مقالات

الحزب يحاول شيطنة الجيش والقائد وأد الفتنة: طرابلس ليست إرهابية

المؤسسة العسكرية دائما في عين استهداف فريق 8 آذار بقيادة حزب الله. هذا الطرف لا يكتفي بتخوين الجيش اللبناني كما فعل بوضوح الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله منذ ايام حين قال “لا يوجد احتلال أميركي في لبنان، بل نفوذ سياسي ومالي وعسكري. ولا توجد قواعد عسكرية أميركية في لبنان، لكن لديهم حضور في المؤسسة العسكرية وهناك ضباط أميركيون في اليرزة والسفيرة الأميركية “لا تتعزّل من هناك ولازقة بالجيش”، بل يسعى ايضا الى زرع شقاق بين المؤسسة والشعب اللبناني في مناطق يعتبرها الحزب “خاصرة رخوة” يمكن من خلالها الدخول بين “الجيش والناس”، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”.

من هنا، تقوى وتخفّ حسب الحاجة السياسية للحزب، الحملاتُ الممنهجة على طرابلس لتصويرها مرتعا للارهابيين وبؤرة امنية ينمو فيها التطرف. وتعمل الماكينة الاعلامية لمَن يدورون في فلك 8 آذار، على تصوير الجيش كـ”بعبع” يريد الانتقام من كل اهالي عاصمة الشمال او المناطق الفقيرة الشمالية ذات الطابَع “السني”، عبر توقيفات عشوائية وملاحقات في حق شبابها وشيبها تكون غير مبنية على اي دلائل حقيقية، علّ هذا السيناريو ينجح في تأليب البيئة السنّية على المؤسسة العسكرية.

قائد الجيش العماد جوزيف عون أدرك ما يحاك، ولمس خطورة ما يتم العمل عليه، فتحرّك سريعا لوأد الفتنة الجاري العمل لايقاظها، في المهد. الثلثاء، جال على الفاعليات الدينية في مدينة طرابلس، حيث التقى في دار الإفتاء مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام في حضور عدد من العلماء والمشايخ. ونوّه الشيخ إمام بتضحيات المؤسسة العسكرية ودورها في حماية الأمن والاستقرار والتكامل بينها وبين المؤسسة الدينية في سبيل خدمة المجتمع ومواجهة هذه الظروف الصعبة.

من جهته، اعتبر العماد عون أنّ لدار الإفتاء دوراً تاريخياً واجتماعياً وسياسياً ووطنياً، ولا سيّما في المحطات المفصلية، مشدداً على رفض مقولة أن طرابلس حاضنة للإرهاب، وقال “إذا غُرّر ببعض الشباب لأسباب اقتصادية، فهذا لا يعني أن طرابلس، هذه المدينة التاريخية ومدينة التعايش، هي إرهابية. أدعوكم كفاعليات دينية في المدينة، تحظون باحترام شعبكم وتقديره، إلى استكمال ما بدأتم به بتوعية شبابنا وأبنائنا من مخاطر الانزلاق إلى المخدرات والجريمة والإرهاب وغيرها، علماً أنّه لا يجوز أن يكون الفقر دافعاً لهذه الحالات الشاذة”.

القائد اذا، تتابع المصادر، عرف كيف يمسك العصا من الوسط، فَدَانَ التطرف وتشدَّد حياله، ولم يبرره ووضع القيادات الروحية امام مسؤولياتها في محاربته، الا انه في المقابل، كان جازما في ان وجود بعض المتشددين في المدينة لا يجعل منها “ارهابية” ولا يجوز تصويرها او التعاطي معها على هذا الاساس، مُطمئنا في كلامه هذا الى ان الجيش ينظر الى الامور بعقلانية وبموضوعية، وفي قرارتِه، لا مكان لظلم أي كان.

وفي عود على بدء، تجزم المصادر ان محاولات “شيطنة” الجيش لن تنجح، وان رهان الشعب اللبناني والمجتمع الدولي، هو عليه فقط لصون السلم الاهلي والدفاع عن لبنان، ولن يتحوّل يوما الى رهان على سلاح غير شرعي…

المصدر
Al Markazia | وكالة الانباء المركزية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى