سياسة

إلى بينوكيو لبنان… أسمع كلامك اصدق.. أشوف أفعالك أتعجب

الإفتتاحية بقلم ج. م

جميعنا سمعنا في الصغر قصة “بينوكيو”، تلك الدمية الخشبية التي تحولت إلى طفلٍ، والذي كان أنفه الخشبي يتمدد ويصبح أطول كلّما تفوّه بأي كذبةٍ، فقد أعادها أهلنا مراراً على مسامعنا محاولين ان يعلمونا من خلالها الصدق وعدم قول الكذب وإلاّ، يتمدد أنفنا كبينوكيو والجميع يكشف كذبتنا..

ولكن وللأسف، يبدو أن والدة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، نسيت ان تقرأ له هذه القصة في صغره، فتراه لا زال يُبدع في الكذب، لدرجة ان الكذبة نفسها تستغرب!!!

فقد لفتني في مؤتمره أمس الأحد، خلال إعلان مرشحيه للانتخابات النيابية، العديد من الإتهامات والأكاذيب أهمها “كهربا بدّنا نجيب، وسدود بدّنا نعمّر، ونفط وغاز بدّنا نستخرج ونصدّر؛ أموال بدّنا نستردّ، نظام بدّنا نطوّر ودولة بدّنا نبني… ” فوجدتني سارحةً صامتة لبرهةٍ من الوقت، ثم انفجرت ضاحكةً، فما تخيلت إلا أنف الوزير باسيل يتمدد ويتمدد ويتمدد حتى وصل به التمدد إلى بعبدا، هناك حيث يركن عمه النائم في سُباتٍ عميق…

فيا أيها البينوكيو البشري، هل تعتقد أنّ هناك مواطناً عاقلاً واحداً يمكن ان يُصدق كلامك، فقد حصلت وتيارك على كل شيء : رئاسة الجمهورية، حكومة موالية، أكبر تكتل نيابي، جميع حصة المسيحيين في الدولة، وزارات أساسية في الأعوام العشرة الأخيرة، فعلى ماذا حصل اللبنانيون في المقابل؟؟

حصل لبنان واللبنانيون في عهدكم على الذل، الوجع، الفقر، العزلة العربية والدولية، إنهيار القطاع المصرفي، إنهيار الليرة، إنهيار القطاع الصحي والتعليمي والثقافي والإجتماعي، حصل اللبنانيون في عهدكم على ساعتين كهرباء في اليوم، تلك التي وعدت وتيارك بتأمينها  24 ساعة، مات اللبنانيون في عهدكم على أبواب المستشفيات لإرتفاع كلفة الإستشفاء، أمضى اللبنانيون في عهدكم ساعاتٍ وساعاتٍ في طوابير ذلٍ أمام المحطات والأفران والسوبر ماركات، هاجر معظم الأطباء والممرضون اللبنانيون في عهدكم، والعديد من المتعلمين والمثقفين من مختلف القطاعات، في عهدكم سرقت المصارف جنى عمر اللبنانيين، قرشهم الأبيض الذي خبأوه لهكذا ايام سوداء بحكامٍ سود القلب معدومي الضمير…

هذا ماحصل عليه لبنان وشعبه منك ومن عمك وتيارك ومن حليفك الإيراني، فها انا اليوم اضم صوتي لمعظم الشعب اللبناني، راجين منك أن تصمت… ولا تقول ما لم ولن تفعل، فلا تتكلم عن الكرم وانت بخيل، ولا عن الشجاعة وأنت جبان، ولا عن الصدق والوعود وأنت كاذب ومنافق، فقد إنطبق عليك المثل المصري الشائع أسمع كلامك أصدقك أشوف أفعالك أتعجب”

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى