كتب محمد الحجيري لقلم سياسي :
في الوقت الذي نقاتل فيه باللحم الحيّ لنُطعم اطفالنا ونحمي انفسنا من غياهب الفقر ونحفظ الحد الأدنى لكرامتنا منذ أربع سنواتٍ ونيّف، لقد خذلتنا وأمعنت عبر تحويل بطاقات مساعدة الفقراء الى قطع جبن تتقاسمها البلديات ومحميات الفساد لتوجه بذلك البوصلة إلى غير مكانها..
ما بقي من فُتات يا معالي الوزير يقتات منه فقراء لبنان تحت شعار ما يُسمى العائلات الأكثر فقراً، اليوم وبعدما بلغت الامور ذروتها، ووصلنا إلى مرحلة الإرتطام الكبير، فلتقولوا كلمة حقٍ في وجه الباطل، او صارحوا فقراءكم والطبقة المعدومة من شعبكم، صارحوا فرح وهبة وفاطمة، بأنكم ستعودون لإفتراش الطرقات لتناموا ولن تجدوا دفئاً بعد اليوم، صارحوا كباركم وجميع الفئات المهمشة من الشعب اللبناني بأنكم جئتم ببطاقة انتخابية مفصلّة على قياس الشبيحة والمرتزقة وليس فقراء وطني…
عشر سنواتٍ يا معالي الوزير من المناشدات والمطالبات، ذقنا فيها كلّ أنواع الذل وويلات الفقر..
وزعتم اكثر من 10 مرات في ذات صيفٍ وذات ربيع ولا حياة لمن تنادي فالوطن نائم..
وعندنا نسأل عن المستفيد من البطاقات نجدهم أصحاب النفوذ والمصلحة وموظو الدولار الفريش، فأين نحن من هذه البطاقات والمساعدات؟؟
نرفع صوتنا اليوم من تحت الركام الى السماء، فلن نقبل بقتل براعم طفولتنا، لن نرضى بالذل، لن نرضى بإنتظار صدقةٍ او احسانٍ من احد..
نحن ابناء الوطن الشامخون، موطن الشهداء والادباء والعلماء الذي أصبحوا ابناؤنا في العراء دون علمٍ ولا تدفئة ولا عمل، نطالبك اليوم يامعالي الوزير بحقنا، حقنا في حماية اجتماعية، حقنا بالحياة بالحدّ الأدنى من الكرامة، بعد ان دستم علينا لعشر سنوات تحت شعار العلم والمنطق والانصاف..
اليوم لا نريد افكاراً ونصائحاً ولا وعوداً يامعالي الوزير، تحملوا مسؤولياتكم تجاه ابنائكم على مساحة الوطن عايشوا واقعهم وانصفوهم..
فنحن ننظر إلى هذه البطاقة كبارقةِ املٍ صغيرة لحماية ماتبقى من كرامة اهلنا…
