على رغم الوطيس الانتخابي المستعر، والاستعدادات الناشطة لخوض غمار الاستحقاق المرتقب في الخامس عشر من أيار المقبل، وارتسام العديد من التحالفات على ارض الواقع، الا ان الشكوك في اجراء الاستحقاق ما زالت تعتمل في نفوس البعض من القوى السياسية والحزبية، التي لا تريد الوصول الى هذه المحطة المفصلية في عملية التغيير السياسي والديموقراطي. وتحدد مصادر سياسية معارضة طرفين اساسيان يسعيان لتأجيل الانتخابات هما التيار الوطني الحر وحليفه حزب الله لخشيتهما من خسارة الفريق العوني الاكثرية النيابية المسيحية، استناد لاستطلاعات الرأي الاستباقية وتوجهات الناخبين. وهي تعزو ذلك الى تراجع شعبية التيار بسبب سلوكيات وسوء اداء العهد واستمرار تغاضيه المستمر عن سلاح حزب الله اضافة للسبب المهم الاخر وهو الخلاف المستحكم بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ووريثه السياسي الوزير جبران باسيل مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري وفشل جميع محاولات مصالحتهما من قبل الحزب وغيره، الامر الذي انعكس سلبا على قيام اي تحالف بين الاطراف الثلاثة التيار الوطني الحر وحزب الله وحركة امل، على غرار التحالف في الانتخابات النيابية السابقة، ما زاد من ضعف وتراجع حظوظ التيار بالفوز، واعطى انطباعا مسبقا بخسارة حتمية في حال جرت الانتخابات في ظل هذه الخلافات.
عضو تكتل لبنان القوي النائب أسعد درغام يقول لـ”المركزية”: “إن الكلام عن وجود رغبة لدى التيار لتأجيل الانتخابات النيابية ياتي في سياق الحملة الاعلامية والسياسية التي يتولاها البعض للنيل من العونيين عشية الاستحقاق. كما أن الحديث عن عزم التيار تقديم اقتراح قانون لتعديل قانون الانتخابات واعادة تضمينه الدائرة 16 الخاصة بالمنتشرين يصب في اطار هذه الحملة المغرضة، والصحيح هنا ان التيار في احد أجتماعاته تطرق الى الموضوع، لكنه سرعان ما صرف النظر عنه احتراما لقرار المجلس الدستوري”.
وعن تراجع شعبية التيار يلفت درغام الى أن الاستطلاعات التي يستند اليها البعض للحديث عن ذلك غير صحيحة وهي غب الطلب والسعر كما يقال.
وعن التحالفات الانتخابية التي بدأت ترتسم في الافق يقول: “قبل أن يحدد الرئيس سعد الحريري خياراته النهائية من الموضوع في الكلمة التي سيتوجه بها الى اللبنايين وتحديدا الى الطامحين من تيارالمستقبل لخوض غمار الانتخابات في ذكرى اغتيال والده، لا يمكن الحكم على المسار الانتخابي ونتائجه، سيما وان هناك حديثا عن امكانية مشاركة مقنعة له ولتياره في الاستحقاق الانتخابي لعدم ترك الساحة لمناهضيه وأخصامه”.
