مقالات

نصرالله يخوّن المؤسسة العسكرية وكل من لا يبارك سلاحه

اذا كان انتقاد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في مقابلته مع التلفزيون الايراني الثلثاء للورقة الكويتية – شكلا حيث اعتبرَ “غيرَ مناسب أن يتم التعامل بإلزام لبنان بالرّد خلال وقت مُحدّد”، ومضمونا حيث رأى أنّ كل من يطالب بتنفيذ هذا القرار الدولي إنما يستخدم “مصطلحات العدو وأدواته” – اذا كان متوقَّعا وغيرَ مستغرب كون الورقة تطال بالمباشر سلاحَ الحزب وانتشاره العسكري الاقليمي، فإن كلامه حمل جملة معطيات تعكس تناقضات كبيرة في خطاب حزب الله تُظهر وضعيةَ “تخبّط” غير مريحة يقف فيها اليوم، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”.
فنصرالله كاد يعتبر المؤسسة العسكرية عميلة وقد صوّب على التواصل الدائم بينها والاميركيين، فقال: لا يوجد احتلال أميركي في لبنان، بل نفوذ سياسي ومالي وعسكري. ولا توجد قواعد عسكرية أميركية في لبنان، لكن لديهم حضور في المؤسسة العسكرية وهناك ضباط أميركيون في اليرزة والسفيرة الأميركية “لا تتعزّل من هناك ولازقة بالجيش”. والسؤال الذي يفرض نفسه هنا هو: هل يريد حزب الله معادلة الجيش والشعب والمقاومة التي يصر على ادراجها في كل بيان وزاري ويستخدمها في كل مواقفه لاضفاء شرعية على سلاحه على اعتبار انه يتكامل وسلاح الجيش، ام انه تخلى عنها او استبدلها بـ”بعض الجيش، الشعب، المقاومة ” وربما ايضا “بعض الشعب” بما أنه يخوّن كل من لا “يبارك” سلاحه؟!

الى ذلك، اعتبر نصرالله أنّ “قرار رئيس تيار المستقبل سعد الحريري مؤسف والتواصل والتعاون سوف يستمر مع المستقبل وغياب تيار مثله له تأثير كبير على الانتخابات”… وهنا سألت المصادر : ماذا فعل الحزب على مدى أشهر كان خلالها حليفاه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل يمنعان الحريري من التأليف؟ هل حرّك ساكنا حينها؟ وايضا، هل أوقف تحويل لبنان ساحة لايران وأوقف تدخلاته في شؤون الدول العربية، متجاوبا مع نداءات الحريري الدائمة في هذا الشأن، قبل ان يعرب عن “أسفه” لقرار الحريري اليوم؟ وبعد، هل سلّم الحزب قاتلَ الرئيس رفيق الحريري سليم عياش الى العدالة ام لا يزال يعتبره قديسا ؟

انتخابيا، لفت نصرالله الى أنّه “حتى الآن المشهد غير واضح ويجب أن ننتظر لنرى الأمور إلى أين تذهب”، مشيرا إلى أنّ “الحديث والتكهنات عن الغالبية لا داعي حالياً لها ولا يزال هناك وقت للانتخابات والأكثرية ببعض النواب لا تؤدي إلى تغيير جوهري . واذ صوب على التدخلات الاميركية في الاستحقاق، قال: يجب أن نحمي المقاومة من خلال الانتخابات بغض النظر عن الاكثرية ويهمنا أن يكون أصدقاؤنا في البرلمان كثرا لتشكيل دفاع عن المقاومة”. وفق المصادر، حديث نصرالله لا يؤشر الى ارتياحه لأرقام حلفائه في الاستحقاق المرتقب، بل على العكس. وإن كان سكور الحزب لن يهتز فإن عدد نواب حلفائه وابرزهم التيار البرتقالي سيتراجع وفق ما تظهره كل استطلاعات الرأي. وبما ان نصرالله قال بوضوح انه يحتاج الاكثرية لتبقى غطاءً للحزب وسلاحه، اي لـ”علّة وجوده”، فان المصادر تعرب عن خشيتها من ان يكون الحزب الذي يخفف في الظاهر من اهمية الاستحقاق النيابي ونتائجه، يعمل في الخفاء، على تطييره، إن لم يتأكد انه وحلفاءه، سيعودون الى البرلمان متحكّمين بأكثريته

المصدر
Al Markazia | وكالة الانباء المركزية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى