محليمقالات خاصة

أين رئيس الحكومة (نواف سلام) في الحوار الجاري بين الرئيس جوزاف عون والثنائي الشيعي؟

كتب حميد خالد رمضان لقلم سياسي،


هذا النمط الإستفهامي يقودنا الى الماضي البعيد والقريب الذي أقصى مقام رئاسة الحكومة عن المشاركة بصنع القرار السياسي والأمني بل وهمحدش دوره الى الصفر..
الآن بدأت ألسن السواد الأعظم من سُنّة لبنان تقول أحيانا بصوت مرتفع او صوت منخفض بأن سلوك الرئيس جوزاف عون السياسي الاحادي يتماهى مع سلوك رؤساء للجمهورية قبله أي التفرد بالحوار مع الثنائي الشيعي وهذا يشعر البيئة السنية بالخوف لا على وجودها التاريخي وهي مطمئنة لذلك حتى ولو تعرضت لإنتكاسات مؤلمة عبر عقود من الزمن ولكن الخوف على مصير وطن كانت المدماك الأساسي في وجوده ..
هذا الحوار او التواصل او التنسيق الدائم بين الثنائي الشيعي والرئيس جوزاف عون له وجهين إيجابي وسلبي، الوجه الإيجابي إذا صدقت النيات بأن ما يقوم به الرئيس عون ينطلق من منطلق وطني صرف، أما الوجه السلبي هو في أن ما يقوم به الرئيس جوزاف عون ينطلق من منطلق (أقلوي) وهذا الإستشعار السُنّوي بدأ يأخذ مكانا واسعا في الوجدان السُنّي بعد ما لمسه من أصوات شيعية سياسية ودينية تكيل المديح للرئيس عون صبحا ومساءا في مناسبة وبدون مناسبة، بينما تنعق وتنبح وتنهق السنتها بكيل الشتائم للرئيس نواف سلام وكأن البيئة السُنّية عدوة للمسيحيين والشيعة وبأن هذا التحالف الأقلوي بات مطلوبا بعد سقوط حكم الأقلية العلوية في سوريا.
وهنا مربط الفرص حيث أن الثنائي الشيعي يسعى تحت الطاولة لإنشاء حلف أقلوي ظنا منه أنه بذلك يحمي وجوده بعد كسوف وخسوف الهلال الشيعي في سماء المنطقة وهذا وهم لم يكن حقيقة لا في الماضي ولا في الحاضر ولن يكون في المستقبل، وبالتالي كل هذا المديح الكاذب للرئيس جوزاف عون نابع من (تقية) لا يؤمن جانبها لذا وما باب النصيحة لرئيس البلاد،فهم ابجديات النظرية (التقيوية) لكي يخرج منها سالما لأن بسلامته سلام للوطن كونه رئيس لحمهوريتة..
طالما الآن وبكل شفافية أن ما يحاول القيام به الثنائي الشيعي هو دق إسفين بين السُنّة والمسيحيين بعد فشله في دق الأسفين بين السُنّة والدروز على الرئيس المسيحي جوزاف عون ونأسف لهذا التوصيف أن يعي خطورة إقصاء الممثل السني الأول نواف سلام بأمور تتعلق ببقاء وطن وأن الثنائية الشيعية-المسيحية التي يحاول الثنائي الشيعي تظهيرها او تسويقها باطنا هو نهج عف عليه الزمن وبالتالي الأخذ به الآن سيكون الشعرة التي ستقصم ظهر الوطن كجغرافيا وكديمغرافيا، وبالتالي وبعد ما تقدم فإن إستمرار إقصاء رئيس الحكومة نواف سلام بالمشاركة بأي حوار وطني وإحتكار الحوار بين طرفين سيؤدي حتما الى عواقب وخيمة أقلها أن تطالب البيئة السُنّية بالفيدرالية وصولا للكونفدرالية
وهذا إن لم توصلوننا الى (الكيّ) أي المطالبة بالتقسيم وهذا أبغض الحلال.
السُنّة في لبنان هم أم الصبي لكن ليس بمفهوم المحاصصة ولكن بمفهوم وطني كونهم الملاذ الآمن لبقاء وطن واحد موحد بخلاف مكونات أخرى كانت وما زالت تنظر الى لبنان من منظار مصلحتها، وبالتالي فإن أي حوار يقصي أي مكون لبناني صغر او كبر هو حوار الطرشان لذا ومن باب النصيحة على الرئيس جوزاف عون والثنائي الشيعي فهم المتغير الجيو-سياسي الذي حدث في المنطقة بعقلانية وموضوعية لكي لا يكونوا معول هدم
لوطن مهدم أساسا، وبأن التغيير الذي حصل في سوريا هو شأن داخلي سوري لا لبناني وحتى ولو تسلم الحكم في سوريا ( السُنّة ) فهذا شأن داخلي سوري أيضا، لأن سُنّة لبنان لديهم وطن إسمه لبنان بخلاف من يؤمن أن لبنان ليس وطنه لأنه يعتبر ان إيران وطنه او فرنسا وطنه واللبيب من الإشارة يفهم..


iPublish Development - Top Development Company in Lebanon

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى