مقالات خاصة

محازبو تيار المستقبل بين الولاء والشخصنة

الإفتتاحية بقلم ج.م

راحت السكرة وإيجت الفكرة قولٌ شعبيٌ مأثور ينطبق الى حدٍّ ما على مواقف بعض نواب ومحازبو تيار المستقبل الذين تلقى معظمهم الصدمة كما الشعب اللبناني بقرار إعلان الرئيس سعد الحريري تعليق عمله السياسي، حيث كان من الطبيعي أن يشمل القرار تعليق أعمال تياره ونوابه ومنسقياته ، ما يعني أنه لن يكون هناك مرشحين لتيار المستقبل بصفة سياسية للانتخابات أو مشاركة حكومية في المدى المنظور…

وفي حين يجب أن يتماهى قرار كتلة التيار مع إعلان رئيسه، نجد أن بعض نواب المستقبل حدّث ولا حرّج، حيث وقف البعض من محازبي و مناصري تيار المستقبل في المنتصف بين المقاطعة أو الانخراط لدعم اللوائح الأخرى التي يُمكن أن توصلهم للمجلس النيابي..

في قراءةٍ متأنية يتضح لنا أن نواب الأزرق لن يلتزموا بقرار رئيسهم، وبالتالي سيُغردون خارج السرب و كلٍّ منهم سيغني على ليلاه، وكأن إلتزامهم الحزبي كان غيمة صيفٍ عابرة، لم تحمل مطر الولاء الحقيقي، فما إن هبّت رياح التعليق، حتى تسارع أولئك النواب ليتحسسوا قواعدهم الشعبية و يشحنوا مكيناتهم الإنتخابية متسلحين بذريعة التمثيل و البقاء السياسي…

وفي جولةٍ سريعة، تشير بعض المعلومات الى انّ النائب وليد البعريني يراهن بانّ باستطاعته تأمين الحاصل الانتخابي في منطقة عكار دون الحاجة لدعم تيار “المستقبل” وهو ماضٍ في معركته بغضّ النظر عن قرار رئيس تياره المعكتف، وكذلك الأمر بالنسبة للنائب سامي فتفت في الضنية ، وعثمان علم الدين في المنية، ومحمد القرعاوي في البقاع، والدكتور عاصم عراجي في زحلة، دون أن نغفل عن بعض المعلومات التي تحدثت عن إتجاه النائب هادي حبيش الى التحالف مع القوات في عكار، بحيث نُقل من كوادر ماكينة حبيش الإنتخابية عنه قوله ” إنه من غير المعقول أن نعزف عن خوض المعركة الإنتخابية بالرغم من عزوف الرئيس الحريري ، ولن نترك الساحة لتيار سياسي آخر في هذه الدائرة”، دون أن نغفل عن الزيارات المتكررة لنواب المستقبل الى دار الفتوى في رسالةٍ لإستعادة مرجعيتها التقليدية للسنّة في لبنان .

وتجدر الإشارة الى أن النائب محمد كبارة ماضٍ في خوض المعركة الإنتخابية من خلال ترشيح ابنه كريم كبارة الذي يملك بإعتقاده أصواتاً وازنة في المدينة، فيما تتحدث بعض المعلومات عن إمكانية تشكيل لائحة شمالية ستضمّ الى جانب كبارة، الوزير والنائب الحالي فيصل كرامي، وذلك للملمة الوضع السنّي الداخلي في طرابلس بعد اعتزال الحريري.

وفي بيروت، لا تزال المفاوضات تجري حتى الساعة مع بعض النواب من “كتلة المستقبل” للإتخاذ القرار بالاستمرار في ترشيحهم أو عدمه، وفيما بدا البعض جازماً لرفض الترشح نهائياً، يدرس البعض الاخر خياراته قبل القرار الأخير.

الحقيقة بأن قرار الحريري فاجأ الصديق قبل العدو، والصدمة جمّدت أعضاء كتلة المستقبل وجمهور ومناصري التيار الازرق قبل سواهم، ودفعت كلّ حزب سياسي لإعادة ترتيب أوراقه، فبعض القوى السياسية كانت قد بنت خطتها الانتخابية على أسس أخرى، وقد أصبحت اليوم مضطرة الى تعديل صيغة وطريقة خوضها للاستحقاق الانتخابي على الصعيد التحالفي أقلّه، هذا دون أن نفغل عن علامات الاستفهام التي بدأت تزداد حول إذا كانت الانتخابات ستحصل فعلياً في موعدها المحدّد..

في الخلاصة، لا زال المواطن اللبناني يتساءل عن حقيقة عزوف الرئيس الحريري عن ممارسة أعماله السياسية، و كيف يتناغم قراره دون الإستقالة الفعلية، وإستمراره ونوابه بممارسة صلاحياتهم التشريعية، وغموض قرارات أعضاء كتلة المستقبل النيابية التي لم يصرح بعد أي منهم عن خططه المستقبلية أو حتى عن انشقاقه عن تيار المستقبل، في ظلّ تهربهم المستمر من اسئلة الصحافيين حين السؤال عن مصير ترشيحاتهم..

فهل يحذو نواب ومناصرو التيار الأزرق حذو زعيم تيارهم بتعليق عملهم السياسي؟ ام يتخلون عنه على قاعدة “أنا ومن بعدي الطوفان” …

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى