مقالات

كسر هيبة الدولة

كتب نادر حجاز في موقع mtv:

مَن تابع الأخبار والتسريبات الاعلامية نهاية الأسبوع المنصرم، كاد يظن أن البلاد مقبلة على حرب “داحس والغبراء”، فتهريبة التعيينات كادت تشعل جبهة الرئاسات كما الموازنة وما شكلته من مفاجأة لوزراء عرفوا باقرارها كما اللبنانيين من الاعلام. 

لكنها “التعليمة” كما العادة، تشعل الحروب الوهمية وتخمدها “بكبسة زر”، كما ولو ان هناك عصا سحرية قادرة على حلّ أعقد الأزمات في هذا البلد في اتصال او لقاء، كهذا الذي جمع الرئيس نجيب ميقاتي بالخليلين عشية جلسة الثلاثاء، وأفضى الى عفى الله عمّا مضى، على قاعدة “بدنا نتحمّل بعض”. 
هكذا تثار الأزمات في شبه الدولة اللبنانية وبهذه الخفة تعالَج، تماماً كما تعطل البلد مراراً وطوال أشهر، وبسحر ساحر يعود المتخاصمون الى الطاولة بلحظة ما وكأن شيئا لم يكن ومن دون أي تبرير مقنع. 
لم تقف الأمور عند هذا الحد، فها هو لبنان الرسمي يتخبط في كل قراراته، فمن جهة يتم استقبال الموفد الكويتي واعلان الالتزام بالورقة الكويتية لاعادة بناء الثقة مع دول الخليج، وتزامناً يقوم وزير الداخلية باصدار قرارات متشددة بمنع قيام احتفالين للمعارضة البحرينية في بيروت، وأما النتيجة فهي عكس ذلك تماماُ، وقد احتضنت الضاحية الجنوبية الاحتفالين على مدى يومين. 

المشكلة ليست باقامة احتفالات المعارضة البحرينية من عدمها، على قدر ما هو عدم قدرة الدولة على اتخاذ قرار وتنفيذه، أو الالتزام بعهد قطعته او ورقة تبنتها. 
ويُستكمل مسلسل كسر هيبة الدولة، ومحيط منزل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في الرابية شاهد على كسر الدولة لنفسها، تماماً كمن يطلق النار على رجله.

يقولون إنّه في مطلع القرن الماضي كان شرطي واحد في ساحة البرج يكفي لفرض الأمن أو لفض اشكال قد يقع، وقد توارثت الأجيال قولاً مأثوراً بأن “لا تدعس عالدولة ولو كانت رماد”.. ولكن لم يكن ليخطر في بال أحد أن تدعس الدولة بنفسها على صورتها وهيبتها.
للأسف الموعد مؤجّل مع الدولة.. لقد هزلت كثيراً.

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى