مقالات

إشربوا لمرّةٍ حليب السباع وإلا عبثاً ستبحثون عن حليب للأطفال …

كتب داني حداد في موقع mtv:

شاهدت، في الأمس، فيديو لزميلة في المهنة، وهي أمّ لطفلة. كانت تتحدّث عن معاناتها لإيجاد حليب لطفلتها، متنقّلةً بين صيدليّةٍ وأخرى.
الفيديو مؤلم، وهو ينضمّ الى فيديوهات كثيرة وصورٍ انتشرت في الفترة الأخيرة وبعضها كان بمثابة استعطاء: أرجوكم أريد حليباً لطفلي.

هل يعلم المسؤول، أيّ مسؤول، سواء كان رئيس الجمهورية أو رئيس مجلس النواب أو الحكومة، المصرِّف والمكلَّف، أو الوزير، ما يعني أن تبحث أمٌّ عن حليب لطفلها فلا تجد؟ هل يعلم هؤلاء حجم القلق والألم الذي سينتابها إن بكى طفلها وجاع ولم تجد له حليباً؟

من يحكمنا، ولا نقصد شخصاً بل مجموعة وطبقة ومنظومة، بلا شعورٍ ولا ضميرٍ ولا رأفة. همّهم جميعاً أن يتساجلوا وأن يرموا المسؤوليّة على الآخرين. رئيس الحكومة، بالصدفة، حسان دياب يكرّر: اللهم إنّي بلّغت. يا أخي اشتغل، وكفاك تبليغاً وبلاغةً. رئيس الحكومة المكلّف يطلّ يوماً ثمّ يغيب شهراً، والبلد في مأزق والأطفال بلا حليب. ورئيس الجمهوريّة يريد أن يسلّم البلد أفضل ممّا تسلّمه. لن يبقى بلدٌ لتسلّمه. كان مزرعةً، قبل أن تأتي، فصار جهنّماً.

ولكن، قد لا يتحمّل هؤلاء، مع سياسيّين وزعماء يتحكّمون بالبلد منذ عقود، المسؤوليّة لوحدهم. تقع المسؤوليّة على الناس أيضاً. وسيصبح الحقّ على الناس لوحدهم إن لم ينتفضوا. 
من يُذَلّ على محطة محروقات يجب أن ينتفض. ومن يفتّش عن دواء ولا يعثر عليه يجب أن ينتفض. ومن لا يجد حليباً، ومن أقفلت مؤسّسته أو فُصل من عمله أو جاع…
على هؤلاء أن يبحثوا عن وسيلة تعبير خارج مواقع التواصل الاجتماعي، وبالتأكيد غير إقفال الطرقات على الناس. 
اقتحموا القصور والمقرات. ارموا المسؤولين الفاشلين في مستوعبات النفايات. هي التي تليق بهم بعد الذي ارتكبوه بحقّنا.

حذارِ أن تعيدوا، حين يأتي أوان الانتخابات، إنتاج الفاسدين الفاشلين أنفسهم. تذكّروا ما حصل لكم. كلّ لحظة ذلّ. كلّ شعور قلق. تذكّروا حرمان أطفالكم من الحليب. تقنين الكهرباء. البحث عن بنزين.
إشربوا، لمرّةٍ، حليب السباع وإلا عبثاً ستبحثون عن حليب للأطفال…

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى