حوار ونصيحة

كتبت وداد مشلوط أوجاك لقلم سياسي
وداد ! أفكر بإحضار عائلتي والقدوم للعيش بتركيا ! ماذا تنصحيني؟
هذا السؤال هو حديث النفس والفكرة التي تسيطر على العقل الباطني لكل لبناني يعيش بلبنان اليوم .
كل لبناني قلبه معلق بلبنان وعقله يدفعه للهجرة مع أولاده ببلد عالاقل يكون همهم كيف يلعبون مع بعض بعيدا عن الهموم الحياتية اليومية الي بدلت طفولتهم من طفولة مغمورة بالسعادة والضحك والذكريات الجميلة لطفولة تنتظر الكهرباء لتحتمي من البرد ولتشاهد التلفاز …..
مرحبا،
منذ هجرة اللبنانيين الى تركيا اي من ٥ سنين والى الان وكثر من اللبنانيين يتواصلون معي يسألون عن رأيي بتركيا وإذا كنت أنصحهم بالقدوم ليستقروا بهذا البلد . .
وكما اقول للجميع، رأيي هو هو منذ ان أتيت إلى تركيا في ال ٢٠٠٧ والى اليوم، لم يتغير.
تركيا بلد جميلة جداً، والحياة فيها اجمل
لكن إن كنت مرتاح مادياً و مضمون على الصعيد الصحي
وعندك الصبر والشجاعه لتحًَمُل الازمات المتقلبة، عندها سوف تنعم بالاستقرار .
بلد مليء بالتحديات والمخاطر
لكن الشاطر يعرف كيف يلعب الدور ليبقى واقفاً على قدميه .
اكثر شعبها صابر رغم كل الصعوبات والغلاء
لانه شعب قنوع ومتواضع لا يطلب الكثير ولا يطمح للعُلى .
يعني اذا ما جدد سيارته وما جدد هاتفه وفرش داره
لا مشكلة عنده فالموضوع غير مهم .
المواطن التركي الاناضولي يعيش من أرضه و مزروعاته وحيوناته واخر همه من طلع القمر .
المواطن التركي المقيم على حدود البحر إيجه وعلى الحدود البحر المتوسط، ينتظر فصل الصيف ليجمع مالاً من السواح ليعيش منهم كل الشتاء.
إنما المواطن التركي باسطنبول فمكانك راوح،
يقبض راتبه اليوم ويدفعهم من الجهة الأُخرى هذا غير قروضه للبنك.
اسطنبول مدينة غالية جدا بالنسبة للاتراك فما بالك الغريب…
فئة من الأتراك الأذكياء يعملون جاهداً على الهجرة
وفئة أخرى يتكلون بالعيش على فوائد أموالهم في حساباتهم
ومنهم على التجارة والسياحة والاعمال الحُرة،
وفئة منهم يعيشون على مردود الاجارات الشهرية
او مبدأ “خبزنا كفات يومنا”.
اما الفئة الأخيرة فهم يا مافيا ، أو بشاوات ، او عايشين عالرشوات والتنصيب والاحتيال ، ونسأل الله العون للقوى الأمنية .
فكيف للأجنبي ليعيش هنا ؟
ويؤمن بترتيب أموره ؟؟ ويبدأ عناء العيش ببلد لا يتكلم لغتها ؟
وكيف إن كان قادم دون مال نقدي وحالته حالة ؟
اللبناني الساكن بتركيا و عم يقبض بالتركي ٤٢٥٠ ليرة الحد الأدنى وأجار شقته ب ٤٠٠٠ ليرة ، أين مأكله و مشربه و مواصالاته و الغاز و مدارس اولاده، و مصاريف الاقامات … ؟
لا لا عزيزي المهاجر، تركيا ليست كاريتاس!!! ولا هي استراليا او السويد لتعملك معاش شهري وتعودك عالتنبلة والاتكال عليها .. والقنصلية والسفارة اللبنانية ليسو الصليب الأحمر ليسعفوك !!!
لا الوضع لا يشبه كل بلدان العالم ، الحياة بتركيا مختلفة، الا !!!
وأُصر * إلا* اذا كان لديك دخل بالدولار من الخارج أو لديك شهادات تحولك ان تعمل بها أو العمل عبر الانترنت من البيت وما شابه،
والأهم من كل ذلك إذا كنت تملك رأس مال محترم يخولك أن تستثمره بالتجارة أو الزراعة.
تركيا هي للسياحة والإستثمار أو للتجارة لا أكتر ، هي ليست أوروبا او امريكا او دبي او الخليج بس أفضل من الوضع بلبنان الحالي ، فإعتبرها محطة للمستقبل و ليست المستقبل .
مع محبتي للجميع .