سياسة

الصايغ : رئيس الجمهورية يظهر وكأنه بموقع المغلوب على أمره

اعتبر نائب رئيس حزب الكتائب د. سليم الصايغ في حديث لبرنامج “صالون السبت” عبر إذاعة الشرق ان كلام المسؤولين لا سيما كلام رئيس الجمهورية يظهر وكأنه بموقع المغلوب على امره، المعذّب والضحية، في وقت امتهنوا جميعًا هذا الدور وحوّلوا انفسهم من الجلاّد الى الضحية، مضيفًا:” الموضوع لن يمر، المطلوب خطوات واضحة من لبنان اذ لا وقت للتلاعب والمناورة ونحن على مشارف ليس فقط نهاية العهد قد يكون نهاية لبنان القديم وبزوغ لبنان الجديد”.
وتابع:” نعمل على البدائل، ولن نقف على الاطلال وننسحب، ونأسف على بقايا الحثالة التي اودت بلبنان وهؤلاء قليل فيهم وصف السارقين والخاطفين والارهابيين فمن يخطف مجموعة صغيرة هو ارهابي لكن من يخطف وطن لم يجد القانون الدولي توصيفًا له بعد، ما نسمعه باللقاءات مع الناس من كافة الفئات والاحزاب يشير الى احباط كبير، الناس صدّقتهم ووعدوها بحلم وواقع واصلاح ما وبتغيير ما، هناك غضب كبير ونعمل اليوم لتحويل الغضب الى طاقة تغييرية حقيقية ويجب قلب الطاولة حقيقة وذلك لا يتم بالكلام المعسول والادبيات المعهودة انما يجب تسمية الاشياء بأسماها، هناك انقسام عامودي بين من يريد لبنان الدويلة والتقوقع والابتعاد عن العالم وبين من يريد لبنان سويسرا الشرق وقبلة الانظار، لذلك واجبنا خلق بدائل”.

وردًا على سؤال حول حرب البيانات والخلاف بين رئيس الجمهورية وحاكم مصرف لبنان، قال الصايغ:” يخترعون معارك بين مع او ضد رياض سلامة مع او ضد الرئيس وهذا لا يجوز، اذ هناك شعب ضحية وبالنتيجة هناك سلطة سياسية هي المسؤولة الاولى امام الشعب فإذا سلامة الذي يأتمر بأمر السلطة السياسة مخطئ فليحاسب نحن في نظام ديمقراطي وهناك اصول ولدينا اهم قضاة في لبنان وجسم قضائي متماسك، ولكننا اعتدنا على عقلية “مرقلي تمرقلك” فالناس لم تنتخب رياض سلامة انما انتخبت السلطة السياسية والجنرال عون واعطته النيابة في كسروان والثقة مرتين وكتلة نيابية وسمحت له مع حلفائه بالتسوية ان يصل الى الرئاسة، فكيف لا يمكنه محاسبة موظف؟، الرئيس يتصرف بطريقة ضعيفة، الرئيس لا يشتكي ويتذمر الرئيس يحكم وفي حال كان غير قادر على الحكم فليذهب الى بيته وما يحصل لا ينم عن قوة انما عن مهزلة فما هو المشهد الذي نظهره للدول؟”.
وردا على سؤال، حول الجدل الحاصل بموضوع سلفة الكهرباء، قال:” يجب فصل الكهرباء عن الموازنة لانه يثقلها بالخسائر، وخطة الكهرباء الموضوعة من 10 اعوام لم تعد تصلح لذلك يجب اعادة النظر بالخطة، المنظومة السياسية قامت بوضع خطة وجاءت ببواخر مرحلية ونحن نأسف انهم بكل وقاحة لا يزالون يطرحون نفسهم في المعترك السياسي وهم انفسهم من مدوا خطوط التوتر العالي فوق رؤوس الناس وفرضوها على الناس بصفقة غير مقبولة، كما انهم هاجموا البواخر وعادوا للدفاع عنها ولا يزالون في خطابهم السياسي، كما لا يزال هناك من يصفق لهذا النهج”.
وتابع:” الدول الصديقة عينها على الطاقة وهناك عروض لاتزال قائمة للنهوض بالقطاع وبالنتيجة نتطلع لان يكون هناك حل كامل ومتكامل وجذري وليس الترقيع، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ليس بعيدا عن هذا الموضوع فعند تشكيل الحكومة وبدعم دولي من العناوين الاساسية كان اصلاح الكهرباء وهو التزم به”.
وعن زيارة وزير خارجية الفاتيكان، اشار الصايغ الى ان الرسائل كانت واضحة وتكلم باسم دولة الفاتيكان وقال للمسؤولين السياسيين من قصر بعبدا غلّبوا المصلحة الوطنية على الخاصة كما ان المسيحيين في لبنان ليسوا فقط بخطر الزوال انما لبنان كله، مضيفًا:” لم يتكلم عن وجود المسيحيين انما عن حضورهم وذلك من اجل رسالة لبنان الى العالم لاهميتهم في بناء الحضارة المشتركة، اذ في حال اندثارهم فهناك خطر على حوار الحضارات في العالم لذلك عليهم ان ينقذوا النموذج اللبناني من هذا الخطر الحقيقي وهذه رسالة الفاتيكان فالحضور المسيحي في لبنان هو صاحب الدور التفاعلي والحواري مع الآخرين”.
وتابع:” على الشعب اللبناني ان يقرر في الانتخابات وان تنتصر المواطنة والحرية على هذا الهذيان والتفرقة”.
وردا على سؤال حول مقال الصحافية رندة تقي الدين اليوم في النهار والموقف الفرنسي الذي نقلته، قال الصايغ:” انه تطور نوعي كبير في موقف الفرنسيين الذين كانون يميزون بين الارهاب والعمليات الارهابية، ان لبنان بلد مخطوف ونحن رهائن وعلينا ان نتجه اكثر نحو مقاومة هذا الاحتلال للقرار اللبناني كما اصبح واضحا المقاومة السلمية المدنية في صندوق الاقتراع ومن هنا ما اطلقه حزب الكتائب “ما منساوم””.

وتابع:”  بالشرق نتغنى “بالقدرية” واستعمال عبارات تسمح احيانا بتخطي الازمات عندما يكبر الضغط على الانسان، ولكن هناك خط فاصل رفيع بين الصمود عبر “القدرية” والاذعان وما نقوله ان بالجوهر والاساسيات اي بين السيادة واللاسيادة بين الحق والباطل والصح والخطأ لا يجب ان يكون هناك اي مساومة اذ لا يمكننا ان نساوم بين الوطن واللاوطن، وكنت اتمنى ان يكون لدينا قبطانًا يقودنا الى جهنم ويخرجنا منها ولكن من يوجه بوصلة السفينة هو المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية في لبنان السيد حسن نصرالله وهو قبطان سيء اذ يُدخل نفسه الى جهنم والوطن بأكمله، ولا يعرف كيف يخرج من الموضوع، واليوم هناك حفلة عض اصابع كبرى بين لبنان والدول غير الراضية على تصرف ايران، ويعتبرون ان كلما شدوا الخناق على لبنان الرهينة كلما استسلم، ولكن لبنان لن يكون ورقة للمقايضة وزيارة وزير خارجية الفاتيكان اتت لتُفهم الجميع للقاصي والداني ان لبنان فوق المقايضات وعليه بركة دولية وليس متروكا، ومن هنا بيان مجلس الامن الذي تحدث بأمور مهمة وطلب من الحكومة التفاوض مع صندوق النقد والالتزام بالقرارات الدولية واعلان بعبدا واجراء الانتخابات، ونحن اليوم نرد عليهم ونقول: “تفضلوا خذوا الخطوات اللازمة اذ هناك اجماع دولي على ضرورة انقاذ لبنان من نفسه”.
واضاف:” نحن لن نساوم ونحن يمكننا ان ننظر الى اولادنا بكل طمانينة وعزة  ونقولهم لهم انكم يمكنم الافتخار بنا لاننا لم ولن نساوم على الجوهر والحق والحقوق ليكون لبنان بلد يليق بك”.
وردا على سؤال حول الاوضاع الامنية المستجدة من جريمة القتل في أبلح واختطاف الطفل ريان من جبيل، قال الصايغ:”الضغط المعيشي يخرج الناس عن السيطرة وهذه الحالة معممة في الكثير من البلدان فكيف بالحري بلبنان، وان اخشى  الذهاب الى خطر على الانتظام العام وخصخصة الامن، واتوقع اننا ذاهبون الى الامن الذاتي بخطى ثابتة فهناك ضعف كبير بالتغطية الامنية الوقائية خاصة ويجب التعاون مع السلطات المحلية للذهاب الى الامن الذاتي المنظم وانا هنا لا ادعو الى العودة الى ميليشيات بل الى تطبيق مؤسس للامركزية ضمن ما يسمح به القانون”.
اما عن تعليق الرئيس سعد الحريري نشاطه السياسي الانتخابي، قال:” الطريقة التي اراد من خلالها الخروج من اللعبة السياسية اللبنانية طريقة هو اختارها والاكيد انه وصل الى نتيجة واضحة والطريقة جريئة لمواجهة كوادره والشعب ووضعها بإطار وطني وليس في اطار مصلحي خاص بغض النظر عما سمعنا بقضاياه الخاصة ولكن خروجه من السياسة بهذا الشكل هو خطوة تاسيسية  بحد ذاتها تترك الابواب مفتوحة لمستقبل ما لعودة ما سياسية، وهو اعترف بشكل واضح ان ربط النزاع مع الحزب قد يكون اجّل الحرب الاهلية ولكنه لم يأت بالنتائج المرجوة وبعد القراءة العميقة لتجربة 14 آذار وصل الى ما طالما كررناه بان لا يجب  ” ان نساوم” “.
واضاف”: هناك عدم ادراك ان ما حصل بالتسوية الرئاسية ليس امرا عابرا، والحريري قام بقراءته ولكن هذه القراءة هي اكثر من جردة حساب بل هي تأسيسية لما بعد وبالتالي فان اي شخص سيدخل الحياة السياسية من الموقع السني لا يستطيع ان يتجاوز خطاب التنحي، ما يعني ان حزب الله اصبح اليوم مكشوفا بالكامل ولم يعد يستطيع الاعتماد على المعادلة القديمة، كما لا يصح بالسياسة والوطن في اللحظات المصيرية العودة الى المساومات المعهودة التي  ان اوصلتنا الى الخراب، واؤكد ان الدستور والميثاق الوطني هي التسوية المشرفة التي تغلّب المصلحة العامة على الخاصة لا كما حصل في تسوياتهم السطحية”.

وعن زيارة وفد الكتائب الى دار الفتوى والتي تبعتها بزيارة من رئيس الجمهورية، قال:”هناك مرجعيات وطنية مفقودة في لبنان اليوم، وذهاب الرئيس عون الى المفتي لانه شعر انه اصبح مكشوفا بشكل كبير وليقول ان لديه جسر ممدود مع السنة في لبنان”.
وتابع:” أما زيارة الكتائب الى دار الفتوى، فأتت من منطلق خوفنا من حالة الاحباط التي تصيب لبنان والسنة في لبنان وراينا انه من واجبنا الاطمئنان وان نطمئن المفتي انه لن يمكن ان نتصور لبنان من دون الشريك القوي ولا عيش معا بدون شريك واندماج للمكون الكبير السني وان ينغمس في العملية الدستورية والنظام، مع مطالبتنا ان النظام يجب ان يتطور ولا يجوز الانكفاء، ورأينا جواب المفتي شافٍ وفي العلن، ونحن معجبون بشخصيته وبحكمته وبمقاربته للامور فهو يتكلم بالوطن وليس بالسياسة ويذكّرنا بالبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي يتكلم بالوطن وشعرت انما امام قامة وطنية كبيرة “.

وأضاف:” السؤال الذي يجب ان نطرحه على انفسنا: ماذا نريد؟ نريد انتخابات لاننا نريد الحرية ويجب فضح المنظومة والتحضير اذا فشلوا الانتخابات للانتقال من المعارضة التغييرية الى المقاومة التغييرية، فنحن قررنا العيش حياتنا في هذا البلد، وان احدا لن يضرب ارادتنا وكرامتنا مهما كلف الامر ونح متجذرون كالارز في الوطن نحاكي قمم الجبال والمعرفة والعلم في العالم ولن يستطيعوا اقتلاعنا بتسوية، هم يحاولون زرع الاحباط وخوض الحرب بدون اي رصاصة وتحويلها الى نفسية لذلك يجب ان يعلموا ان هناك شعبًأ لن يرضخ وبعد كل ما حصل سنبقى”.

وقال:” كلمة الحرية تدخل الى كل بيت في كل المناطق اللبنانية، وهي ليست حكر على اي حزب وطائفة، الناس تريد كلاما وافعال واضحة ونحن سنبقى في لبنان، اللبناني بكل فئاته متعلق بمفاهيم الكرامة والعز، ولا احد يمكن إلغاء الآخر وفرض ارادته وهذا ما سمعناه من المفتي عبد اللطيف دريان، فقد رأينا صلابة وقوة وعزة ووجدنا انفسنا في هذا الكلام والتقينا معه على مبادئ البلد الذي لا يقوم الا اذا آمنا بالقيم المشتركة التي تجمعنا”.
وعن ردة فعل حزب الله على الزيارات الدولية الى لبنان، قال:” نحن ذاهبون الى مسار تغيير واضح هو الانتخابات النيابية، وفي حال يريدون الغاءها فسنغيّر المعادلة السياسية التي ضربت لبنان واسقطته على رأس اللبنانيين، نحن نريد تكوين بديل عن المنظومة التي ضربت وخربت البلد والتي غلبت مصالحها الحزبية الضيقة على المصلحة العامة ويريدون تدمير انجازات الثورة العظيمة من اجل حصول على مقعد، المشهدية يجب ان تظهر ان من ضرب لبنان يجب ان يحاكموا وان يأتي البديل، والارقام تؤشر الى هذا الواقع ونحن قادرون على احداث تغيير”.
واشار الى صنفين من الناس ترضخ، الصنف الاول لانه تعب فيستسلم وعدده قليل، والصنف الاكبر منهم هم ضعفاء النفوس تجار اوطان وسياسة يبيعون كرامتهم من اجل حفنة من الدولارات، ونحن اليوم نعوّل على المرأة اللبنانية التي هي الضمانة ضد الفساد “.

وردا على سؤال، قال الصايغ:” انا فخور بترشحي على مقعد كسروان الفتوح جبيل، وهناك علاقة محبة واحترام وارض مع الاهالي، نحن لدينا احصاءاتنا الداخلية لاننا من اكثر الاحزاب التي لديها انتشار في النسيج الاجتماعي اللبناني ولدينا مرصد انتخابي واجتماعي يعطينا بدقة توجهات الرأي العام وهذا عمل داخلي لا ينقطع ورصد دائم يزودنا بتحولات مزاج الراي العام، ونحن نسعى الى تكوين الراي العام عبر اشاعة الوعي والنقاش لبلورة صورة المستقبل لذلك لا نساوم على قناعاتنا مقابل ومزاجية تقلبات الراي العام، وما نكتشفه على الواقع على الارض ان الكثير من الناس نقول لنا اننا كنا على حق، لكن المهم اليوم ترجمة الحق الى قوة”.

وتابع:” نحن في قلب المواجهة كما نحن في حرب اهلية باردة منذ سنوات بين مشروعين بين مشروع الدول والدويلة في ظل المتغيرات الدولية والاقليمية، لذلك نحن امام اقفال الملف اللبناني وهذا يكون اما بنموذج حزب الله اليوم او النموذج الآخر وعلينا كلبنانيين ان نأخذ الخيار الصح.”

وعن الورقة الكويتية، اعتبر الصايغ ان اهميتها في هذا الظرف انها وجدت ليس اهميتها بنتائجها وهذا يعني ان الجميع اخذ علم وخبر ان لبنان غير قادر على الالتزام بالتعهدات الدولية وقد يكون الاعتراف بلبنان دولة فاشلة، والاهم طريقة رد الدولة اللبنانية التي كشفت انها غير قادرة على بسط سلطتها عل كافة اراضيها، وبالتالي اي دولة بالقانون الدولي لا قدرة لديها على بسط سلطتها على كل الاراضي ترتب عليها نتائج كبيرة .
وتابع:” لا احد يتأمل ان تعطي المبادرة نتائج عملية ملموسة “.
وردا على سؤال حول التحقيق بتفجير مرفأ بيروت، قال:” اذا كان هناك اي مساومة سنطيح بأطرافها، فهم لو استطاعوا لاطاحوا بالمحقق العدلي القاضي طارق البيطار، واتمنى ان يرتفع عون الى مستوى خطاب القسم الذي اعلنه بعد ان تم انتخابه”.
وابدى خشيته من مقايضة ما للتهرب من التحقيق وكف يد البيطار والافلات من العقاب، مؤكدا ان هذه معركة قائمة سيتم مواجهتها بكل الوسائل، ومحذرا من اي مقايضة ومساومة.
وعن الموازنة، اعتبر الصايغ انها موازنة تضخمية غير قابلة للتطبيق، مبديًا تخوفه من ان تموًّل السياسات التضخمية التي تفقد العملة من قيمتها واعطاء هدايا انتخابية.

المصدر
المركزية

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى