سياسة

ما بين السلمان وجمال

حقيقةٌ تُعلن وحقيقةٌ تُدفَن والمستفيدُ واحد جُحُودٌ أن تُذكَر جريمة فتُسلَطَ أضواءُ العالم عليها لنُسكِتَ ونُنسي المجتمع جرائِم أُخرى . وما هذا إلا فعل ناءٍ عن الثقافة والفكر . لكن المُفاجىء سُكوت المجتمع عن جرائم متنقّلة وذات ثِقَل كبير، كما التعتيمُ عليها مُقابل هجمة همجية غير مسبوقة على المملكة العربية السعوديّة في قضيّة مقتل جمال الخاشقجي. وما يُثيرُ الريبة هُنا هو انطلاق الحملة بعد نُصف ساعة من إعلان اختفاء خاشقجي وقبل أيّ تصريح أمني، والملفتُ أكثر أننا لا نشهَدُ حملات مُقابِلة نصيرة للمملكة العربية السعوديّة بالرغم ما يشيعه أعداؤها عن قنواتها وإعلامها. ولكنّ ما هو أكيد أنّ المملكة لا تمتلِكُ أدوات على صعيد تحريك أو تحريف الرأي العام، كما يدَّعي الحاقدون عليها في السياسة. لا شيء سوى تضامن من البعض والوقوف جانب المملكة في مِحنتها والاكتفاء بعباراتٍ فياضة المشاعر مُجامِلة خجولة لا تُغني ولا تثمِرُ من جوع أمامَ إعلام حاقِدٍ منَظَم وحملات ومُنظّمات وجمعيّات وأفرادٍ تقودُ حرباً إعلامية لم نجدها عند : 1/ مقتَل هاشم السلمان أمام السفارة الإيرانيّة في بيروت2/ولا عند سجن المواطن اللبنانيّ ابن القلمون الشمالية “نزار زكّا” في إيران 3/ولا في اختفاء مواطنين لبنانيين في سوريا 4/ولا عند ظهور فيديوهات لتعذيب أحد المواطنين اللبنانيين في أقبية غير حكوميّة على الأراضي اللبنانية. والحقيقةُ أن هذا الواقع يدُلُ على شيء واحد وهو طمس حقائِق الجرائِم تحتَ جُثمان الخاشقجي والندب على الأخير حصراً بعُهرٍ إعلامي مُسَيَّس هدَفُهُ تشتيتُ الانتباه عن الحقائِقِ وذرها في عاصفةِ غُبارِ قضية الخاشقجي .هذه الحملة التي تستهدِفُ السعودية كانت قبل حتى ظهور نتائج رسمية أو أمنية وكأنها كانت مُدَبرة ومُسبقَةُ التحضير مُستَبِقةً ومتخطية كُل ما يُظهِرُ حقيقة ما جرى رسمياً. كل هذا أمام تضامُنٍ لا يتخطى المجاملة الخجولة مِن الموالين للمملكة .التضامُن لا يكون بالتعليق على منشورات السفير السعودي وموقِعِ السفارة ووزارة الخارجية بعبارات ( متضامن ، كلنا سلمان ، مملكة الخير لن تضام ، كلنا معكم ، نصركم الله وغيرُها من العبارات ) المملكة اليوم بحاجة لمتضامنين فعليين يقفون أمام الهجوم السافر على المملكة بحُجَجٍ وإثباتاتٍ نسيها العالم ولكن ما زال التاريخُ يذكُرُها واليوم هو وقت نبشِها وإعادتِها الى الواجِهة .الحالة اليوم مثل نُقطة بيضاء في دفترٍ أبيض لا ولن يراها أحد وما هكذا تُرَدُ طعناتُ الخناجِرِ في الخاصِرة السعودية التي هي الباب الأول والأوحد والمُمَثِلَةُ الشرعيةُ المُعتَدِلة لمسلمي العالم جميعاً شاء مَن شاء وأبى مَن أبى .

محمد صابونجي

محمد طه صابونجي

مؤسس قناة شركة (SPI) للإنتاج الإعلامي ناشر ورئيس تحرير موقع (قلم سياسي)و(مجلة العناوين) مقدم ومُعِد برنامج شطرنج آرائي تعنيني ولا تُلزِمك فإما أن تقرأ وتناقش مع مراعاة أدب النقاش البناء أو لا تعلق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى