مقالات خاصة

المقعد النيابي إرث سياسي يتناقل بين الأجيال …

الإفتتاحية بقلم غادة طالب

تتعامل المنظومة السياسية كأن المقعد النيابي إرث عائلي ينتقل من جيل إلى أخر و أنه عند إنتهاء دور أحد الزعماء الذين لم يتغيرو منذ الحرب الأهلية عام ١٩٩٠ حتى اليوم فإن هذا الدور ينتقل حكماً إلى أبنائه ليكملوا مسيرته السياسية فيكونوا بذلك ورثةً سياسيين له بغض النظر إن كانوا يتمتعون بالأهلية الكافية للعمل السياسي أم لا … فالمهم برأيهم أن يظل إرثهم السياسي قائماً ….
هذا الإرث الذي يمكن أن ينتقل بشكلٍ إرادي كترشيح ولي العهد كما فعل جنبلاط و فرنجية و غيره  أو بطريقة خارجة عن الإرادة و بتحتيم الظروف كالحريري مثلاً …
سياسة عقيمة توارثناها …و لكن الأسوء منها هو إيمان شريحة كبيرة بها و التأكيد على أهميتها و إعتبارهم أن غياب هذا الزعيم أو ورثته يعني غياب الطائفة المنبثق منها التي بعتبرونه ممثلاً شرعياً لها  … متجاهلين  أن هذه السياسة التي أصبحت أشبه بالعرف و التقاليد هي التي أوصلتنا اليوم إلى الجحيم الحالي …
و الذي يؤكد الأمر أكثر أنه منذ إعلان رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري تعليق عمله في الحياة السياسية و عزوفه عن الترشح أو الترشيح للإنتخابات النيابية المقبلة ساد القلق و الذعر من الفراغ الذي سيتركه الحريري و بدأ الحديث عن القلق على الطائفة السنية و من سيمثلها و كأن الطائفة السنية و المقعد النيابي السني قائم فقط على الحريري و الحريرية السياسية ، بل إنتقال الحديث إلى التساؤل عن إمكانية إنتقال هذا الإرث إلى شقيق الحريري الأكبر بهاء .
جحيم توارثناه إلا أنه أصبح من المفترض التخلص منه و الخروج من هذه العقلية المتحجرة و الرجعية المؤمنة بأن الطائفة و المقعد النيابي و حتى الإنتخابات تقف على عائلةٍ سياسية أو حتى شخص .
فلا السنة ستغيب بغياب الحريري ولا أي طائفة أخرى ستغيب بغياب أي شخص أخر من هذه المنظومة …
و ربما آن الأوان لكي نؤمن بأن الخروج من هذه العقيدة و العرف فيه نجاة البلد …

غادة طالب

اسرة التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى