مقالات خاصة

مسرحيات هزلية بإخراجٍ هندي سيّئ  …

الإفتتاحية بقلم غادة طالب

من أهم الشروط التي يجب أن يتمتع بها النائب أو المرشح لعضوية المجلس النيابي بالإضافة للشروط التي نص عليها قانون الانتخاب أن يكون ممثلاً من الدرجة الأولى ، قادراً على تقمص الدور بحرفية و مهارة تلفت إنتباه المشاهدين المتمثلين بالمقترعين و أن يكون لديه في الكواليس مخرجٌ بارع و حاضن لأعماله الفنية التي سيعرضها و التي يتولى أمرها عادةً  الحزب أو التيار أو أي جهةٍ يخرج منها النائب أو مشروع النائب المستقبلي .
و تبدأ هذه الموهبة بالظهور مع بدء العد العكسي للإنتخابات النيابة ، فكلما إقترب الموعد كلما أبدع في أداءه و إستعراضه الشهير الذي إعتاد على إحياءه كل ٤ سنوات و كلما كثرت المسرحيات الهزلية بالإخراج الهندي  .
فإذا كان من أهل المجلس أي ممثل متمرس لسنوات حائزاً على الأوسكار ، بدأ بإفحامنا بشعاراته الخنفيشارية و التي تزداد حِرَفيتها في كل مؤتمر له فيضيف إلى شعار ” ما خلونا ” (الذي يعبر عن نيتهم الصادقة بالعمل و الإصلاح  التي تعرضت لتصدي و المواجهة و الخذلان بكل أسف ، وبالتالي الأمر ليس ذنبهم فالنية كانت موجودة و بالأخير جميعنا نعلم”  إنما الأعمال بالنيات “) ، شعار “كنا… ورح نبقى” و يطلق سهام محاربة الفساد و الخوف على مصلحة الناس و محاولة إستغباء الناس و الظهور بدور المناضل بإضافة إلى شعارات متميزة أخرى مثل  ” هربوا، وبقينا لوحدنا نقاتل ” ، “كلن الا نحنا” و كأنهم لم يهربوا يوماً و كأنهم أوصلوا البلد بعهدهم إلى جنات عدن … فيلقى تصفيقاً و تهليلاً من منعدمي الذوق الفني المتيمين بأداه العظيم برأيهم  . أداءٌ رغم التوابل المضافة إليه إلا أنه يفتقد لعنصر الإقناع الذي يجب أن يتمتع به الممثل ، أداء على كثرة تكراره لسنوات أصبح مملاً يحتاج إلى بعض التجديد كي لا يفقد شعبيته المفقودة أصلاً ،
أداء عليه العمل على إستغلال الوقت البسيط المتبقي و إيجاد مخرج أخر له أو الإنتقال إلى الإخراج الأميركي فهو أكثر إقناعاً من الإخراج الهندي المتبع من قِبَله فدور ” بينوكيو” الذي يجسده أصبح ضعيفاً .
و لكي نكون حيادين فأداؤه ليس الوحيد و لكن قوة الأداء تزداد أو تنقص بحسب مسؤوليتهم بإيصال البلد إلى الجحيم الحالي فكلما قلت المسؤولية كلما خفّ الخوف من كمية الإعداد و التحضير الذي بحتاجه الدور المجسد .
بالختام يقول المثل اللبناني ” يلي جرب مجرب عقلو مخرب ” و إذا كانت الجهة المجربة هنا جُرّبت لسنوات و في كل مرة أوصلتنا إلى مرحلةٍ أسوأ من سابقتها فإلى متى سنبقى نصدّق مسيلمة الكذاب في وعوده و إلى متى سنظل نقع في ذات الحفرة ؟

غادة طالب

اسرة التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى