبون الناس بواسطتها لا نقودهم بل وحريتهم وأخلاقهم وصحتهم وأذهانهم. أيها الشباب اتحدوا في وجه المشروبات الكحوليّة التي ليست أقل خطراً من سابقتها التي ذكرنا. فكم حطمت من قدر أناس محترمين وجعلتهم غير قادرين على التصرُّف الصحيح ولا التفكير الصحيح وفي النهاية تستعبدهم لا يستطيعون السيطرة على أنفسهم في الطريق الصواب فكم افتتح العالم والمجتمعات المتمدِّنة مصحات للذين يعانون من مشاكلها فكَمِ التخلص منها صعب. هذه عادة تتحكم بالنشء الجديد جرياً على ما يتعلمونه من الأفلام وما يشاهدونه في المجتمعات المتفكِّكة حيث يأخذ تناول الكحول نوعاً من الطقوسيّة. الرسول بولس يعلمنا قائلاً: “لا تسكروا بالخمر التي فيها الدعارة”. هل هناك أجمل من عادات آبائنا وأسلافنا في أيام الكركي والتعريق وصنع الخمر. حيث كانت طقوسها تجمع الناس المحبة والألفة والعتابا والميجانات وتبادل الزيارات وكل ذلك بلياقة وترتيب وما كنا نشاهد مرميين على الطرقات ولا أناساً فاقدين توازنهم لأن مبدأ “خير الأمور أوسطها”، كان يحكمهم بتصرفاتهم وعيشهم. اتحدوا في وجه المتغيِّرات الإجتماعية التي جعلت من الحياة العائلية مبدأً مُبرماً به. وصارت العفّة إلا في المجتمعات الريفيّة شيئاً ينظرُ له باستخفاف كما ينظر الإنسان غير المؤمن لفريضة الصوم”.

وختم: “إن العائلة المؤسسة على أسس الإيمان والإخلاص والعفة هي عائلة مقدّسة تشكل كنيسة بيتية يرتاح فيها الإنسان الى أهل بيته. الرجل لزوجته المؤمنة المخلصة. المرأة لزوجها المحب. والأولاد يتربون في كنف والديهم بكلِّ رعايةٍ وحنانٍ ولا يرثون إلا ما هو جيِّد وبنّاء وينمّي حتى أنهم بدورهم يشكِّلون عائلات مبنيّة على كل أنواع الفضيلة والإحترام ويبعدهم عن اللا مصلحية والأنانية في إنشاء عائلاتهم بهذا الإتحاد الصادق نستطيع أن نجعل من السنة الجديدة زمناً جديداً مثمراً ثمراً مباركاً ودائماً يأتي بكل جديد ويكون حسناً جداً. بارككم الله بكل البركات وجعل في قلوبكم كل محبة وسلام وفي بيوتكم كل الخير والبركات بشفاعة قديسه العظيم باسيليوس الكبير معلِّم المسكونة. صلاته تكون معنا آمين. كل عام وأنتم بخير”.

المصدر
NNA

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى