مقالات

عون لن يتخلى عن الحزب ولتبقى الناس في جهنم

في حديثه الصحافي الاخير، أكدت مواقف رئيس الجمهورية ميشال عون ان علاقاته مع القوى السياسية قاطبة، متوترة وملبدة بالخلافات والمماحكات، الا مع حزب الله. فالتباينات بينهما، سيما تلك التي نشأت بعد تعطيل مجلس الوزراء، تبيّن انها من القشور، يريد العهد تجاوزها وطيّها للحفاظ على تحالفه مع آخر فريق لا يزال على صداقة وأكثر، معه، حزب الله، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”.

رئيس الجمهورية يقصف الجبهات كلّها من معراب الى المختارة، مرورا بحاكمية المركزي، الا انه ولدى الحديث عن حزب الله، يبدّل نبرتَه ويصبح هادئا ودودا. عن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، يقول “أصلاً تحتار مع اي وليد جنبلاط ينبغي أن تتكلم، وهو الذي يصح فيه القول: اذا كان معك انتظره ان يتركك واذا كان مع غيرك انتظره ان يعود إليك. الأكيد ان المزاجية لا تبني دولة”. اما عن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، فيقول عون “هل انا آذيتُ احداً؟ هل انا بنيت قصراً؟ هل انا غدرت بحليف؟ هل انا احترفتُ التحريض. ليخبرنا سمير جعجع عن “إنجازاته”. شغله الشاغل التحريض والدعوة الى التنحي. تصوّر انه كان قد التزم مرة بأن يمنح الرئيس سعد الحريري أصوات “القوات اللبنانية” خلال مشاورات التكليف، فنام الرجل رئيسا مكلفا ثم استفاق منسحبا بعدما خَذله جعجع وتراجع عن تأييده. هو الآن يظن انه سيستطيع وراثة القاعدة السنية.. الخصومة السياسية الشريفة مشروعة، ولكن لماذا خطاب الكراهية والشحن ضد الآخر”؟

في مقابل هذه الانتقادات، تتابع هذه المصادر، نرى سيدَ القصر يدافع ببسالة عن تحالفه مع حزب الله رغم ان الاخير تسبب بأكبر المصائب للبنانيين من خلال عزل بيروت عن العرب وجرها الى المحور الايراني ما حرم الناس القابعة في “جهنم” المساعداتِ الدولية العربية والغربية التي بات معروفا للجميع انها مرتبطة بتطبيق القرارات الدولية وعلى رأسها الـ1559 والـ1701، اللذان يرفض الحزب والعهد تنفيذهما كما يجب… فيقول عون: تفاهم مار مخايل مستمر ولا فراق بيننا وبين الحزب. نعم، يحصل احيانا برود او جمود كما جرى أخيرا نتيجة تباينات في مقاربة بعض الملفات الداخلية، وأحياناً استغرب بعض خياراته في ما يتعلق بقضايا إصلاح الدولة ولكن المطلوب ان نعالج الالتباسات ونطور التفاهم، لا ان نلغيه. وبالتالي، فإنّ الأمور لا تصل إلى درجة الافتراق. يكفي هذا التفاهم انه صمّام امان ضد الفتنة الداخلية والحرب الأهلية، وبفضله تجاوزنا بنجاح اكثر من اختبار صعب. وعليه، فإنّ التفاهم لا يزال ضرورة وطنية الا اذا كان المطلوب ان يكون البديل عنه نموذج التعبئة البغيضة وإهانة معتقدات الآخر وخصوصيته”.

الاصطفاف اذا واضح: العهد وحزب الله وحلفاؤهما في فريق 8 آذار طبعا، مقابل كل القوى السياسية الاخرى التي بدأت تتكتل في تحالفات ولوائح استعدادا للانتخابات النيابية التي اعلن عون “اننا نتصرف على اساس ان يحصل هذا الاستحقاق الديموقراطي في موعده(…) الا اذا طرأ سبب قاهر”. قد لا يخوض الفريق المناوئ لثنائي العهد – الحزب الاستحقاق بلوائح موحّدة، حتى ان افراده قد يتنافسون في ما بينهم في عدد لا بأس به من المناطق.. لكن على اللبنانيين ان يعرفوا ان ثمة مشروعين يتنافسان في ايار لا اكثر: مشروع الفريق الحاكم ومشروع الساعين الى لبنان آخر، مختلف عن ذلك الذي نعيش فيه اليوم.. فلمن سيصوّتون؟

المصدر
Al Markazia | وكالة الانباء المركزية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى