مقالات خاصة

لا مبالاة الناس بالإنتخابات النيابية ..لماذا ؟!

كتب الشيخ مظهر الحموي لقلم سياسي

مع إقتراب موعد الإنتخابات النيابية في الخامس عشر من شهر (نوار) القادم وإغلاق باب الترشيح في الخامس عشر من الشهر الجاري بدأت وتيرة الإنهماك في تحضير اللوائح  تتزايد أنباؤها مع ما تحمله من الشائعات والتكهنات حول أنواع التحالفات المرتقبة وكنه الأسماء المحتملة لدخول اللوائح.
ولا تزال ماكينة التحضيرات لهذه الإنتخابات في طور الإستعداد أيضا مع المباشرة بالإطلاع على أسماء الناخبين المسجلين في جداول الشطب ودراسة سبل الإتصال بهم لوضعهم في الأجواء مع إبداء المساعدة لهم..
ومع إستمرار الأجواء الضبابية حول مضامين اللوائح المرتقبة من هذا الفريق أو ذاك ، فإننا نراقب ونلاحظ أن المواطن اللبناني الطيب هو آخر ما يعنيه أمر هذه الإنتخابات على ما يبدو، ولا سيما بعد أن تناهى إليه إستمرار معظم الوجوه القديمة أو من ينوب عنهم في المضي للترشيح دون أن يبادروا الى إعلان جردة بما أنجزوه طوال مدة ولايتهم.
عندنا في لبنان كل هذه الديمقراطيات المزعومة تسقط أمام ترشيح البعض من الذين ينبغي أن نروج لهم وننتخبهم من أجل تحقيق فوز لهذا الفريق أو ذاك وهذا مبتغى كل واحد منهم .
كنا نتمنى أن يلتقي كل نائب بقاعدته يستمع الى مطالبهم وشكواهم في قضايا محلية عامة ، وأن يلتقي ناخبيه يطلعهم بكل صدق وتجرد وواقعية على مواقفه أو الصعوبات التي تواجه المسؤولين لتحقيق ما يصبون إليه..
وسنسمع كثيرا في الفترة المقبلة عن حيثيات بعض التحالفات الطارئة وتشكيل لوائح غريبة عجيبة متناقضة في الفكر والتوجه والعقيدة ثم يحاولون إقناع الناخبين الطيبين بأنهم يقدمون لهم أفضل المرشحين لتمثيلهم في سدة البرلمان.
أربع سنوات تقريبا مرت دون أن نغفل أمر ما مرّ به وطننا لبنان من الأجواء السياسية والإقتصادية والصحية والأمنية وغيرها.. ولكن ذلك لا يشفع لهم إنكفاءهم وإكتفاءهم بالقيام بالمجاملات الإجتماعية وقد عانى الناس الأمرَّين من قضايا الغلاء الفاحش وفقدان الدواء وذل المحروقات ومافيات أصحاب المولدات الكهربائية وإحتكار تجار المواد الغذائية ومستودعات اللحوم والأجبان والألبان وأخيرا إرتفاع الرسوم والضرائب وغيرها..
ان دور النائب ليس فقط في القضايا الوطنية العامة على الرغم من أهميتها لأنه نائب عن كل لبنان ، ولكنه في الأساس هو نائب عن منطقته أو مدينته التي يفترض فيها كما سائر النواب الإهتمام بها وملاحقة مطالبها كما يفعل العديد من نواب أكثر الأقضية والمحافظات الأخرى.
صحيح أنه هناك محطة مفصلية بين مشروعين متضادين ، ولكن ينبغي الركون الى طيبة قلب الناس الذين على ما يبدو ملوا هذه المعزوفة بعد أن وجدوا أنفسهم عاجزين عن تأمين الحد الأدنى من العيش اللائق لعائلاتهم وغرقوا في الديون والهموم ومآسي إنعدام السيولة وإحتجاز ما ادخروه في كل حياتهم من أموال في المصارف .
فهل يمكن أن نقنع هؤلاء التعساء وهم الغالبية العظمى من أبناء الشعب اللبناني بأن إنتخابهم هذه المرة سيعود عليهم بالنفع والخير ؟!
سؤال برسم المرشحين العتاة ، ونحن أكيدون أنهم لن يجدوا الإجابة الشافية عليه..
أخوكم الشيخ مظهر الحموي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى