مقالات خاصة

إلى ساكن باطن الأرض… توقف هنا!!

الإفتتاحية بقلم ج.م

خرج ساكن باطن الأرض ليتكلم، ملقياً خطاباً رناناً كدنا أن نصدقه ونخرج للساحات ، لولا ما عانيناه ونعانيه من سياساته وخطاباته ووعوده التي لم تخرج عن كونها كلاماً عابراً إستخدمه لتجييش طائفته وخدمته.. كنا لنخرج مُلبين النداء لولا معابر التهريب التي فُتحت بمباركته لخدمة أهدافه في كلا الطرفين، كنا لنخرج مسرعين لولا قوافل الكبتاغون التي أغرق فيها الوطن في مستنقع العزلة والوحدة، ليُصبح لبنان ساحةً معزولة مكروهة ووحيدة تصارع مؤامراته ومشروعه الفارسي.

بدأ خطابه متحدثاً عن ضعف إسرائيل وخوفها وقلقها منه، وتحدث بإسهابٍ عن كره الإسرائيليين لحكومتهم، ورغبتهم بالرحيل وتخليهم عن مشروعهم، فطالما أن إسرائيل التي تهابك لا تبعد سوى بضعة كيلومترات عنك، لماذا تتركها تستبد وتظلم فلسطين والفلسطينيين وتقتل شبابهم وتدمر أحلامهم؟، أم أنّ طريق القدس تمر في سوريا والعراق واليمن والسعودية والإمارات وما تبقى من الدول العربية، قبل أن يمر صاروخك الذي يحتاج لبضعة ثواني ليصبح في قلب إسرائيل؟ فلا يا عزيزي ربما غفلت أو آمنت لحد التبعية العمياء بمن رسم لك خريطة تحرير فلسطين، ففلسطين بجوارك منذ مئات السنين، لكن من أعطاك المخطط أخذ منك تعهداً بتدمير كل المحيط العربي وإعادته لأبناء كسرى قبل أن تحلّ لغز فلسطين…

وفي الحديث عن الشأن المحلي، روى لنا من يملك كلّ الوقت لكتابة القصص الخيالية الطفولية في باطن الأرض، بأن إسرائيل استعاضت عن مسيّراتها بعملاء!، وهي صفةٌ يُلصقها بكل من قال ويقول في وجهه “فليسقط المشروع الخميني!”، مشيراً إلى أن هنالك مكوناً لبنانياً وحيداً يائساً بائساً (الجيش اللبناني)، لا معين ولا حامي له وأنه هو بطل الروايات الخيالية الآتي مع حزبه على متن بساطٍ عجمي ليحميه وينقذه.

فلا يا عزيزي توقف هنا!!! من قال لك أن الجيش اللبناني بحاجةٍ إليك وإلى حمايتك أو حماية من أنت تابعٌ لهم؟، هذا الجيش البائس واليائس الذي تحدثت عنه قدّم ولا زال شهداء لحماية هذا الوطن وسيادته وحريته، أما أنت فجرائمك وضحاياك ملأوا أصقاع الوطن العربي دون لبنان.. أوهمت الجميع بأنك جزء من الجيش وفي خدمته لتنقلب بعدها عليه وتتهمه بالخيانة والعمالة موجهاً سهام الغدر لقائده بهدف السيطرة عليه لمتابعة تنفيذ الأجندة الإيرانية بعد سيطرتك على موقع الرئاسة الأولى.

خرجت أمس لتُعلن أنك مستمرٌ في الإنتخابات، وأنك ستشارك بها لتحمي؟ وتبني؟ وتنجز؟ وتنتصر؟، فياللعحب!! تُرى كم من إنجازاتٍ دمرتها في سوريا، وكم من إنتصاراتٍ خسرتها في اليمن والعراق؟ أما عن البناء وحماية الوطن فهي هبةٌ حصرية للبنان وجيشه وشعبه فقط، فانت وأتباعك ملوك بناء الكهوف وأسياد حماية باطن الأرض.

فإن نسيت يا حضرة المتكلم سأذكرك بأن شعب لبنان يكاد ان يُصبح بأكمله في باطن الأرض، نتيجة سياسات الذل والظلم والفقر والتجويع والتهريب والسرقة التي تمارسها أنت وفريقك السياسي، وكل مايريده هذا الشعب منك أن تخرج من كهفك عائداً إلى وطنك الحقيقي الذي يبعد عنك قرابة الألفي كلم، لتهتف هناك وتُضحي وتحكم، أم هذا الوطن فسيبقى رغماً عنكم جميعاً بلد الأرز عربي اللسان والهوية، لبناني الهوى رمزاً للعيش المشترك وطناً للحضارات وصلة وصلٍ بين الغرب والشرق، ولن يركع لولاية الفقيه مهما قدم من شهداء لحماية هذا البلد من مرتزقتك.

ختاماً… يا من خرجت لتوهمنا وتقصّ لنا عن طواحين الهواء التي تقاتلها، نؤكد لك بأنه مهما طالت المدة سينتصر لبنان العروبة، و سيندحر مشروعك الفارسي بكامل أركانه، ولن تستطيع وأتباعك إغتيال الحرية التي تجري في دمنا مهما نفذت من اغتيالاتٍ وكمْمت أصوات وكسرت أقلام…

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى