عربي ودولي

هكذا أخرجت أوكرانيا خطط بوتين عن مسارها

من السابق لأوانه وصف الغزو الروسي لأوكرانيا بالفشل، فقد بدأت الحرب للتو، وقد يسيطر بوتين الذي يتمتع جيشه بتفوق ساحق على القوات المسلحة الأوكرانية، لكنه لم ينجح بعد في مهمته للاستيلاء على كييف وإخضاعها.

ووفق مقال لـ”الغارديان”، بعد أربعة أيام من الغزو، هناك دلائل على أن حرب فلاديمير بوتين في أوكرانيا لم يتم التخطيط لها تماما.

في منطقة سومي، بالقرب من الحدود مع روسيا، شاهد أحد السكان المحليين وهو سائق سيارة مشهدا غير عادي.. على طريق ريفي محاطة بأشجار البتولا، تحطمت عربة مصفحة روسية. أوقف سيارته. ثم كانت هناك محادثة سريالية مع الجنود الروس.
قال لثلاثة جنود روس كانوا يقفون على الطريق: «يبدو أنكم انهرتم يا رفاق». أجاب أحدهم: «لقد نفد الوقود لدينا». قال مازحا: «هل يمكنني إعادتكم إلى روسيا؟»، ضحكوا وسألوه عن أخباره. فسألهم ما إذا كانوا يعرفون أين سيذهبون فقالوا له لا.

جنود تعساء

على طول الطريق، انسحب الحال على المركبات الروسية الأخرى، قال السائق للجنود التعساء: «كل شيء في صالحنا.. الروس مشغولون بالاستسلام». وخلص إلى أنه لا يبدو أن أي شخص من جيش بوتين يعرف إلى أين هو ذاهب، أو لماذا كان في أوكرانيا.

مع حلول مساء السبت، كان من الواضح أن عملية بوتين الخاطفة لإزاحة الحكومة الأوكرانية الموالية للغرب قد واجهت صعوبات غير متوقعة، حيث كانت خطة الكرملين الأصلية، وفقًا للاستخبارات الأوكرانية، هي تطويق المدينة بالقوات البرية خلال عملية ليلية لنقل 5000 من النخبة المظليين يقتحمون قصر ماريانسكي الرئاسي، ويحتجزون أو يقتلون الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ويسيطرون على المباني الحكومية الرئيسية، بما في ذلك وزارتي الخارجية والدفاع من ثم القضاء على المقاومة واعتقال الشخصيات الرئيسية ثم تنصيب إدارة عميلة موالية لروسيا.

لكن هذا لم يحدث، وبدلاً من ذلك، ظلت كييف تحت سيطرة الحكومة حتى اليوم وتم ضرب المظليين الروس الذين حاولوا الاستيلاء على مطار في مدينة فاسيلكيف على يد قوات اللواء 40 بالجيش الأوكراني.

وذكرت وحدات الدفاع الجوي إنها أسقطت طائرة نقل من طراز إليوشن 76 بالقرب من بيلا تسيركفا، على بعد 80 كيلومترا جنوبي كييف، وهي واحدة من عدة طائرات معادية تم إسقاطها، كما قالت القيادة العسكرية الأوكرانية إنها قضت على رتل كامل للعدو حول مدينة خاركيف.

دروس من الحرب العالمية الثانية

مسؤول كبير في المخابرات الأوكرانية قال إن الرئيس الروسي يعيش في واقع موازٍ غريب، واستسلم للاعتقاد بنسخته الخاصة من العالم. مضيفاً: «يعتقد بوتين أن الحكومة الأوكرانية فاسدة وغربية ولا يمكن إصلاحها ومعادية للروسوفوبيا وفهم أن الشعب الأوكراني على النقيض من ذلك سيرحب بروسيا وتدخلها، واعتبر ان الأوكرانيين هم ريفيين روس كما قالت له مخابراته».
وتابع المسؤول: «لقد فهمنا دائما الروس أكثر مما يفهموننا، ونسي بوتين أحد الدروس العظيمة للحرب العالمية الثانية هي أن أفضل الجنود السوفييت كانوا من الأوكرانيين».

ومع تزايد الخسائر الروسية على الأرض الأوكرانية، تتراكم أسئلة صعبة، ففي مواجهة المقاومة الأوكرانية كيف تنوي روسيا أن تحكم البلاد؟، فأي حكومة دمية على غرار دونيتسك سوف تفتقر إلى الشرعية.
وحتى لو نجحت موسكو في الاستيلاء على كييف، فإن الحرب ربما ستستمر لسنوات، ولا أحد يتوقع أن يستسلم الأوكرانيون.

بالعودة إلى السائق الأوكراني الذي صادف الرتل الروسي المعطل والذي قد يكون مأزق بوتين حالياً، فقد قال عن الجنود الروس: «سألت الرتل كله.. لا أحد يعرف أين هم وإلى أين هم ذاهبون».

المصدر
Mtv

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى