مقابلاتمقالات خاصة

الشيخ بلال بارودي: خطاب سماحة المفتي دريان هو دعوة صارخة لأحرار هذا البلد لإفشال المشاريع المشبوهة

في مقابلة أجراها مدير التحرير “مصطفى عبيد” مع شيخ قراء طرابلس الشيخ بلال بارودي بتاريخ 1/3/2022 كان الحوار التالي:


بدايةً وبالحديث عن موقع طرابلس من قيادة الطائفة السنية ولم شملها بينما يحاول الجميع سرقة صوتها وجذبها لتكون اضاقةً ثمينة لأحزابهم، أكد الشيخ بلال بارودي أن “الذي يريد أن يكون قائداً ينبغي أن يرضي طرابلس وإذا عدنا بشريط الأحداث إلى الخلف نرى أن سعد الحريري لم يستطع أن يحرز الأكثرية إلا بسبب طرابلس، فطرابلس هي التي تصنع القيادة والآن يطمعون في سرقة طرابلس كونهم يعلمون أنها هي الرافعة الأساسية.
وأشار إلى أن “كل من يتابع الأحداث ولديه خبرة بالموضوع السياسي خصوصاً بما يتعلق بلبنان والطائفة السنية يعلم أن طرابلس لا تخدع، وطرابلس لا يمكننا القول بأنها تستأثر بالقيادة السنية وإنما هي تنجح بالقيادة الوطنية وما يصحح المسار السياسي في لبنان هو الهوى الطرابلسي، فهي إن تكلمت كشفت الجميع وعرتهم أمام حقيقة نواياهم، وعندما تلتزم طرابلس الصمت يبرز أناس طفيليون على السياسة ما كان لهم أن يظهروا على الساحة السياسية لولا استقوائهم وانتمائهم لخارج طرابلس، فهؤلاء الطفيليون الذين يظهرون الآن على الساحة السياسية في طرابلس خلال الاستحقاقات النيابية فهم يظهرون لأن طرابلس لم تقل كلمتها بعد”.
وفيما يخص الكلام الذي يشاع عن وجود مرشح علني لحزب الله في طرابلس أشار الشيخ بلال بارودي الى أن “الحزب أذكى من أن يرشح شخص في طرابلس تابع له بالمباشر، وإنما يستخدم أشخاصاً ويتعهدهم، وهو يشتري أناساً رخيصين والمعروف أنه إن عُرف ثمن الشخص فمهما غلا ثمنه فهو رخيص وبالتالي يشتريهم ويبرمجهم وفق مصالحه، وقد قرأنا اليوم بالإعلام ان نعيم قاسم جمع بين فيصل كرامي وجهاد الصمد، وبالتالي فاللائحة التي ستتشكل في حال توافقوا عليها هي برعاية حزب الله وهو الأب الروحي لها.
وبهذه الطريقة يمكن أن يهيمن الحزب في طرابلس ولكن هذا أمر صعب، وانا عندي ثقة كبيرة بالله أن طرابلس ستفضح الجميع عندما يحين الأوان”.

وبسؤاله عما طرح في الفترة الماضية بمسألة محاولة شيطنة ودعشنة طرابلس وخصوصاً في خطابات فريق الثامن من آذار أشار الشيخ بارودي أنه “منذ استشهاد رفيق الحريري الذي اغتيل ظلماً كان المشروع هو شيطنة طرابلس وشيطنة السنة في لبنان، فعندما يقولون أن أبو عدس الذي صوروه بأنه ملتزم وخلفه راية لا إله إلا الله وراءه وأنه يقاتل السحت كان المقصود بهذه العملية هو إظهار أن هذا السني الملتزم هو من قتل رئيس وزراء لبنان السني الغير ملتزم”.
“ولكن بالحقيقة من خطف وجهز وجند وأعد هو معروف ومعروف تبعيته لمن، ونقيس على هذا الأساس كل ما أصاب ويصيب طرابلس من مؤامرات، حتى في جولات طرابلس التي كانت تدور بين جبل محسن والتبانة فالمغذي لها ومن كان يتحكم بها هو من نفس المحور ومن يشيع بأن طرابلس هي قندهار لبنان هو نفس المحور أيضاً وكذلك من ينشر أخبار بأن شباب طرابلس يهربون لينضموا الى داعش هو من نفس المحور أيضاً”.
“وفي حال ثبوت الأخبار التي تشاع عن أن هنالك شباب قد قرروا مع هذه الأزمة الخانقة الخروج لينضموا إلى داعش للقتال في العراق فهذا ليس أكثر شراً ممن يقاتل في العراق سوريا واليمن، وأنا أظن بأن هذه الأخبار التي تشاع عن الشباب الذين يتركون لبنان للانضمام إلى صفوف داعش فهي مجرد فبركة لتقديم خدمة للضاحية”.

وحول ما تقوم به دار الفتوى لمواجهة هذه اللعبة الخبيثة أشار الشيخ بارودي إلى أن: “الاجتماع الذي حصل مع قائد الجيش مشكوراً عندما زار طرابلس هو خطوة في المكان الصحيح في الوقت السليم والأفكار التي طرحت مع سماحة القائمقام الشيخ محمد إمام كانت مهمة جداً كذلك الايجابية التي أتى بها قائد الجيش وهو يعرف حقيقة المعرفة أن ما يقال عن طرابلس ليس صحيحاً وطرابلس ليست مأوى للإرهابيين وليست مصدر للتطرف ولا مورد للدواعش، ولكن الموضوع هو اختيارات الأجهزة في لبنان والأجندات المختلفة والخدمات التي تقدم للغرب أو ايران او إلى أي دولة كانت حتى يظهر السنة بمظهر الارهاب.
ومع كل ما يحاك للسنة في لبنان فهم لا يزالون الصوت الانتخابي الأقوى والحاصل الانتخابي الأعلى في لوائح الشطب، وهذا دليل بأنه لا أحد يستطيع أن يغير المعادلة، لا تفاهم مار مخايل ولا التلاعب بالطائف ولا غزو بيروت ولا غزوة السابع من أيار ولا غزوة الطيونة ستغير هذه المعادلة لأننا أصحاب الأرض وأصحاب قضية تتمثل بأننا نريد أن نعيش في هذا البلد، ليس لدينا أجندة تابعة للسعودية ولا عندنا أجندة تابعة للكويت أو لأي بلد آخر، ومن لديه أجندة تابعة لبلد آخر فليذهب ويعش في ذلك البلد التابع له، أما نحن نريد أن نعيش هنا في لبنان شركاء حقيقيون مع كل المكونات الأساسية التي يتألف منها هذا البلد من الدروز والشيعة والمسيحيون وكل المكونات الطائفية التي يتكون منها لبنان، أما الميليشيات فلا قيمة لها، فعندما وضعت الحرب الأهلية أوزارها تم الاتفاق أنه لم يعد هنالك مبرر لوجود الميليشيات، وعندما تم الاتفاق في العام ٢٠٠٦ على الخط الأزرق فلم يعد هنالك داعي لما يسمى مقاومة، الأصل هو في أن نلتفت لبناء البلد ونسج أحسن العلاقات مع المحيط العربي وعند ذلك نعيش بأمان وهدوء، أما أن نجعل من لبنان ساحة للإملاءات الخارجية حتى تتحسن أوراق مفاوضات لدول اقليمية فلن تقوم للبنان قائمة بعد اليوم ان كانت على هذا الأساس”.

وحول موضوع وجود أيادي أمنية تعمل على موضوع دعشنة طرابلس وما لمح إليه اللواء ريفي سابقاً أكد الشيخ بلال بارودي: “أنه طالما كان من يلمح إلى هذا الموضوع هو من تربى في مدرسة الأمن والمعلومات فهو إذن لا يتكلم بهذه المعلومات عن فراغ ولا يمكن أن يلقي هكذا كلام جزافاً وانما لديه معطيات، وكلنا بات لدينا معطيات بأن هنالك أجهزة أمنية داخلية وخارجية تحرك هذه الملفات لحصار السنة في مكان ما، وذلك لمنح المستفيد من هذه الأفعال مجالاً للتنفيس عن وضعهم المأزوم وخطاباتهم المأزومة وبيئتهم المفتتة، وبخصوص الشباب الذين ماتوا في العراق فهم لم يذهبوا طواعيةً وإنما تم اختطافهم من هنا ليُنحروا في العراق.
وحول تحرك دار الفتوى وتدخلها على الساحة اللبنانية لوقف التعدي على الطائفة السنية واستباحة ساحتها فاعتبر الشيخ بارودي أن: “النداء الذي أطلقه سماحة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في رسالة الاسراء والمعراج في شرح الواقع السياسي الحقيقي الذي يحصل في لبنان وما يتعرض له لبنان من انهيار ومخاطر، كما أن دعوته الصريحة للجميع بالنزول إلى صناديق الاقتراع، فهذا هو أكبر رد وأكبر افشال لأي عملية تشويهية تشويشية بحق السنة في لبنان كي تستعيد الطائفة وجودها”.
وأشار إلى أنه “لن يستعيد لبنان مكانته إلا عندما يقول الناس الأحرار كلمتهم ورأيهم والآن الانكفاء الذي حصل بعد اعتزال الحريري انكفاء محبط، أما ما دعا إليه سماحة المفتي بوجوب نزول الجميع إلى صناديق الاقتراع وما تكلم به كل من الرئيسان السنيورة والميقاتي عندما قالا أننا لن نبقى بدون انتخابات، فهذا هو الحل الوحيد لإفشال المشاريع المشبوهة في لبنان، وبالتالي فإن دار الفتوى تقوم بدورها لحماية الطائفة والوطن على أكمل وجه بهذه الدعوة وهذه الصراحة التي تحدث بها سماحة المفتي مع اللبنانيين ككل، فهو لا يوجه رسائله بشكل خاص للسنة، فهو مفتي الجمهورية ومؤتمن بشكل خاص على السنة وبدورهم فالسنة أيضاً هم مؤتمنون على الوطن ككل”.
وحول مسألة قيام دار الفتوى بتحديد أشخاص معينين لتولي القيادة والترشح للانتخابات النيابية المقبلة أكد الشيخ بارودي أن “سماحة المفتي ودار الفتوى لن تتدخل في طرح تسميات، وإنما هنالك معايير كنت قد طرحتها في خطبة الجمعة يجب أن تتبناها دار الفتوى، فلا يسمح أن يترشح عن اسم السنة من لا يعلم عن السنة شيئاً ولا يعلم بالدين شيء ولديه ارتباطات لغير السنة، دار الفتوى مهمتها الأساسية أن تضع المعايير والضوابط، ومن يتصف بهذه الضوابط والصفات والميزات يحق له أن يمثل السنة، وينبغي لكل من يريد أن يترشح أن يعرض نفسه على المفتي ويتم مساءلته حول هويته ولما يريد أن يترشح ومن يمثل وماذا ستقدم للطائفة وللبنان”.
وحول مصير التحقيق في قضية تفجير مسجدي التقوى والسلام أشار الشيخ بلال بارودي إلى أن “قضية تفجير المسجدين هي مع رفيقتها تحقيقات المرفأ وغيرها من القضايا، فأين أصبح الاقتصاص من قتلة رفيق الحريري فقد انعقدت محكمة ودولية وكل الناس يعلمون من القاتل ومن المحرض ومن الممول ومن المنفذ ولكن ليس هنالك سوى متهم واحد هو سليم عياش، وبما أن القاتل هو من يمسك حتى الآن بزمام القرار في لبنان فلن يصل التحقيق إلى أي شيء، إلا عندما يتغير هذا النظام الذي يحكم لبنان بقبضة من حديد قضائياً وأمنياً وسياسياً واقتصادياً وحدودياً”.
وأكد الشيخ بارودي أن: “منفذ جريمتي المسجدين والمرفأ هو واحد، هو المحور الأمني الذي يسيطر على القرار في لبنان، وإلا فلماذا يخرج من قلب مجلس القضاء من يهدد بأن يستمر القاضي بتحقيقاته وبالفعل لم يكمل القاضي تحقيقاته، والقاضي فادي صوان من قبل القاضي بيطار أيضاً اعتزل الموضوع، أكثر من ٢٠٠ شهيد وحوالي الخمسة آلاف جريح هم مجرد أرقام او بالونات انفجرت لا قيمة لها في لبنان؟ ألهذا الحد دماؤنا رخيصة في لبنان؟ ولأجل من هذا السكوت عن الحق؟ أليس لهؤلاء المئتين شهيد أهالي وزوجات وأمهات وأطفال؟
والأهم أنه إذا قلنا أن انفجار المرفأ هو نتيجة إهمال فيجب على كل هذه الدولة أن ترحل، وإذا قلنا أن هنالك خرق أمني للدولة في المرفأ فيجب أن يكشف للناس من المسبب الفعلي لهذا الانفجار، وإذا قلنا أن إسرائيل هي التي استهدفت المرفأ فلماذا هذا السكوت عن هذه المسألة؟ والمصيبة هو أنه ليس هنالك أي متهم لغاية الآن، أما مهزلة التفسير بأنه بسبب تلحيم بباب فجر المرفأ وقتل مئتي شهيد فهذا شيء غير مقبول”.
وفي سؤال عن قرار تنحي الرئيس الحريري وتعليقه العمل السياسي وإن كان قراراً شخصياً أم بسبب تدخلات خارجية أشار الشيخ بارودي إلى أن: “قرار الحريري كان متوقعاً منذ أن قامت ثورة ١٧ تشرين، فهو قد حاول بكل صدق أن يلملم الموضوع وأن يصر على حكومة اختصاصيين ولكنه اصطدم بحائط التعطيل والمطالب التعجيزية والمحاصصة ففشل، ومن ثم حاول مرة ثانية ففشل أيضاً وبالتالي فالمحاولة الثالثة ستكون فاشلة بشكل أعظم فلذلك يعتبر قراره بتعليق العمل السياسي هو أحسن خيار قد قام به، فنحن يجب علينا أن نواجه بشكل كلي كسنة في لبنان ونعيد ترتيب أوضاعنا في كل لبنان وندرس خياراتنا من جديد ونقيم نقاط الاخفاق وكيف وصلنا لهذه المرحلة وما هي السبل نحو النهوض بالطائفة السنية والنجاح بالعمل وكيفية تحسين أداء الفريق السياسي القادم ونحسن انتقاء المستشارين والمفاوضين لكي نتمكن من تغيير اللعبة، فهم قد استنفذوا الرئيس الحريري بشكل كامل حتى وجد نفسه يعمل لأجلهم”.
واعتبر الشيخ بارودي: “أن انسحاب الرئيس الحريري من المشهد السياسي هو رافعة للسنة، فهو قرر أنه أن الأوان للتوقف عن التلطي وهو قال بكل صراحة أنه كلما أردنا أن نفعل شيئاً اصطدمنا بالنفوذ الإيراني الذي يهيمن على البلد، وبالتالي يجب أن تتكاتف الطوائف جميعاً لتتشكل جبهة واحدة من المسلمين والمسيحيين في لبنان ومن ضمنهم الشيعة الذين هم غير موافقين على ما يحصل، وهذا أمر أكيد أنهم غير موافقين لأنه لنفترض لو أن السنة في لبنان تبنت خيارات المتطرفين والدواعش فمعنى ذلك أن مستقبل هذه الطائفة هو الزوال وكذلك الشيعة الآن إذا تبنوا خيار ما يسمى بالمقاومة والذي هو تهديد الأمن الداخلي وحماية المجرمين والقتلة ستتعرض هذه الطائفة في لبنان للزوال، فحرصاً على هذا المكون الأساسي في لبنان الذي يتمثل بالشيعة يجب أن يصدر الصوت من داخل الطائفة الشيعية أن هؤلاء لا يمثلون الطائفة، فهذا الذراع يحاول أن يتسلل إلى كل مكامن القوى في الطائفة من خلال تنحية المفتي علي الأمين وطرد الأحرار وقمع الأصوات المناهضة”.
مؤكداً أنه “لا يسمح لأحد بأن يصادر الطائفة المسيحية ولا الطائفة السنية ولا الطائفة الشيعية، وهنالك أحرار في كل هذه الطوائف الذين يجب أن يلتقوا لإنقاذ لبنان من الانهيار”.
وحول مسألة حصول الانتخابات أم أن هنالك مخطط لتطييرها، وأنه لن يتم السماح بحصولها الا ان كانت نتائجها معلبة أو في حال إمكانية تزويرها أشار الشيخ بارودي إلى أن: “هنالك احتمال كبير بحصول تزوير، ولكن مما نراه من حسن أداء وزير الداخلية بسام مولوي فهو يوحي بالثقة فهو رجل حازم ومتابع ورجل ملفات بامتياز وبالتالي لا أظن بأنه سيسمح بأن يحصل تزوير، وسيسعى لأن تكون الانتخابات كاملة الشفافية وأتمنى وجود مراقبين دوليين لمراقبة عمليتي الاقتراع والفرز، لان من يمسك ملفات لبنان ويعطلها من صالحه أن يعطل الانتخابات من خلال طرح موضوع الميغاسنتر وملف اقتراع المغتربين”.
مؤكداً انه “وان كان لديهم أرقام عن عدد أصوات ثابت لهم، ولكن ان تحرك الأحرار في هذا البلد فستتغير الموازين بكل تأكيد.
من المؤكد أن لديهم مصلحة في تعطيلها وإحداث خضات أمنية في البلد لمنع صوت التغيير من أن يزيلهم من مكانهم، كما حصل ويحصل في العراق فقد أخذت النتائج أشهر لإعلانها وإلى الآن لا يستطيعون تشكيل حكومة، وأنا أظن أن المشهد العراقي سيتكرر في لبنان، لان من يتحكم باللعبة السياسية في العراق هو نفسه من يتحكم باللعبة السياسية في لبنان”.
وبالسؤال عن خطابي نصرالله الأخيرين الذي عبر بأحدهما أن الجيش هو مرتع للأمريكان ومن ثم في الخطاب الثاني إعلانه بأنه مستعد لتبني وحماية الجيش أكد الشيخ بارودي أن: “الخطابين فارغبن ولم يعد أحد يصدق هذا الكلام، ولا يمثلان سوى رجل مأزوم في كل من اليمن والخليج وسوريا ولبنان ومأزوم داخلياً، وبالتالي لا اعتبار لكلامه، وأما بما يخص مسيرات حسان فلم تقم سوى بنزهة آمنة في فلسطين لم تؤدي أي دور مهم لتأتي بعدها طائرات الأف ١٦ وتحلق فوق المباني على علو منخفض دون أن يتعرض أحد لهم بتاتاً، أين الصواريخ الذكية ومعادلة توازن الرعب؟ مشيراً إلى أننا نتمنى أن يعيش اليهود في فلسطين كل يوم في رعب ولكن أن يكون رعب حقيقي، فاليهود في فلسطين يعيشون الآن بأمان وبوظائف مؤمنة وكهرباء ومواصلات ومن يدعي بأنه يرعب إسرائيل يعيشون بكهرباء شبه معدومة ودون وظائف وانهيار للعملة وللبلد فأي توازن رعب هذا”.
وأكد أن: “خطورة الخطابين أنه كان قد تناول الجيش بطريقة جداً خطيرة، فالجيش هو المؤسسة المؤتمنة على كل البلد فهي تضم كل طوائف البلد وهي تقوم بأداء جيد نالت على إثره ثقة المجتمع العربي والدولي وكل أركان الطائف في لبنان، فهجومه وحديثه عن الجيش يعني أنه يعلم أنه إن أصبحت هذه المؤسسة قوية وقادرة فمعنى ذلك أنه قد ألغي دوره، واتهام الجيش بالعمالة للأمريكان هو كلام معيب، ومن يتحدث عن العمالة أليس هو بتابعٍ لإيران، ولا يمكن له أن يتهم هذه المؤسسة الوطنية بأنها تابعة لأحد فهذا اتهام لأبنائنا المجندين في هذه المؤسسة الوطنية، وكل الدول مثل الكويت وقطر وغيرها من الدول تقوم بدعم الجيش اللبناني على كافة المستويات. الجيش مؤسسة وطنية تضم كل أبناء الوطن وهي محل ثقة في الداخل والخارج”.
وحول مسألة رفض البعض لتدخل رجال الدين بالسياسة وموضوع فصل الدين عن الدولة ولصق تهمة تبعية رجال الدين بالسياسيين أكد الشيخ بلال بارودي إلى أنه: “لا يمكننا القول بأنه لا يحق لرجل الدين أن يتدخل بالسياسة، فرجل الدين يفهم السياسة ولكن لا يمارس السياسة، ويقرأ في السياسة وإنما لا يحصر نفسه في سياسة معينة، مؤكداً أنه مع عدم تدخل رجال الدين السياسة ولكن ما يقوم به رجل الدين هو اعطاء النصائح دون أن يتدخل أو يدعم زعيم معين، وإنما ينصح سواء كان مؤيداً أو منتقداً ضمن نقد بنّاء وليس ضمن نصح تبعية، لأن رجل الدين يخسر هيبته عندما يكون تابع للسياسيين، ولكن لا يخسر هيبته إن تكلم بالسياسة وكان حراً بمواقفه ويضيء على الأماكن المظلمة في لبنان فهو يساعد في بناء لبنان، كذلك لا يمكن فصل الدين عن الدولة في لبنان فهو بلد طوائف وكل طائفة لديها شريعة تحتكم لها ولا يمكن للبنان أن يكون دولة مدنية، وإنما يمكن لكل الطوائف الاتفاق على أنموذج يلبي كل حاجاتهم، والطائف هو النظام الأمثل في حال طبق بطريقة تعطي كل الطرائف حقوقها.
ختاماً وفي رسالة للطائفة السنية لفت الشيخ بلال بارودي إلى أنه: “يجب التنبه إلى أن الطائفة السنية هي طائفة أمة وليست طائفة مذهب، ويجب التأكيد على حسن شراكتنا مع الآخرين ونتعامل مع الآخرين كشراكة وليس كتبع، وننزع عقدة النقص والأقلية فالطائفة السنية ليست أقلية وليست محبطة أو يائسة وتملك زمام المبادرة، وزيارة عون لمفتي الجمهورية كانت بمثابة إعادة الأمور لنصابها فهو يعلم أن الطائفة السنية تضمن المسار السياسي للبنان فلا يقلل أحد من قيمة الطائفة السنية وكما قال الشاعر
قد هيأوك لأمرٍ لو فطنت له
فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل
الطائفة السنية قيمتها كبيرة جداً ولكن أحياناً الأداء السياسي السيء الذي يبعد الطائفة عن الصدارة والمكانة وهو الذي يقلل من قيمة هذه الطائفة، لذلك يجب تجديد الكفاءات في هذه الطائفة وتأكيد الشراكات مع باقي الطوائف والثقة بالانتماء لطائفة إسلامية عريقة حملت الحضارة ورسالة الخير إلى العالم، وعاملت الغير أحسن معاملة شهد لها العدو والصديق”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى