مقالات

رئيس الجمهورية للغرب: لست أنا من يحكم البلد!

بعد الضجة التي أحدثها بيان الخارجية اللبنانية، الذي ندّد باجتياح روسيا للأراضي الأوكرانية، ودعاها إلى وقف العمليات العسكرية فورا، والرد الروسي عليه من قبل السفارة الروسية، كان لافتاً موقف “حزب الله” الذي جاء على لسان عضو كتلة “الوفاء للمقاومة النائب إبراهيم الموسوي: “ينأون بأنفسهم ويدَّعون الحياد حيث يشاؤون، ويتدخّلون ويدينون أيضاً حيث يشاؤون، أمر عجيب غريب”، وسأل “أيّ سياسة خارجية يتبعها لبنان، وأين مصلحة لبنان في ذلك؟ تفضّل وزير خارجيّتنا عبدالله بوحبيب، وأوضِح لنا الأمر”.

أوساطا سياسية معارضة تضع البيان في سياق خطة لتلميع صورة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في الغرب. وترى ان المواقف التي اتخذها الرئيس عون وحتى باسيل في الاونة الاخيرة تصب في هذا السياق بدءا من التنازل الرئاسي عن الترسيم والخط 23 وسحب رسالة لبنان عن موقع الامم المتحدة، مروراً ببيان الخارجية ورسالة عون لمعايدة ملك السعودية وولي العهد في ذكرى تأسيس المملكة، مؤكدة انها كلها مواقف لافتة في ما تبقى من اشهر امام العهد. وسألت عما إذا كان هناك في الغرب من يسمع ويقرأ ويتوقف عند هذه المحطات ام ان الخارج يعتبر ان الوقت قد انتهى وان لبنان يتجه نحو مرحلة جديدة؟

النائب السابق فارس سعيد يؤكد لـ”المركزية” ان “لا أحد يهتم ببقاء الرئيس عون إلا انصاره والحرس الجمهوري المؤلف من حزب الله وليس “الحرس الجمهوري”، وبالتالي انتقاد بيان الخارجية من باب تعويم الرئيس عون تجاه الغرب او عدم تعويمه خطأ، خاصة وان “حزب الله” ارتكز على نقطة النأي بالنفس لانتقاد بيان الخارجية. إنما قبل ذلك، عليه ان يكون هو صاحب أهلية للكلام، لأن من يحارب في اليمن والعراق وسوريا ويضرب بعرض الحائط مبدأ النأي بالنفس، لا يمكنه ان يطالب لبنان بأن ينأى بنفسه عن موضوع روسيا واوكرانيا”.

ويضيف سعيد: “هذا البيان يعبر عن وجهة نظر شريحة واسعة من اللبنانيين، نحن بلد صغير وتعرضنا لاحتلالات عديدة من العام 1969 حتى اليوم، إدانة الاحتلال وحل النزاعات بالخشونة التي يستخدمها فلاديمير بوتين باعتماده ما يسمى في الفرنسية État voyou اي دولة مربكة تصنع مشاكل من اجل استرعاء انتباه العالم لها او تحسين ظروف مفاوضاتها مع الولايات المتحدة، لم تعد تنطلي على أحد في هذا العصر. لذلك من الطبيعي نحن كلبنانيين أحرار ونطالب دائما برفع الاحتلال وآخره الاحتلال الايراني، ان يصدر بيان رسمي عن الجمهورية اللبنانية يدين الاحتلال الروسي لاوكرانيا ولا علاقة له برئيس الجمهورية”.

ويتابع: “ليس صحيحا ربط كل الامور برئيس الجمهورية وباسيل، لأن من يحكم البلد هو حزب الله وليس رئيس الجمهورية ومن ادان البيان هو حزب الله، ومن غيّر رأيه في موضوع ترسيم الحدود هو حزب الله، كما أنه هو من، عندما تتعقد في فيينا، يستخدم حالة عدم الاستقرار في لبنان. لكن إذا كان “حزب الله” يود ان يدعم الرئيس عون ومعه الوزير باسيل بأدوار أكبر من حجمهما، فمن حق كل انسان في السياسة، ان يحاول ان يضرب نفسه بحجر كبير، لكن القرار ليس عندهم، الكراسي عند جبران باسيل والرئيس عون بينما النفوذ عند حزب الله

المصدر
المركزية - Almarkazia

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى