سياسة

نصر الله : عن أي هيمنة تتكلمون ؟

توجّه الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الى المسؤولين والمواطنين اللبنانيين، قائلاً، إن “الخضوع للإملاءات الأميركية لن تنقذ لبنان بل ستزيد من مصائبه، وإن كنتم تريدون إرضاء أميركا أقول لكم من الآن إنكم لن تستطيعوا لأن لا حدود لمطالبها”، متسائلاً “ما هو المقابل الذي تحصلون عليه بالخضوع لإملاءات الأميركيين؟”.

وأشار نصرالله بمناسبة “يوم الجريح”، اليوم الثلاثاء، الى أن “موقف لبنان الرسمي في الأمم المتحدة صوّت مع أميركا في حين كان يمكن أن يكون ممتنع”، مضيفاً “يعني شو بدن يعملولكن الأميركيين، يقطعوا الغاز والكهرباء والدولار؟ ما هني عاملينا أصلاً”.

ولفت الى أن “المطلوب من اللبنانيين أن يقولوا للأميركيين، لسنا عبيداً عندكن، لأن السيادة والاستقلال تقول كذلك وكل شيء آخر تزييف”.

وقال نصرالله، إن “بيان وزارة الخارجية اللبنانية عن أوكرانيا وروسيا مكتوب في السفارة الأميركية، أهكذا تكون السيادة والاستقلال؟”، مشيراً الى أن “منذ سنوات هناك فريق سياسي في لبنان يطالب بالنأي في النفس، لكن عندما أخذت الدولة اللبنانية هذا الموقف المنحاز لأميركا لماذا سكت أصحاب الحياد؟ فهل بدأ يظهر تعريف جديد لمصطلح الحياد والنأي بالنفس، لأن حقيقةً ما قدرت افهمو بدي حدا يفسّرلي ياه”.

وأردف، “نحن نطالب بالنأي بالنفس كمبدأ إذ نقول أن علينا أن نضع أصول ننطلق منها إذ هناك مواقف يجب أن نمتنع عنها ومواضيع أخرى يجب الدفاع عنها، وهذه التجربة تبرهن أن الحياد والنأي بالنفس مجرد ذريعة للتهرب من مسؤوليات إنسانية وقومية ملقاة على عاتق لبنان مثل مسؤولية لبنان تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي واللاجئين الفلسطينيين”، متابعاً “أين مسؤولية لبنان تجاه الأزمة التي يعاني منها السوريون ومسؤولية اتخاذ موقف واضح تجاه الشعب اليمني؟”، مشيراً الى أنه “لأن ما بدنا مشكل مع الأميركيين والسعوديين فاخترعوا قصة الحياد والنأي بالنفس”.

واعتبر أن “الاحتلال الإيراني شغلة سخيفة وتافهة وخلينا بهيمنة الحزب أحسن، وإذا فعلاً نحن نسيطر ونهيمن على قرار الدولة هل كان يمكن لوازرة الخارجية أن تصدر بياناً منحازاً لأوكرانيا أو يتخذ لبنان قراراً مع أميركا في مجلس الأمن؟”.

وسأل نصرالله، “هل تعلمون أن حتى هذه اللحظة الخارجية الأميركية لم تقدّم طلباً خطياً لمصر والأردن يفيد أنهم محميون من قانون قيصر في حال استجرار الغاز، ألا تعلمون أن كل ما تقوله السفيرة الأميركية كذب وتضليل؟”.

ولفت الى أنه “منذ سنة ونصف السنة أتت شركة روسية على علاقة بالنفط ودخلت بمفاوضات مع الحكومة اللبنانية السابقة واستمرت بالمفاوضات مع الحكومة الحالية، إذ قال الروس إنهم مستعدون على إنشاء مصفاة على عاتقهم إما بقيمة مليار و200 دولار أو بمليارين حسب الحاجة التي يحتاجها لبنان، كما أشاروا الى أنهم سيأتون بالنفط الخام للحصول على المشتقات النفطية مثل البنزين والمازوت من خلال المصفاة، إذ يمكننا أن نكرر كل يوم 150 برميل نفط يغطي حاجة لبنان وقد يتحوّل الى مصدّر للمشتقات النفطية”، متسائلاً “لماذا لا يقبلون بهذا العرض الروسي؟ لا يوجد سبب ثان سوى العرقلة، وبهذه العقلية لن يحصل لبنان على شيء لا كهرباء ولا محروقات، وذلك لأن أميركا تمنع هذا الخيار ولا تقدّم البديل”.

وأردف، “عن أي هيمنة نتكلّم، لو أن نصرالله يريد الهيمنة على الدولة لكان لبنان اكتفى ذاتياً بنزين ومازوت”، مناشداً رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي إيجاد حلول فوراً”.

وأشار الى أنه “من تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية القائمة هو أن أزمات القمح والزيت والمحروقات بدأت تلوح بالأفق، لكن الجشع المتوحش لبعض التجار ليس له حل، وبالتالي لا حزب الله ولا حركة أمل يستطيعان معالجة هذا الموضوع لأن ذلك من مسؤولية الأجهزة الأمنية، وأناشد باستخدام القوة، لأن لا معهم سوى القوة وزجّهم بالسجون”.

وكرر نصرالله، “أنا لا أقول يجب اعلان الحرب على أميركا، بل أن يكون المسؤولون أسياداً، لا يخضعون لإملاءات الأميركيين، كما نطالب السلطة بالحد الأدنى من السيادة وبمصلحة البلد”.

أما دولياً، فعلّق الأمين العام لـ”الحزب” على تصريحات مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الأمن ليندا توماس غرينفيلد، والتي أشارت فيها الى روسيا لن تفلت من المساءلة عن غزوها لأوكرانيا، وتساءل، “ماذا عن مجازر الأميركيين على المدنيين من القنبلة النووية على هيروشيما ونكازاكي التي لا تزال آثارها الى اليوم، وماذا عن مجازر العراق والحصار عليها وموت عشرات الأطفال إثرها، بالإضافة الى الغزو والقصف على الأهداف الأفغانية التي ادّعوا أنها معسكرات تدريب؟ ماذا عن مجازر الصهاينة في فلسطين والمجازر التي يرتكبونها بين الحين والآخر؟”.

وأضاف “قبل أن تهدد مندوبة الولايات المتحدة روسيا كان يجب محاسبة العديد من الأميركيين والبريطانيين على أعمالهم في الهند وباكستان وفي كل أنحاء العالم، إذ يوماً بعد يوم يتأكد أن معايير أميركا لا تخضع لحقوق الانسان لأنها تضع مصلحتها أولاً، وحيث تقتضي مصلحتها أن تدعم فتدعم”، لافتاً الى أنه “في مجازر إسرائيل تمنع العالم أن تدين وتدافع عن القاتل والجزار وهذه حقيقتها”.

وأردف، “كل يوم تُقدّم شواهد في العالم على أن الثقة في اميركا غباء وحماقة وجهل وتفريق بالأمة وبالوطن وبمصالح الناس، إذ كل العالم شهد تجرية أميركا في أفغانستان وكيف أجلت جنودها”.

واعتبر أن “اميركا دفعت بأوكرانيا الى فم التنين لأن الرئيس الأميركي جو بايدن أولويته المعركة مع روسيا والصين فكانت النتيجة الزج بأوكرانيا”، مضيفاً “يمكنكم أن تسمعوا تصريحات الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي قال مراراً أنهم تركونا نقاتل وحدنا، وهو يعبر عن خيبة أمل من الاميركيين، إذ لا يريدون تعريض شعبهم للخطر ولا خوض حرب عالمية جديدة وبالتالي يقول بايدن يومياً، إنه لن نرسل جندي أميركي الى أوكرانيا، وبالتالي من هنا نستخلص عبرة أن الذهاب مع الأميركيين لن يأخذنا الى أي مكان”.

وأضاف، “لو قُدّر لأحد أن يدخل الى قلوب وعقول المسؤولين الاوكرانيين لوجد قمة الشعور بالإذلال والخيبة إذ إن الرئيس جاهز اليوم مناقشة المطالب الروسية وحياد أوكرانيا لأنه أدرك جيداً أن من عوّل عليه ووثق به تركه في منتصف الطريق”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى