حاصباني: باسيل دخل في نفق استرداد شعبيته بدلاً من استرداد الدولة
أكد نائب رئيس مجلس الوزراء السابق غسان حاصباني أن عدم تشكيل الحكومة أصبح مكسباً للمعرقلين، لأن المكاسب الشعبية في بيئتهم أولوية أكثر من التشكيل وهذا عائق سيحول دون التشكيل مشدداً على ان الكلام عن أن الازمة تكمن في تسمية الوزراء كـ”قميص عثمان” ومشيراً الى أنه بسبب هذا التعطيل تطالب “القوات اللبنانية” بانتخابات نيابية مبكرة.وفي حديث عبر “صوت كل لبنان”، رأى أن رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل دخل في نفق استرداد شعبيته بدلاً من استرداد الدولة، مضيفاً: “لا استغرب ان يحاول من خسر كل شيء قلب الطاولة من أجل استراد شعبيته حتى لو كان الثمن هو الوطن”.
كلام ماكرون إعلان بأن لبنان دولة فاشلةأشار حاصباني الى أن كلام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنه يعمل مع شركاء دوليين لإنشاء آلية مالية تضمن استمرار الخدمات العامة اللبنانية الرئيسية في حال حدوث أيّ اضطراب سياسي هو اعلان بأن لبنان دولة فاشلة، لافتاً الى أن هناك صراعاً متزايداً على السلطة أدى إلى عدم اجتراح الحلول وكلام ماكرون هو تحضير لتدخل دولي من أجل حماية الشعب اللبناني انسانياً.
كما لفت الى ان لبنان وصل إلى مرحلة لم يعد لديه قدرة لتطبيق الحلول وبالتالي اصبحنا في مصاف الدول الفاشلة وإستطرد: “مرافق الدولة تنهار وعدم توفر الفيول يعني لا كهرباء ولا اتصالات ولا حركة مواصلات ولا مستشفيات. لبنان أصبح غابة وعاد إلى أيام العصر الحجري وهذه حالة أخطر من الحروب”.
كذلك، حذّر حاصباني أنه عندما تنهار مقومات المجتمع الأساسية تنكسر حواجز سلوكيات البشر إذ إن قدرة التحمل لدى الانسان لديها حدود، لافتاً الى أن هناك مشاكل أمنية قد تنتج عن عدم وجود خدمات أساسية من الدولة.لن تكون “القوات” من المسهلين لتقاسم الحصصرداً على سؤال لماذا لا تسمي القوات اللبنانية وزيرين وتحلّ عقدة التأليف، أجاب حاصباني: “نريد حكومة من اشخاص مستقلين لذا لن نسمي أحدا كقوات لبنانية ولن نكون من المسهلين لتقاسم الحصص. تشكيل الحكومة اليوم لم يعد مجديا لأنها فقدت قدرتها بسبب التشنج السياسي، فمن يتقاتلون على الحصص لا يستطيعون الانسجام في حكومة واحدة. لبنان اثبت انه غير قادر على الخروج من النفق وبالتالي للأسف أصبح الحل خارج لبنان”.
تابع: “مواقفنا ثابتة لناحية مقاربة الحكم التي تختلف تماماً عن مقاربة البعض التي تعتمد على الصفقات من تحت الطاولة كما حصل في ملف الكهرباء مثلا. لم يعد الوقت للمهاترات التي لا تخدم لبنان والشعبوية لم تعد تنفع لان البلد انهار والنهوض بات بحاجة إلى سلة متكاملة عبر أشخاص مشهود لهم بالنزاهة”.
الجيش هو السدّ الأخير امام الجرفشدّد حاصباني على أن الجيش اللبناني هو السد الأخير امام الجرف الحاصل في لبنان وهو ضمانة الاستقرار وعموده الفقري، مضيفاً: “هناك تفاهم دولي على دعم الجيش من أجل حماية المجتمع”.
ورداً على سؤال، أجاب: “عادة الجيش لا يتدخل في السياسة وهدفه الحفاظ على تماسك البلد بانتظار ملء الفراغ السياسي”. في الملف الصحي، رأى حاصباني أن على مدى سنتين رأينا استعراضات صحية ولم نر أفعالا جدية أو خطة ترشيدية لاستيراد الدواء والاستثمار في القطاع الصحي لاصلاح هذا القطاع، معتبراً أن وزارة الصحة لم تقم بواجبها كاملاً ومذكّراً أن هناك 6000 مواطن ماتوا بـ”كورونا” وهذا أمر لا يتطرق إليه أحد وهذه كارثة كبرى.
تابع: “لم يستفد القطاع الصحي من أموال البنك الدولي الذي اعطانا 150 مليون دولار – فاوضنا للحصول عليها يوم كنا في وزارة الصحة – وهذه الأموال تم صرف جزء منها على كورونا”.وأضاف: “عدم وضع الأطر التنظيمية في القطاع الطبي اوصلنا إلى هنا وعمليات الدهم في إطار الاستعراض لا تفيد. تنظيم أسعار الادوية والمستلزمات الطبية من مسؤولية وزارة الصحة لا اللجان ولا مصرف لبنان.
التركيز على دعم الإنتاج المحلي للأدوية يغطي 70% من السوق اللبناني”.كما إعتبر أن المسؤول عن أزمة المحروقات هو من لم يكافح التهريب ومن استعمل الدعم بشكل عشوائي مذكّراً أن وزيرة الطاقة السابقة وعدت بأن دخول القطاع العام كارتيل المحروقات سيضمن عدم انقطاعها وها نحن اليوم بلا محروقات.كذلك لفت الى ان هدف الكابيتال كونترول هو ضبط الودائع لا تحريرها وهو جزء صغير واساسي من أنظمة الحلول الكبرى.
وفي الختام، ذكّر حاصباني أن 9 اشهر مضت على انفجار المرفأ ولم نر النتائج لغاية الآن ما يعني أننا غير مهيئين لهكذا تحقيقات كبيرة وبالتالي مطالبة القوات اللبنانية بلجنة تقصي حقائق دولية مسألة محقة من أجل كشف الحقيقة.