عقلية مريضة ليس بذنب أحد أن يكون ضحيةً لها …

الإفتتاحية بقلم غادة طالب
فكيف إذا كانت الضحية قاصراً ولم تتجاوز ال 15 عاماً ؟!
لم تمض أشهر على قضية الأستاذ المتحرش في إحدى الثانويات في طرابلس … لتعود و تهز الشارع الطرابلسي قضية أخرى مجرمها أستاذ آخر و ضحيتها طالبات قاصرات لم يتجاوزن ال 15 عاماً …
ممارسات لا أخلاقية و إنتهاكات جنسية تعرضت لها الطالبات من شخص من المؤكد أنه غير سوي …
شخص راودته نفسه أن يقدم على فعل مقزز كهذا بقاصرين أقل ما يقال عنه أنه مريض … أكيد أن هذا لا يعني أنه لو كانت الضحية راشدة كان فعله إعتبر مبرراً … فلا تبرير للمتحرش لا اللباس ولا الجسد المغري للضحية و لا أي شيء يبرر فيه تصرفه المريض , و إن فكرنا لثوانٍ بهذا التفكير و التبرير المقرف كتصرفه لوجدنا إنتفاءه التام في هذه الحالة …
فالضحية هي قاصر أي أن مفاتنها الأنثوية لم تتكون بعد , و إن إعتبرنا أن عقليته غير السوية تتحرك مشاعرها لمجرد رؤية أي جسد فإن هذا الجسد مغطى بلباس مدرسي !
فكيف لمدرس من المفترض يكون قدوة وحامي للأمانة التي منحه إياها الأهل أن يكون مجرماً و خطراً كبيراً على هذه الأمانة ؟!
و كيف لشخص من المفترض أنه مثقف و متعلم و واعي أن يمتلك الجرأة القادرة على القيام بفعل مؤذٍ كهذا … غير آبه بعواقبه , غير مبالٍ بالضحية و صغر سنها و مستغلاً في الكثير من الأحيان عدم فهمها التام بما تقوم به شخصيته “السيكوباتية ” كما يعرفها علم النفس .
المتحرش بحسب إحدى استشاري الطب النفسي هو شخصية غير سوية تسير فوراً خلف أفكاره اللحظية دون التفكير النهائي فى عواقب هذه الأفكار و تتميز هذه الشخصية بوجود نمطية وتكرار للفعل الخاطئ، لذلك فإن الشخص الذى يقوم بفعل التحرش الجنسي لمرة واحدة على الأرجح سيفعله مرات متتالية…
ختاماً لا علاقة للوعي و الثقافة بهذا التصرف , و الأمر الأهم أن لا علاقة ولا ذنب للضحية في عقليته المريضة …
التحرش جريمة يجب أن يعاقب فاعلها و يجب عدم السكوت عليها أبداً … فالسكوت سيجعله يتمادى في أفعاله أكثر !
لذلك بلغي و إفضحي … فأمثال هؤلاء يستحقون العقاب …