مقالات

هل تكر سبحة الاستقالات في التيار مع اقتراب اعلان مرشحيه؟

لم تمر استقالة النائب حكمت ديب من التيار الوطني الحر بسلاسة كما كان يتمناها رئيس التيار النائب جبران باسيل أو كما فكر أنها ستنزل على بعض النواب الذين ستضعهم الآلية الديمقراطية في خانة “نائب سابق”. سبب الإستقالة كما أعلنه ديب في تسجيل صوتي يعود إلى تراكمات داخلية ومحاولات قطع الطريق عليه في الاستحقاقات والبحث عن متمولين بدلا من المناضلين مما يطرح أكثر من علامة استفهام حول تركيبة التحالفات التي سيخيطها التيار في دائرة بعبدا ومصير اللائحة في هذه الدائرة. إلا أن الحديث عن استبدال باسيل للمناضلين برجال أعمال ورأسماليين ليس بجديد ولا طارئ على نهج التيار.ففي العام 2018 كانت المشهدية نفسها أو أقل حدية إذ تم استبدال النائب السابق نبيل نقولا بالمرشح سركيس سركيس في المتن. فهل تجرّ أسباب استقالة ديب نوابا آخرين قد يتم استبعادهم في المرحلة الثالثة والأخيرة وهل ستنعكس “ديمقراطية التيار” على نتائج الإنتخابات التي يخوضهاالتيار متصدعاً؟

أي كلام أو مقاربة بين انتخابات الدورة الماضية والإنتخابات النيابية المقررة في 15 أيار غير قابلة للفرز لأن المعادلة مختلفة. فشعبية التيار متراجعة بحسب الإحصاءات الرسمية التي تجريها الشركات المتخصصة بالإستطلاعات، وتصدع التيار مزدوج بعدما نال نصيبه من رذاذ تجربة العهد الذي أدى إلى تراجع شعبيته وانحداره، يضاف إلى ذلك ارتدادات ثورة 17 تشرين الأول 2019 وقد يكون من أكثر الأحزاب التي خسرت من رصيدها في الأعوام الثلاثة الأخيرة فهل ستنقلب المعادلة مع اقتراب ساعة الصفر في 15 أيار؟

تداعيات استقالة ديب من التيار لا تزال تدور في غرف التيار الخاصة باستثناء تعليق رفيق دربه ونضالاته النائب آلان عون الذي علق على موضوع الإستقالة قائلا:” “قرار ديب مؤسف، لكونه من قدماء “التيار”، وكنت اتمنى أن ينتهي الموضوع بشكل مختلف وألا تصل الأمور إلى هذا الحد.. ما في حدا وضعو الانتخابي جيد ما بياخد حقو، فالاستطلاعات هي المعيار لحسم الترشيحات”.

حتى اللحظة لا شيء محسوم في أسماء المرشحين إلى حين الإنتهاء من المرحلة الثالثة والأخيرة والتي كان يفترض أن تحصل بين نهاية كانون الثاني وشباط 2022. وفي انتظار الإعلان عن أسماء المرشحين المتوقعة منتصف الأسبوع المقبل كحد أقصى كما صرح النائب ادي معلوف اليوم، تبقى الخشية من أن تكر سبحة الإستقالات من التيار .

الوزير السابق غابي ليون يوضح عبر المركزية أن” الآلية التي يعتمدها التيار الوطني الحر أخذت حيزا من النقاش منذ طرحِها في انتخابات 2018 وعلى رغم اعتمادها على معايير الديمقراطية إلا أنها خلقت إشكاليات في بعض الأماكن وبلبلة وتنافسا داخل التيار.لكن وكما هو معلوم هناك دائما سمات سلبية وأخرى إيجابية. ولو تم اعتماد بديل آخر عن هذه الآلية الديمقراطية لكانت ارتداداتها أكثر سلبية”.

وفي حين يستعد التيار لإنجاز المرحلة الثالثة من الآلية لفت ليون”إلى أنها تشمل المرشحين الحلفاء وهي تستند على استطلاعات رأي ومفاوضات مع الشخصيات الحليفة وهذا يتطلب وقتا”. إلا أن البطء الحاصل في ديناميكية التحضيرات والإعلان عن أسماء المرشحين لا ينحصر بالتيار. “فالبطء كان السمة الطاغية على كل الأحزاب بسبب الظروف الإقتصادية الضاغطة وانتشار وباء كورونا إضافة إلى التأخير الناتج عن تقدم التيار بمشاريع قوانين إلى مجلس النواب. وقد انسحب ذلك على عملية التحضيرات كاملة”. وحول الإشكالات والإرتدادات التي فرضتها الآلية وآخرها استقالة ديب يقول ليون” لم أتواصل مع النائب ديب بعد، لكن قد لا تكون أسباب الإستقالة مرتبطة بالإنتخابات فهو لا يزال ملتزما بفكر التيار ونضالاته إنما لديه اعتراضات على أمور إدارية وله كل التقدير”.

لا يخفي ليون حال التململ في أوساط الرأي العام اللبناني لا سيما بعد ثورة 17 تشرين الأول 2019 من كل الأحزاب والمشاركين في السلطة “إضافة إلى الحملات الإعلامية الممنهجة ضد التيار لتحميله وزر الأزمة علما أنه الجهة الإصلاحية الوحيدة في البلد مما أدى إلى تراجع شعبية التيار .لكن منذ حوالى الشهرين استعاد الرأي العام وعيه الذي كان مضللا وبدأت تظهر حقيقة الوجوه التي كانت تتستر وراء أقنعة وبات يميز الصالح من الفاسد ونأمل أن تكون درجة الوعي ونسبة المناعة في اقصاها يوم الإنتخابات”.

المصدر
المركزبة - Almarkazia

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى