مقالات خاصة

الحريري قالها وغادر… والآن دقت ساعة الحقيقة…

الإفتتاحية بقلم مصطفى عبيد

عاد الرئيس سعد الحريري من أبو ظبي أول أمس بزيارة خاطفة شارك فيها بإحياء ذكرى إستشهاد والده.. وعند وصوله اجتمع بنواب كتلته وأعضاء تياره لوضع النقاط على الحروف، ليقدم لهم نصيحة “الأخ” بعدم الترّشح إلى إنتخابات أيار 2022..

كان سعد الحريري واضحاً بطلبه أن لا يستخدموا التيار الأزرق كعباءةٍ يُروجوا لأنفسهم عبرها أمام ناخبيهم، وأن لا يستخدموا إسمه ويقحموا التيار الأزرق في مشاريعهم الإنتخابية..

زعيم التيار قالها بكلّ وضوح قبل أن يزور ضريح والده الشهيد وينظر إليه نظرة ملؤها الفقدان والألم وربما خيبة الأمل بزعماء وطن وحلفاء مصالح ونواب كتلة أغلبهم استغلوا إسم ومكانة وقوة ودم رفيق الحريري ليحققوا مكاسب شخصية على حساب تدمير إرث الرئيس الشهيد.

والبارحة قبيل مغادرة الرئيس سعد الحريري لبنان ، صدر عن تيار المستقبل بيان شديد القسوة، شكّل صدمةً لنواب وأعضاء المستقبل، فحواه باختصار بأن تيار المستقبل لن يُشارك في الإستحقاق النيابي القادم، ومن يريد من أعضاء التيار الترشح، عليه أن يُقدم إستقالته اولاً من تيار المستقبل، كما منع البيان إستخدام إسم التيار وشعاراته ورموزه تحت طائلة المحاسبة.

فبقدر ما كانت الصدمة كبيرة عند تعليق الرئيس الحريري عمله السياسي وتياره، ها هو اليوم يعود ليُفجر مفاجأةً جديدة لأعضاء تياره بشكلٍ خاص، فالبارحة تبرأ الرئيس الحريري من كل الكذب والفجور والفساد السياسي الذي يسود لبنان، واليوم بدأ عملية التطهير للداخلية لتياره…

البيان كان قاسياً لكنه ضرورياً جداً بما أن معظم نواب وأعضاء كتلة المستقبل لم يسمعوا من كلام الحريري عندما تمنى عليهم بشكل أخوي أن لا يترشحوا موضحاً بأنه لا حل في الأفق، و”مش مضطرين تاكلوا مسبات”، سوى أنه ترك حرية الترشح لهم على أن يقيِّموا هم موقفهم ويترشحوا بشكل شخصي..

وبما أن معظم النواب الحاليين والسابقين لتيار المستقبل وكل أعضاء المنسقيات على امتداد لبنان كانوا يستغلون كل منبر ووسيلة وبيان ليعبروا فيه عن وفائهم للرئيس سعد الحريري ونهج الشهيد رفيق الحريري، الآن حان وقت الحقيقة… وهنا سيظهر الوفاء الحقيقي، هنا سيظهر من كان يختبئ تحت عباءة الرئيس سعد الحريري لأجل مصالح و منافع شخصية، ومن كان صديقاً ومحباً ومؤمناً بسياسة و نهج تيار المستقبل الذي أسسه الرئيس الشهيد رفيق الحريري….

الأيام القادمة ستحمل معها الكثير و الكثير من الحقائق، وستكشف حقيقة الكثيرين من أصحاب الأقنعة، ومما لا شك فيه أن قرار الحريري قد أربك الجميع، والمؤكد أن القاصي و الداني لا يتمنى أن تنتهي مسيرة عظيمةً من النضال الوطني بهكذا قرار وبهذه الطريقة، إلا أن ما حصل قد حصل والحريري قال كلمته وغادر والآن دقت ساعة الحقيقة…

مصطفى عبيد

اسرة التحرير ، ناشط سياسي وإجتماعي، كاتب في عدة مواقع الكترونية، مهتم بالصحافة الإستقصائية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى