مقالات

الغزو الروسي على أوكرانيا واقع لا محالة وبايدن يحدد الموعد

أيام وساعات قليلة قد تفصل عن غزو روسي وشيك لأوكرانيا، خصوصاً وأن التكهنات الأميركية والأوروبية تزداد في الإطار. وكان الرئيس الأميركي جو بايدن حدد 16 شباط الجاري موعدا للهجوم الروسي، في مؤتمر عبر الفيديو مع زعماء دول الغرب والاتحاد الأوروبي و”الناتو”. وكشفت مصادر أميركية مطلعة لشبكة “سي إن إن” CNN أن الولايات المتحدة وحلفاءها لديهم معلومات استخباراتية جديدة تشير إلى أن روسيا يمكن أن تشن هجوماً على أوكرانيا قبل نهاية الألعاب الأولمبية. بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس إن الغزو الروسي “يمكن أن يبدأ في أي وقت”، بما في ذلك خلال دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، ولا تزال الولايات المتحدة “ترى علامات مقلقة للغاية على تصعيد روسي، من ضمنها وصول قوات جديدة إلى منطقة الحدود الأوكرانية”. في المقابل، ووفقا لصحيفة “بوليتيكو”، اختلف الأوروبيون مع بايدن في تقدير توقيت وحتمية التصعيد.

ورغم انعدام فرص التوصل إلى تسوية موقتة أو حتّى حل دائم، تكثف الأطراف المعنية بقرار الحرب والسلم جهودها وحركتها الدبلوماسية في اللحظات الأخيرة علّها تصل إلى نتيجة. وبعد ان اعتمدت روسيا الدبلوماسية الخشنة، لا سيّما خلال لقاء الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي إيمانويل ماكرون إذ لم يبد الأوّل أي ليونة، قاطعاً الطريق على من يريد بناء الأمل على هذه الزيارة، من المرتقب أن يحصل اتّصال هاتفي مساءً بين بوتين وبايدن. فهل تكون الحرب حتمية؟ أم أن كلّ الاحتمالات واردة في ربع الساعة الاخير؟

العميد الركن المتقاعد الدكتور نزار عبد القادر يرى عبر “المركزية” أن “انطلاقاً من التصريحات الأميركية الأخيرة ومن آراء العديد من الدول الأوروبية، لا سيما خلال المؤتمر الصحافي لمستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان يبدو أن الحرب واقعة لا محالة ويمكنها أن تندلع في أي لحظة. وتحذير المواطنين الأميركيين بضرورة ترك أوكرانيا في اسرع وقت ممكن يوحي بأن لدى واشنطن مؤشرّات حول أن الحرب واقعة خلال فترة قصيرة جدّاً. واللافت تأكيد سوليفان بأن عدّة الحرب الروسية على حدود أوكرانيا اكتملت سواء من ناحية عدد العسكر، إذ تحدّث عن مئة ألف عسكري روسي يقفون على أهبة الهجوم على الحدود، وتكلّم عن إعدادات لوجستية وسياسية لانطلاق العملية. كذلك، التهافت على إرسال الأسلحة وتمركز الجنود الأميكريين في أوروربا الشرقية مؤشّر لقرار أميركي بأن الحرب ستقع”.

ويلفت إلى أن “احتمالين يمكن أن يقفا خلف الهدف من العملية: الأوّل، بوتين يريد عملية حدودية تكون فقط بمثابة تحذير للقوى الغربية بأن الروس اصبحوا داخل أوكرانيا وإن لم يرتدعوا عن محاولات شدّها لتكون عضو في حلف شمالي الأطلسي فسيحتل الروسي كييف ويغيّر نظام الحكم القريب من الغرب. الثاني، أن يكون هدف العملية مباشرةً احتلال كييف لتبديل نظام حكمها”.

أما بالنسبة إلى التطوّرات الممكن أن تنتج عن هذا الواقع فيشير عبد القادر إلى أن “من الصعب قراءة المسار الممكن أن تسلكه الحرب بوضوح أو التكهن بمساعي اللحظة الأخيرة لتفادي انطلاق الحرب”، مضيفاً “الحرب ممكن دائماً أن تندلع بعد خطأ في القراءة من قبل طرف من المتواجهين وهذا ممكن أن يحدث بين روسيا وأوكرنيا”.

وفي ما خصّ اتصال بايدن-بوتين، يوضح ان “النسبة تنقسم بالتساوي بين احتمالين: الاتفاق على حلحلة الأزمة وإمكانية تأخير حصول حرب أو لن يؤدي الاتصال إلى اي نتائج إيجابية أو تفاهمات، في انتظار الكشف عمّا سيطلبه كل طرف ومدى تجاوب موسكو مع واشنطن بتخفيف حدوث الأزمة الضاغطة التي يتسبب فيها الحشد الروسي الكثيف على حدود أوكرانيا”.

ويختم عبد القادر بالقول ان الحرب أداة لمتابعة السياسة الروسية عبر محاولة ضغط موسكو عسكرياً لتحقيق هدف سياسي وهو منع الغرب من التقدّم شرقاً إلى حدود روسيا. ولطالما كان هذا السبب اساس الحرب في أوروبا الشرقية ومع روسيا في القرون الماضية

المصدر
Almarkazia - المركزية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى