مقالات خاصة

إذا غيّمت بالصين.. بتشتي عنا وعيش يا لبناني !!!

الإفتتاحية بقلم ج.م

فعلها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، معلناً إطلاق عملية عسكرية في إقليم دونباس شرق أوكرانيا، ضارباً بعرض الحائط جميع التحذيرات والتهديدات الأوروبية والأميركية وغيرها، حيث بدأت القوات الروسية يوم أمس عملية عسكرية واسعة النطاق في أوكرانيا من خلال هجمات برية وبحرية وغارات جوية، وسط دعوات أممية ودولية لوقف العملية وتهديدات أوروبية بمحاسبة موسكو على هذا العدوان، فما هي حصة لبنان من هذا الهجوم؟ وكيف سيتأثر أمنياً إقتصادياً وغذائياً دون أن نغفل عن أوضاع الجالية اللبنانية …

ما تحملّه الشعب اللبناني خلال السنوات الثلاث الماضية من مصائب وأزمات صحية وإقتصادية ومصرفية وأمنية وقضائية وسياسية وتعليمية، لم ولن يستطيع أيُّ شعبٍ في العالم أن يتحمله، فاللبناني المعروف بسرعة تأقلمه مع الواقع المفروض عليه، والذي عانى منذ ماقبل قيام دولة لبنان الكبير وحتى اليوم من أعظم الحروب والإحتلالات والإغتيلات والإنفجارات وغيرها، بات كما الحجر إن رميته على الحائط عاد اليك ثابتاً كما هو…

الجالية اللبنانية في أوكرانيا
تُقدر الجالية اللبنانية في أوكرانيا بحوالي 4300 نسمة، منهم حوالى 1200 طالب جامعي ، وهذه الجالية بالطبع لن تكون بمأمن من الحرب في أوكرانيا، وباتت تعيش في حالة رعب منذ صدور النداءات عن أكثر من دولة لسحب رعاياها، بينما اكتفت دولتنا العزيزة بالطلب من مواطنيها أخذ الحيطة والحذر، والإعلان في 19 شباط بإلغاء فحص الـ”PCR” لمن يرغب بالرحيل أو تسجيل إسمه على رابطٍ، أما من يرغب منهم بالمغادرة فعليه تحمّل جميع النفقات وأخذ مختلف الإحتمالات وكافة المخاطر، وبالفعل وبحسب معلوماتٍ صحفية غادر أوكرانيا حوالى 150 لبنانياً، من المقتدرين مادياً، الاّ أن البعض لا يملك ثمن التذكرة الذي تخطى أحيانا الـ 500 دولار أميركي للهروب، خصوصاً الطلاب الذين يعانون أصلاً على الصعيد المالي، رغم أن 40 بالمئة من الطلاب غادروا أوكرانيا سابقاً بسبب أزمة الدولار المعروفة.

الأزمة تُهدد أمن لبنان الغذائي
بغض النظر عن مكانة لبنان أو موقفه من الحرب بين روسيا والغرب حول أوكرانيا، يجد نفسه أمام تحدٍّ خطير يتمثل في الأثر الذي قد يتركه تصاعد حدة الصراع في أوكرانيا على إمدادات المنطقة من المواد الزراعية وبخاصة القمح، وعلى أسعار المواد الغذائية على مستوى العالم، حيث تحتل روسيا وأوكرانيا مركزا هاماً في سوق المواد الزراعية في العالم، وتمثل صادراتهما من القمح 23 في المئة من السوق العالمية، في حين توردان ربع إنتاج الحبوب في العالم، وتوزع الغالبية العظمى من صادرات أوكرانيا من الحبوب عبر البحر الأسود، وبهذا سيكون هناك عواقب وخيمة للغاية على الأمن الغذائي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عامةً وفي لبنان خاصةً، هذا بالإضافة الى الارتفاع المتوقع في الأسعار الذي يأتي في وقتٍ وصلت فيه أسعار المواد الغذائية في لبنان إلى مستويات تاريخية نتيجة السياسات والانهيارات الاقتصادية المتتالية، كما يتداول روّاد مواقع التواصل الاجتماعي أنّ سعر صفيحة البنزين سيرتفع ليصل إلى ما يقارب الـ450 ألف ليرة بعد أن قفز سعر برميل البترول في السوق العالمي إلى أكثر من 100 دولار أميركي.

وضمن هذا الإطار، يُجري وزير الاقتصاد والتجارة إجتماعاتٍ مع سفراء عدد من الدول المستعدّة لتعويض لبنان عن القمح المستورد، ويؤكد بأن هناك مصادر أخرى للقمح، فلبنان يستورد القمح أيضاً من رومانيا وروسيا، لكن المشكلة الحقيقية هي أنّ الزراعات الأوكرانية، التي تغذّي شرق المتوسط وشمال أفريقيا بشكل أساسيّ، موجودة في الشرق الأوكراني، أيّ في المنطقة المرشّحة لتكون ميدان النزاع، التي إن جرى اقتحامها من قبل روسيا فستتأثّر المحاصيل الزراعية، وسيتغيّر الإنتاج؛ الأمر الذي سيؤثر على الاقتصاد العالمي، لأن أسعار الحبوب سترتفع بعد انخفاض معروض أوكرانيا جرّاء الأزمة.

دول العالم أجمع كما لبنان اليوم تُراقب بحذر مصير العلاقات الأوكرانية-الروسية و نتائج الحرب التي إندلعت بينهما، وقد تجد بعض الحكومات العربية نفسها مضطرة لإتخاذ موقف سياسي بين روسيا أو الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، فماذا سيكون موقف لبنان الذي وعلى رأي المثل الشعبي “اللي فيه مكفيه وزيادة”، وكيف ستؤثر الحرب العالمية الثالثة المتوقعة على لبنان؟

ختاماً، وباللغة اللبنانية العامية “إذا غيّمت بالصين بتشتي عنا… فكيف إذا صارت حرب عالمية ثالثة…؟؟!” … وعيش يا لبناني …

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى