سياسة

ما بين الراعي ودريان

لدورِه الهام على الساحة اللبنانية والذي إكتسبَهُ مِن قوةٍ موقِعه الرسمي الفاعِل والمؤثر قراراً على الطوائِفِ اللبنانية يقوم الراعي سيد بكركي بالإتصالات المكوكية الوارِدة والصادِرة ، ويُمضي ساعات الليل والنهار بالإستقبالات السياسية مِن مسؤوليين حكوميين ، وزراء ونواب ومندوبين ومُصلِحين وشارحين لوجهات النظر المتخالف عليها أو المُساء فهمها أو طرحُها ، وما بين إستقبالات موالين ومعارضين وطرح حلول وحلول بديلة لتذليل العُقَدِ اللبنانية المُستديمة في لبنان نجد الشيخ دريان والذي يحمِلُ لقَب ( مفتي الجمهورية اللبنانية) ساكِنَ الحركةِ لا دورَ له في هذه الأزمة وكأنه لا يملِكُ دوراً ليلعبَه حتى أضعَفَ الإيمان بمؤتمر صحفي (لن يكون سوى كلام) ليُعلِن أن لدار الفتوى دوراً وطنياً لتلعبه كما بكركي عابر للطوائِف وأن لها الكلمة الفصل في فصل النزاع والمساعدة في حَلِ عقدةٍ قد تسهِل تشكيل حكومة أو تخفف مِن إحتقان شارِع .اليس هذا دورُ دار الفتوى ومفتي الجمهورية ؟ أم إقتصر دور سماحتِه على أن يحَدِدَ موقِفه وعاطفته على وسائِل الإعلام فقط مِن رئيس الحكومة اللبنانية والذي يتبَعُ هو بمكانته ومركزه لهذه الدار ، ليس وظيفياً وإنما أخلاقياً أم دور الدارِ اليوم وسيدها هو فقط شدُ العصبِ المذهبي والديني كلما إحتاج رئيس حكومة سني له ؟ بعد الموقِف الوطني الكبير الذي أخذه صاحِب السماحة وعلى أثرِهِ إمتلأت الدار بالعمائِم منذ فترة عندما وقف بقرب الرئيس الحريري بخشوعٍ وبإبتسامة وقال لهُ مطمإناً ( لا تخف أنا معك ) لم نسمع موقِفاً جدياً ولا حركة من سيد الدار لرأبِ الصدع الموجود . أم أن دار الفتوى كانت فقط دار لللبنانيين وسيدة موقفٍ فاعِلِ أيام سيدها خالد مَن دفَعَ حياتهُ ثمناً لمواقِفِه ورجولته وحِنكة سياسته وقوة شخصيته ولسيدها التالي التقي القباني الذي لم يكن متزلماً وتبعاً إلا لله فدفع بذلك ثمن مواقفه ، وبعدهما تحولت لدارٍ لمواقِفَ غُبَ الطلب ولا يتحرك سيدُها إلا لإعلاء دورِ وإسم رئيس الحكومة ؟ هل بشهادةِ المفتي حسن خالِد وتنحي المفتي قباني إستُشهِدَ دور دار الفتوى ؟ هل بشهادة حسن خالد وإعتزال قباني السياسة الكاذبة صارت الدار موقِفاً يتوقف فيه كل زعيم سني يحتاج لإبرةِ معنوياتٍ رسمية ؟ هل موقِعُ موقِف وشخصية ودور المفتي تحددها شخصية المفتي الموجود ، أم أن الموجود يجب أن يستلهم مِن موقِعه القوة فإن لم تكن به فيستحصل عليها ؟ والسؤال الذي لا إجابة عليه أيدري دريان أنه حطًمَ ما للدارِ مِن وقارٍ وكيان؟

محمد طه صابونجي

مؤسس قناة شركة (SPI) للإنتاج الإعلامي ناشر ورئيس تحرير موقع (قلم سياسي)و(مجلة العناوين) مقدم ومُعِد برنامج شطرنج آرائي تعنيني ولا تُلزِمك فإما أن تقرأ وتناقش مع مراعاة أدب النقاش البناء أو لا تعلق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى