مقالات

ماذا يجمع التيّار و الحزب؟

هل يجوز التناقض في المواقف السياسية الداخلية والخارجية بين الحلفاء الى هذا الحد؟  

يتوقف المراقبون عند الكم الهائل من الاختلافات والتناقضات بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” ومن ورائه رئيس الجمهورية. وفي الوقت عينه، ثمة استغراب في كيفية السير معاً في تحالف انتخابي في الوقت الذي “يختلفون” في حول كثيرٍ من الملفات والقضايا، من الموقف من القاضي طارق البيطار، الى مسألة ترسيم الحدود وتصريح النائب محمد رعد الذي أصاب مباشرة رئاسة الجمهورية ثم اعتراض الثنائي الشيعي على المشاركة في لجنة للردّ على رسالة المبعوث الأميركي آموس هوكستاين وبالتالي لا لجنة ولا اجتماعات، الى الاعتراض على بيان وزارة الخارجية بشأن الأزمة الأوكرانية، والمنسق مع رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة. 
فالتعاطي الحكومي مختلف. النظرة الى الاستراتيجية الدفاعية مختلفة. التعاطي السياسي مختلف. النظرة الى ملفات الاصلاح مختلفة. النظرة الى الاولويات الاجتماعية والاقتصادية مختلفة. المقاربة الثقافية مختلفة إن لم تكن متناقضة في بعض الأحيان. اختلاف في أولويات اقتراحات القوانين في مجلس النواب… 

لا تخفي مصادر معنية ان التباينات موجودة من دون أدنى شك، رغم التحالف الانتخابي المتين، ويتوقع أن تظهر التباينات أكثر في خطة النهوض الاقتصادي، وفي برنامج المساعدة الاجتماعية، وفي التعاطي مع صندوق النقد الدولي وفي مناقشة الموازنة. وستشكّل كل نقطة خلافاً بين الحليفين. وتسأل المصادر: لماذا هذه الأفخاخ كلّها لعهدٍ يفترض أن الحزب داعمه الرئيسي؟   

في المقابل، تردّ مصادر سياسية هذا “الانفصام” في التعاطي الى حسابات انتخابية لها علاقة بحجم الكتلة النيابية ثم لاحقاً الانتخابات الرئاسية، إذ ان “حزب الله” يسعى الى ضمان فوزه في الأكثرية النيابية عبر رفد حليفه بالأصوات، خصوصاً أن “التيار” يعيش عزلة حقيقية في ظل عدم وجود أي حليف آخر له يستطيع خوض الانتخابات النيابية معه. ويعوّض “حزب الله” عن اعتراضه على المواقف التي لا تخدم أجندته السياسية عبر دعم “التيار” انتخابياً لكي يبقى محافظاً على الأكثرية النيابية المسيحية. فعلاً إنها سكيزوفرينيا سياسية!

المصدر
Mtv

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى