سياسةمحلي

هوكشتاين غادر…والموازنة أقرت بعجز ٧٠٠٠ مليار!

على ثلاثة محاور توزعت الاهتمامات اللبنانية اليوم، بعدما تركزت في اليومين الماضيين على جبهتي خطاب امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله وقداس عيد مار مارون بما تضمن في الشكل والجوهر. ملف ترسيم الحدود الذي نقل الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين ما في جعبته ازاء جديده للمسؤولين وغادر الى تل ابيب، في انتظار جواب لبنان “بفروعه الثلاثة” وملف موازنة الـ2022 التي اقرت في جلسة مجلس الوزراء بعدما خضعت لمعاينة اخيرة في قصر بعبدا اضافة الى قضية تفجير مرفأ بيروت التي ادخلت قضائيا في “موت سريري” فقرر اهالي الضحايا انعاشها بالتصعيد.

الانظار اذا اتجهت الى جلسة مجلس الوزراء التي بدأت في الثانية في قصر بعبدا والتي انتهت باقرار الموازنة. فقد رأس رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الجلسة في حضور رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والوزراء، وهي خصصت، بحسب “القصر”، للبدء بدرس مشروع موازنة العام 2022، حيث سيعرض الرئيس عون ملاحظاته على المشروع وبعض النقاط التي يراها ضرورية في هذه المرحلة.

وقال الرئيس ميقاتي بعد الجلسة ان وزير المال سمى الموازنة موازنة تصحيحية لمرحلة انتقالية، وهي الخطوة الأولى في مسار التصحيح المالي وهناك ورشة حول خطة التعافي الاقتصادي، ومن ثمّ سنناقش حملة سندات اليوروبوندز من أجل الوصول إلى تسوية ومن ثم إعادة هيكلة المصارف. واشار الى عجز 7000 مليار ليرة لبنانية في الموازنة قائلا: ننتظر مناقشتها في مجلس النواب.

ليس بعيدا، دعا ميقاتي “جميع اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم الى التعاون مع هذه الحكومة في مهمتها الواضحة، كي لا اقول الصعبة، وهي وقف الانهيار والعمل لانجاز خطة نهوض تضع لبنان على سكة التعافي والاستقرار، وتشرف على اجراء الانتخابات النيابية في موعدها، باعتبارها استحقاقا دستوريا اساسيا وفرصة للتغيير الذي يأمله اللبنانيون”. وشدد في خلال رعايته اعادة افتتاح المكتبة الوطنية في الصنائع بعد الانتهاء من اعمال ترميم البناء الذي تضرر اثر انفجار مرفأ بيروت على “اننا نأمل في الفترة القليلة المقبلة ان نطلق البرنامج الوطني للتعافي الاقتصادي والمالي بعد انجاز المفاوضات مع صندوق النقد الدولي. وهذه الخطوة من شأنها باذن الله ان تضع وطننا على طريق الحل التدريجي الذي سيعيد لوطننا عافيته واستقراره”. واكد “ان الإصلاحات ليست مطلوبة فقط من صندوق النقد الدولي بل هي ضرورية لمصلحة لبنان وهي مناسبة لنقوم بها، وستكون موجعة لسوء الحظ ولكننا مضطرون ان نمر بها للوصول الى الضوء والخروج من النفق”.

ماليا ايضا، يتحرّك رئيس جمعية مصارف لبنان سليم صفير على أكثر من جبهة في محاولة للحدّ من تداعيات الأزمة المالية على المصارف والمواطنين، كما إعادة تمتين العلاقات الدولية مع القطاع الخاص اللبناني عبر زيارات دورية ولقاءات مع سفراء، آخرها مع سفير جمهورية التشيك، وذلك بحسب بيان صادر اليوم عن مكتب صفير.

وليس بعيدا، انتخب مجلس إدارة مصرف الإسكان السيد أنطوان ألفرد حبيب رئيساً ومديراً عاماً للمصرف لمدة ثلاث سنوات خلفاً للرئيس السابق جوزيف ساسين، وذلك خلال جلسة عقدها اليوم.

على صعيد آخر، بقيت محادثات الوسيط الاميركي لترسيم الحدود آموس هوكشتاين في الواجهة، خاصة وان طروحاته يفترض ان يحدد الجانبُ اللبناني موقفَه منها. وعلمت “المركزية” ان هوكشتاين غادر الى إسرائيل لوضع المسؤولين في تل ابيب في حصيلة اجتماعاته في بيروت. ويفترض ان يأتي الجواب اللبناني على مقترحاته بعد اسبوعين اي ان الوقت ضاغط والموفد يريد ردا سريعا: فاما يسير لبنان باقتراح هوكشتاين ، اي النقطة ٢٣ مع بعض التعديلات، او فإن الوساطة الاميركية قد تتوقف. ووفق ما تقول مصادر مطّلعة لـ”المركزية”، ثمة ضغط دولي وليس فقط أميركيا، لإيجاد حل سريع لمسألة ترسيم الحدود بين بيروت وتل ابيب.

اليوم، استقبل ميقاتي الوزير السابق الياس بو صعب في السراي الحكومي. أثر اللقاء أعلن بوصعب: “ناقشنا نتائج زيارة الوسيط الأميركي للمفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية اللبنانية آموس هوكشتاين، وقمنا بتقييم للاجتماعات التي تمت، وأين هي مصلحة لبنان، وماهية الخطوات المقبلة لهذه الزيارة”. وإعتبر “أن هناك خطوة للأمام في ما قدمه الوسيط، ولكن لاشيء نهائيا بعد، وسنرى كيف ستكون نتائجها، هناك أمور يجب أن تستكمل داخليا، كما أن هناك أمورا سيقدمها هوكشتاين لاحقا”. وإستقبل الرئيس ميقاتي النائب وائل بو فاعور.

قضائيا، ذوو ضحايا المرفأ يصعّدون. فقد اعتصم أهالي الشهداء والجرحى والمتضررين من انفجار مرفأ بيروت، أمام قصر العدل في بيروت، ورفعوا لافتات وأعلاما لبنانية وصور الشهداء وأقفلوا مداخل قصر العدل. وبعد تدافع مع عناصر قوى الأمن نجح الاهالي في الدخول الى قصر العدل فافترشوا ارض الباحة معلنين “اننا باقون هنا الى ان نأخذ الجواب المناسب”.على الاثر، التقى وفدٌ من أهالي ضحايا تفجير ٤ آب رئيس مجلس القضاء الاعلى سهيل عبود، الذي طمأنهم عن حسن سير عمل القضاء، ونفى معلومة تقاعد القاضية رولا المصري نهاية الشهر الجاري، طالبًا منهم مغادرة القصر. وكان الاهالي طالبوا بـ”دعم العدالة والإسراع ببت طلبات الرد التي تعرقل مسار التحقيق ومسار العدالة، ودعم القاضي العدلي طارق بيطار لاستئناف عمله وتحقيقاته بعد ان كف يده لمدة شهرين بسبب بت طلبات الرد”. كذلك طالبوا القاضية رولا نصري بـ”عدم تمييع قضيتهم من خلال التأخير في البت بهذا الموضوع.

انتخابيا، رأى عضو المجلس المركزي في “حزب الله” الشيخ نبيل قاووق أن “لبنان بات ساحة مستباحة للتدخلات الخارجية وفي مقدمتها التدخلات الأميركية والسعودية، حيث أن مسؤولين سعوديين وأميركيين يجولون في مختلف المناطق، ويعقدون لقاءات انتخابية لتحديد المرشحين وتركيب اللوائح وإدارة الحملات الانتخابية”. وأشار إلى أن “خلاصة التدخلات الخارجية هي التحريض على حزب الله وبث الأكاذيب للتشكيك بموقفه من الانتخابات النيابية المقبلة”، مؤكدا أن “موقف حزب الله الواضح والحاسم، هو أن لا تأجيل ولا تطيير للانتخابات، وهذا الموقف غير قابل لأي تأويل أو تحريف”. ورأى أن “حملات التحريض على حزب الله هي حملات مدفوعة الثمن، وسيرتفع من منسوبها مع كل اقتراب من موعد الانتخابات النيابية”، موضحا أن “النظام السعودي في لبنان يؤمن الخائن ويخون الأمين”.

الى ذلك، أكد نائب رئيس تيار “المستقبل” النائب السابق مصطفى علوش، أن الوعد الذي قطعه الرئيس سعد الحريري على قيادة تيار “المستقبل” هو أن يعود إلى لبنان قبل 14 شباط الجاري لعقد لقاء مع أعضاء “المستقبل” ومن أجل ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، ولكن حتى الساعة تاريخ عودته ليس واضحاً. وأشار علوش، في حديث إلى “صوت كل لبنان”، إلى أن مسألة إلقاء الحريري كلمة في الذكرى لا تزال قيد البحث إنما ستكون هناك وقفة رمزية، مرجّحاً أنه إذا تحدّث الحريري فسيكرّر ما قاله سابقاً مع تقديم بعض التوضيحات والتفاصيل المتعلقة بالمرشحين الذي كانوا سابقاً على لوائح تيار المستقبل ويعلنون اليوم ترشحهم. وعن سدّ الفراغ الذي تركه تيار “المستقبل” على الساحة السنيّة، أشار علوش إلى أن “الأمور متروكة لخيارات الناس وهناك محاولة جدية من قبل عدد من الشخصيات لإيجاد بوصلة عامة كي لا تحصل شرذمة على الساحة السنية”.

الى ذلك، زارت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانّا فرونِتسكا، منطقة جنوب لبنان، حيث جالت في صيدا، البيساريّة، الصرفند، وعمرا. وزارت مديريّة الأمن العام، وملجأ جماعيّا وتحدّثت مع أسر لبنانيّة ولاجئة تدعمهم الأمم المتحدة وشركائها. وشدّدت المنسّقة الخاصّة على أهميّة الحفاظ على الإستقرار والتماسك الإجتماعي في لبنان على الرغم من الأزمة الإجتماعيّة والإقتصاديّة الحادّة، وعلى الإلتزام القويّ للأمم المتّحدة بعدم إهمال أحد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى