مقالات

محادثات فيينا على خواتيمها ولبنان يترقب بقلق!

رأى المبعوث الروسي إلى محادثات الاتفاق النووي ميخايل أوليانوف أمس، أن المحادثات الرامية لإحياء الاتفاق الذي يضع قيوداً على برنامج إيران النووي مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها، على وشك الانتهاء. وكتب أوليانوف في تغريدة له على “تويتر”: “يبدو أن المفاوضات لإحياء اتفاقية خطة العمل الشاملة المشتركة على وشك الانتهاء”، مستخدماً الاسم الكامل للاتفاقية التي أُبرمت عام 2015.

وتشير اوساط دبلوماسية غربية، إلى ان مفاوضات فيينا شارفت على نهايتها وان الاتفاق بات قريبا جدا، إلا أن أزمة أوكرانيا ارجأت إعلانه. وتفيد المعلومات المتوافرة عن وجود توجه لإحياء اتفاق 2015، وهو ما وصفته اسرائيل بأنه الاتفاق الاسوأ، خاصة وأن مدته قصيرة تنتهي عام 2025، وبأنه اتفاق “الخطوة خطوة” والمرحلي بانتظار مدى التزام وتقيّد ايران به، لافتة الى ان ايران تضغط عبر أذرعها العسكرية في المنطقة بدءا من اليمن مرورا بالعراق وسوريا وغزة وصولا الى لبنان، من خلال أوراق تؤمنها لها وتستخدمها طهران عشية الاتفاق للحصول على مزيد من المكاسب وتحقيق المطالب كرفع كل العقوبات الاميركية عنها والافراج عن أرصدتها ورفع الحرس الثوري عن لائحة الارهاب وعدم المسّ بأذرع ايران العسكرية في المنطقة التي تؤمن لها حضورها فيها. فهل فعلاً أصبح الاتفاق في خواتيمه، وما مدى تأثيره على لبنان في حال إبرامه؟

مدير مركز المشرق للشؤون الاستراتيجية الدكتور سامي نادر يقول لـ”المركزية”: “علينا ان ننتظر لنرى ما إذا كان سيتم هذا الاتفاق أم لا، وهل سيكون محصوراً بالنووي فقط، لكنني استبعد ان يكون كذلك، أي كما يتمناه الايرانيون. وفي حال كان هذا الاحتمال واردا فإن الاتفاق سيكون هشا، بمعنى ان هناك الكثير من الاطراف لن تكون مرتاحة له، خاصة وان مفاعيله ستنتهي بعد سنتين ونصف السنة في 2025، وبالتالي لن يفتح صفحة لأي نوع من التغيير إنما سيُبقي الامور على حالها، وانا أستبعد حصول شيء من هذا القبيل. يبقى الاحتمال الثاني وهو ان يحصل تفاهم علني او ضمني حول المسائل الاخرى المرتبطة بالنووي، لها علاقة بالصواريخ وبسياسات ايران في المنطقة، الامر الذي من الممكن ان ينعكس ايجابا على لبنان، لأن التهدئة الاميركية – الايرانية تخفف من الشحن الحاصل وقد تُسهّل توقيع برنامج مع صندوق النقد وتدفق المساعدات الدولية، أقول قد تسهّل لأن لا شيء مضمونا. إنما هناك دائما خوف، عند حصول اتفاق بين “الكبار”، ان يكون على حساب الدول الصغيرة، والتسوية قد تكون غض نظر عن دور “حزب الله” او العكس. وبالتالي لا أعول عليها كثيرا بمعنى انها ستفتح الباب للتغيير، لأننا رأينا عام 2015، عندما حصل الاتفاق، كانت الاجواء ايجابية وارتاح الوضع، لكن من دون ان يتم التوصل الى حل، لأن الحل بين يدي اللبنانيين أنفسهم”.

ويضيف نادر: “نحن كلبنانيين عاجزون على الاتفاق بين بعضنا البعض، ننتظر الحل من الخارج، رغم ان الحل لن يأتي من الخارج. باختصار، لبنان دولة فاشلة، وشعبها عاجز عن العيش معا، وكل فريق ينتظر الآخر على الكوع، ولديه مشروع للبنان. اعتقدنا ان الثورة سينبثق منها جيل جديد، مع مشروع مختلف، لكن هذه ايضا لم تنجح. وبالتالي، في محاولة لإخفاء هذه العلة التكوينية الموجودة فينا، نقول دائما لربما يأتي الحل من الخارج. لكنه لن يكون كذلك. من سيموت من أجلنا؟”

ويتابع: “اذا حصل اتفاق في فيينا بين الاميركيين والايرانيين، فهذا سيؤدي الى تهدئة الجو نوعا ما وتهدئة أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله وربما تسهل الامور على لبنان، من خلال وصول مساعدات، إنما لن يُدخِل لبنان في مرحلة من الاستقرار أو البناء على أسس ثابتة. هذا الاتفاق لا يكفي لذلك”.

ألن تعزز قوة ايران في حال رفع العقوبات عنها؟ يقول نادر: “ربما ستُرفع العقوبات وتحصل ايران على اموال، لكنني أشك في ان الاميركيين او من يفاوض الايرانيين ان يسير باتفاق كهذا ويترك مسألة الصواريخ وسياسات ايران في المنطقة وحصرها فقط بالنووي، الجو لم يعد كذلك، هناك اسرائيل والدول العربية، وبالتالي لا اعتقد ان الاتفاق الحالي سيكون مشابها لاتفاق 2015 وان الولايات المتحدة تريد من ايران ان تضخ بضعة براميل من النفط كي تعود اسعار النفط الى الانخفاص كما يقوم البعض بالترويج، بل اعتقد انه، الى جانب الاتفاق على النووي، في حال حصوله، سيكون هناك اتفاق ضمني او ترتيبي معين يجعل ايران تخفف من التصعيد العسكري في المنطقة”.

المصدر
Al Markazia | وكالة الانباء المركزية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى