مقالات خاصة

هل تتحوّل ذكرى  14 شباط إلى تسلّم وتسليم بين بهاء وسعد الحريري ؟!

الإفتتاحية بقلم ج.م

ثلاثة أيامٍ تفصلنا عن الذكرى  السابعة عشر لإغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والتي لن تكون أبداً كسابقاتها لا شكلاً ولا مضموناً، بعد تعليق الرئيس سعد الحريري وتياره العمل السياسي، والعودة المقررة للإبن البكر للرئيس الراحل بهاء الحريري، الذي يُقال بأنه يُحضّر لأوّل إطلالةٍ رسمية له في هذه المناسبة…

وفي هذه المناسبة أعلن نائب رئيس التيار الأزرق الدكتور مصطفى علوش ان الذكرى هذا العام ستقتصر على وقفة رمزية أمام الضريح يُمكن أن يُشارك فيها الرئيس سعد الحريري، دون أن يؤكد إذا كان الرئيس الحريري بصدد القاء خطاب او كلمة في المناسبة، وعن إمكانيّة مشاركة بهاء الحريري في الوقفة، يقول علوش قد يحضر فهو إبن الرئيس الشهيد، ولكن حضوره لن يُشكّل رمزية سياسية له علاقة بتيار المستقبل”.

وفي قراءةٍ سريعة لآخر الأخبار والبيانات فيما بين الشقيقين، نرى أن العديد من المصادر بدأت تُبدي تخوّفها من إنقسام جمهور ” الحريرية السياسية” بين بهاء وسعد،  فمنذ ان أعلن بهاء الحريري، عن عودته القريبة الى لبنان وخوضه العمل السياسي،  بدأت الأسئلة تُطرح حول هوية من سيُحيي ذكرى إستشهاد الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط المرتقب، حتى أن البعض قد تحدث عن إمكانية تنظيم إحتفالين في هذه السنة الأول يرعاه بهاء والثاني سعد والتيار الأزرق، وهذا سيُعبّر بالتأكيد عن واقع الحال الذي وصلت عائلة الحريري اليه، وسط أجواء إرباك وبلبلة تسود تيّار المستقبل ونوابه ومحازبوه الذين لازال البعض منهم بإنتظار الوقت المناسب لإعلان موقفه من الإستمرار  بالعمل السياسي او الإعتكاف ملتزماً بقرار رئيس تياره.

الحقيقة بأن مانشهده اليوم من إنتظارٍ وتخبطٍ وتشتتٍ وإنقسام وحيرة  يُعبّر عن الواقع اللبناني عامةً، وواقع الطائفة السنية خاصةً،  فمع غياب راعٍ لهذه الطائفة والحاجة الملحة لقيادة جديدة بعد إعتكاف الحريري أو (إستبعاده) ، يعتبر البعض أن  الإبن الأكبر للرئيس الشهيد هو الأكثر حظاً، خاصة وأن ملامسته لأوضاع الطائفة لم تعد عن بُعد، فهو بات يرصد بشكل واضح تفاعلات الوسط السني في ساحة المعارضة، معتبراً بأن الإنتخابات ستكون معركة الثورة مع الطبقة السياسية الفاسدة، كرهانٍ منه على التغيير والتجديد، إضافةً إلى مواقفه الواضحة من الحزب  أو من العهد.

وفي إستفتاءٍ أجراه  موقعنا ” قلم سياسي” حول “إلى أين سيتجه جمهور المستقبل في الإنتخابات النيابية المقبلة بحال بقاء إعتكاف الحريري؟”، وتوزيع الأجوبة بين الرئيس نجيب ميقاتي، وبهاء الحريري، والحراك المدني، والمقاطعة، خلصت النتيجة بفوز بهاء الحريري بنسية 94% من أصوات المشاركين في التصويت والذين بلغ عددهم 21856 صوتاً، وهذا إن دلّ فهو يدل على رغبة الشارع السني بمتابعة المسار مع  ورثة الشهيد رفيق الحريري بروحيةٍ جديدةٍ بعيدة عن التحالفات والتنازلات القديمة التي قام بها الرئيس سعد الحريري، والتي إرتدت سلباً على الطائفة السنية، ويتضارب ما يتم تداوله في تيار المستقبل حول رفض حلفاء وجمهور تيّار المستقبل التعاطي مع بهاء الحريري إنتخابياً…

فالواضح اليوم أن الأخ الأكبر يتقدم، في ظلّ تراجع حظوظ الأخ الأصغر سياسياً وإعلامياً وإجتماعياً، بعد العديد من الخيارات الخاطئة التي أفضت الى هزائم لا تعد ولا تحصى، والساحة السنية اليوم لن تبقى خالية، والطريق معبدة أمام بهاء الحريري…

فهل يُعقل ان تتحوّل ذكرى 14 شباط هذه السنة إلى مناسبةً يتمّ فيها التسلّم والتسليم بين الشقيقين؟؟

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى