مقالات

التوازنات الخارجيّة تحدّد صورة الرئيس المقبل

كتبت “المركزية”: 

حماوة الانتخابات النيابية تكاد تطغى على ما عداها من ازمات سياسية ومالية ومعيشية مستفحلة، واستمرارها بات ينذر بشر مستطير نتيجة قطع للطرقات واواصر البلاد على غرار ما أقدمت عليه أخيرا اتحادات النقل العام رفضا لارتفاع الاسعار وغلاء المحروقات وسواها من المواد الحياتية.

والى حملات التراشق الكلامي والاعلامي المستعرة بين القوى السياسية والحزبية على خلفية شد العصب الشعبي ولم المناصرين، كان اللافت انه وعلى مسافة أشهر من الاستحقاق الرئاسي لم تتبلور حتى الان صورة او معالم الرئيس العتيد للجمهورية خلافا لما كان يحصل في السابق. 

صحيح ان هناك اسماء متداولة لخلافة الرئيس العماد ميشال عون منذ ان تم انتخابه في العام 2016 امثال رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، الى اخرى لشخصيات مارونية تشغل مناصب عليا في الدولة ولكن لا شيء محسوما بعد لاي منها لانه وكما يقول مرجع سابق ان شخصية الرئيس العتيد تحددها القوى الاقليمية والدولية المؤثرة في المنطقة ولبنان، الذي يشهد راهنا صراعا بين محورين الاول يجمع دول الممانعة والتنظيمات المقاومة ومنها حزب الله والحلفاء وتتزعمه ايران والثاني ما يعرف بالسيادي ويضم الدول العربية وتحديدا الخليجية المؤيدة للغرب والمحسوبة عليه قوى الرابع عشر من اذار والمجتمع المدني. 

الاوساط تتوقف هنا عند الصمت المريب للقوى المحسوبة على سوريا حول عدم تحديد دمشق موعد لكل من الرئيس عون والنائب باسيل لزيارتها وتعزو ذلك الى ان نظام الاسد غير راغب في الانجرار الى الاشتباك السياسي الدائر في لبنان وهو يفضل البقاء بعيدا لاعتبارات عربية وسورية ولتجنب تداعيات مثل هذه الخطوة غير المحسومة النتائج .  

الخبير في الشؤون السياسية الوزير السابق فارس بويز يقول لـ “المركزية”: “ان شخص الرئيس الجديد للبلاد غالبا ما تحدده الظروف المحلية والمعادلات الاقليمية المرتسمة في الافق التي تخضع القوى المحلية لتوازناتها الدولية نتيجة ارتباطها بالخارج للاسف. من هنا القول اذا ما استمرت ايران في موقعها القوي والمؤثر راهنا فان الرئيس المقبل للجمهورية اللبنانية سيكون من صف النهج المعروف بالممانعة وواحد من اثنين سليمان فرنجية أو جبران باسيل. أما اذا تغيرت الاحوال ونتجت عنها معادلات جديدة نتيجة التسويات او الصدامات واحدى محطاتها الرئيسية مفاوضات فيينا، فذلك سيقود حتما الى تغيير في التوازنات  الشاملة من شانها أن ترسم صورة الرئيس العتيد الذي يفترض أن يكون تسوويا على غرار غالبية الرؤساء اللبنانيين الذين انتخبوا منذ نشأة لبنان حتى اليوم. وحده الرئيس الراحل سليمان فرنجية انتخب من قبل اللبنانيين وفاز بأغلبية صوت واحد وذلك في لحظة ترك  فيها لبنان لاتخاذ قراره”.

وختم: “من الان وحتى موعد انتخاب الرئيس هناك 8 أشهر قد تحمل الكثير من المتغيرات والا فإن استمرار المشهدية السياسية الراهنة والتوازنات القائمة هو الذي سيرسم صورة الرئيس العتيد للبلاد”.

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى