مقالات

سعيد لنصرالله: خطاب الحاكم المنتصر إدعائي بدون أي نتائج

مظللاً بصورة المرشدين الإيرانيين، الخميني والخامنئي وصورة أخرى لهما من أمامه، كانت مقابلة الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله على قناة “العالم” الإيرانية، التي عكست المشروع الإيراني ومشروع حزب الله بحلم تغيير هوية لبنان ووجهه الحضاري. لم يوفر دروسا ولا تبجيلا بنموذج الحكم الإيراني. وفي حين طمأن إسرائيل بأنه لا يرغب في فتح جبهة معها إلا أنه كان واضحا في تمرير رسائل الحرب والتهديد لدول الخليج والداخل اللبناني ومتوعّداً كل من يطرح مسألة تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1559 ويطالب بنزع سلاح “حزب الله”. ولم يوفر نصرالله مؤسسة الجيش اللبناني التي اتهمها بـ”العمالة” كون قائدها جوزف عون يستقبل سفيرة الولايات المتحدة دوريا!

كل هذه الرسائل لاقاها سياديون في ردودهم وديبلوماسيون حيث كانت تغريدة السفير السعودي وليد البخاري عبر تويتر: “’رَمَتْنِي بِدَائِها وانْسَلَّتْ‘، هذا المثلُ من أكثر الأمثالِ العربيةِ إبداعًا وذكاءً عبر التّاريخ، وينطبقُ على من يجيدُ فنونَ التهريجِ الدعائِي بانتقائيةٍ تجعلهُ يدَّعِي الفضيلةَ ونقيضَها في آنٍ معًا”، مستشهدا بوسم “أبو رغال”. كذلك علّق رجل الأعمال المصري، نجيب ساويرس، على التصريحات التي أدلى بها حسن نصرالله، فسأل: “كيف يساعد كلامك هذا لبنان؟”.

وفي قراءة نموذجية لمجمل كلام نصرالله يصف النائب السابق فارس سعيد مضمون المقابلة بـ”خطاب المنتصر” ويقول لـ”المركزية”: “لقد أراد نصرالله أن يقول للبنانيين والعالم أنه بحجة مواجهة إسرائيل والوقوف في وجه التكفيريين قدمت للبنان ما لم يقدمه أحد، وبالتالي لي الحق أن أبني لبنان على صورتي ومثالي. ومن يعاكسه ولا يقف إلى جانب مشروعه الإيراني في لبنان فهو في صف الأميركيين. وفي حال أراد نزع هذه التهمة عنه يجب أن يكون في صفه”.

ويشير سعيد إلى أن خلفية توجيه أصابع الإتهام إلى قائد الجيش جوزف عون مفادها “إذا كانت لديك الرغبة في الوصول إلى قصر بعبدا والجلوس على كرسي الرئاسة لمدة 6 سنوات فهذا لن يتحقق من خلال التودد والتقرب من الولايات المتحدة ولن يكون عن طريق السفيرة الأميركية شيا إنما عن طريقي أنا شخصيا. أنا الحاكم في هذا البلد. من يكن في صفي ويقترب من مشروعي يقترب من السلطة ومن يبتعد عني ويختر خط السياديين تصبح السلطة حلما لديه”.

إلا أن خطاب المنتصر لا يعني أنه وصل إلى حيث يريد بحسب قراءة سعيد “ثمة نفس ادعائي في خطاب نصرالله وهو لا يوصل إلى أية نتائج. والظاهر أن حسن نصرالله غريب عن لبنان ولا يدرك أنه بالتنوع الطائفي الذي يتميز به، لا يمكن لأية طائفة أوحزب أو تيار أو شخصية مهما علا شأنه، أن يفرض وجهة نظره على اللبنانيين وأن حدود قوة كل طائفة وحزب تقف عند حدود الطوائف الأخرى والأمثلة على ذلك عديدة من عين الرمانة إلى شويا إلى خلده وصولا… إلى الحرب الأهلية”.

ويستشهد سعيد بأمثلة من مرحلة الحرب الأهلية ويقول “العلاقة التي نسجتها الحركة الوطنية بزعامة الراحل كمال جنبلاط مع رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات كانت بمثابة محاولة لجعل لبنان منطلقا للعمليات الفدائية ضد إسرائيل وفشلت. أيضا الرئيس الراحل الشهيد بشير الجميل حاول من خلال علاقاته الإقليمية أن يفرض مشروعا آخر ألا وهو السلام المنفرد مع إسرائيل، في وقت لم تكن هناك جهوزية وطنية وعربية في هذا الشأن. أيضا فشل بدوره. واليوم أيضا نشهد على فشل حسن نصرالله كونه يفرض وجهة نظره من باب الإنتفاخ السياسي”.

من المقاربة إلى المقارنة التي يستنتج منها سعيد التالي: “الهامش اللبناني الذي احتفظ به كمال جنبلاط مع الجانب الفلسطيني المتمثل بياسر عرفات كان وراء عملية اغتياله، كذلك الأمر بالنسبة إلى بشير الجميل الذي حافظ بدوره على هامش لبناني كبير عندما طالب بالـ10452كلم2 ولم يقم سلاما مع إسرائيل بين الكانتون المسيحي من جهة وإسرائيل من جهة ثانية فاغتيل بدوره. حسن نصرالله ألغى الهوامش بين الجمهورية اللبنانية من جهة وحزب الله من جهة ثانية وهو يسعى لبناء لبنان على صورته ومثاله. وهذه الطريق هي الأقصر لخروجه بأسرع وقت ممكن من الحياة الوطنية

المصدر
Almarkazia - المركزية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى