مقالات خاصة

العاصفة تغزو لبنان ولكن “بدنا نتحمل”

الإفتتاحية بقلم لبنى عويضة

استفز الملياردير رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الشارع اللبناني بأكمله، بعد تصريحاته يوم الخميس الماضي قائلًا: “إنّ الدولة لم تعد قادرة على تزويد مواطنيها بخدمات الكهرباء والاتصالات بالشكل المجانيّ لعدم وجود الأموال الكافية لذلك. وأضاف أن المواطن يتحجّج بأنّ أمواله محجوزة بالمصارف، “لذلك بدنا نتحمّل بعض”.
ولكن كيف لمواطن بالكاد يحصل على قوت يومه أن يتحمل الملياردير الساكن في قصره العاجي؟
لطالما اعتاد الحاكمين تحميل المواطن وزر فسادهم وسرقاتهم، وهو من يدفع دائماً كلفة الثراء والنعيم الذي يعيشه سياسيو لبنان، لكن نقطة لا بد من الوقوف عندها، كيف يمكن لأغنى أغنياء العالم أن يحمّل شعباً أفقره ونهبه وأودى به للدرك الأسفل بعد صفقاته المشبوهة وسياسته الفاسدة؟ كيف يمكن لممثل أفقر مدينة في محيط البحر المتوسط أن يجرؤ على هذا التصريح دون إحساس أو ضمير؟
هذا البلد المنهك أنتم من أفقرتموه بعد إغتنائكم بأموال المواطنين، هذا البلد الفقير أنتم من أوصلتموه لما آلى إليه الإنهيار جراء طمعكم اللامحدود، لم يؤثّر بكم الدماء التي تراق يومياً من الأمن المتفلت الذي زرعتموه، لم تلتفتوا إلى المحاولات الحثيثة لدعشنة طرابلس والتي تنهال عليها يومياً مصائب انضمام أبنائها لفرق داعش، لم يؤثر بــ”الوحوش” الحاكمين موت المواطن على أبواب المستشفيات أو حتى عدم استطاعته الحصول على الطبابة والموت من الجوع… وما لا يحصى من المصائب التي تنهال يومياً على رؤوس اللبنانيين.
عفواً دولة الرئيس، ليس المواطن من يحصل على الكهرباء والاتصالات مجاناً، بل أنتم وأبنائكم وحاشيتكم، اللبناني أنًهك من الفواتير التي تمطر عليه يومياً في ظل محدودية مدخوله، أو أن أمواله سرقت داخل المصارف التي كنتم أول من مدّ يده والتهم “جنى عمر” المواطنين عبر القروض المشبوهة وبالشراكة مع هذه البنوك ، دولة الرئيس أنت وأمثالك استطعتم تهريب أموالكم للخارج، أما المواطن فلا حول له ولا قوة.
الأستاذ الملياردير، أخطأت وطلبت من الشعب أن “يتحملكم” فلطالما تحمّل عشرات السنين التي لم تأتِ إلا بالفقر والبطالة، وحتى خطة الانقاذ التي تدعونها ما هي إلا “ورقة نعوة” لإفلاس المواطن الذي يدفع يومياً ثمن فشلكم الذريع وسياستكم الرعناء.

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى