مقالات

هل يغيّر مقعد واحد توازنات طائفة بأكملها؟

كتبت صفاء درويش في موقع mtv: 

منذ اعلان الرئيس سعد الحريري تعليقه لعمله السياسي وعدم مشاركة تياره في الإنتخابات المقبلة، برزت أزمة المقعد الدرزي في بيروت، والذي يشغله حاليًا النائب فيصل الصايغ عن كتلة اللقاء الديمقراطي. 

وصل الصايغ إلى الندوة البرلمانية مستفيدًا من الحاصل الذي أمّنه فائض الأصوات لدى تيار المستقبل، وهو أمر طبيعي نظرًا لأن المقعد الدرزي في بيروت الثانية يُعد من المقاعد الضعيفة. 
بات الصايغ اليوم بلا لائحة تضمن وصوله، ولو أن لدى قيادة حزبه خططاً بديلة عن خطة التحالف مع تيار المستقبل، ولكن ما ضاعف من صعوبة استعادة المقعد هو رغبة فريق الثامن من آذار بترشيح شخصية درزية في بيروت، بعدما ترك عام 2018 المقعد شاغرًا نزولًا عند رغبة الرئيس نبيه بري بذلك. فكيف سيعوّضه جنبلاط؟
أمام رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي 3 سيناريوهات: الأوّل يتمثّل بخوض المعركة بشكل طبيعي في بيروت من خلال النائب فيصل الصايغ. يتوجّب هذا الأمر صياغة تحالف مع لائحة تملك حظوظًا بالوصول إلى حاصلين، أو حاصل واحد في أسوأ الأحوال. هنا خيارات جنبلاط محدودة، كون كل من لائحتي حزب الله والمجتمع المدني مقفلة بوجهه، بينما سيكون أمامه خيار التواصل مع فؤاد المخزومي، أو المساهمة في تشكيل لائحة ائتلافية تجمعه مع الجماعة الإسلامية والمرشح نبيل بدر ومستقلين، أو اللجوء إلى خيار التحالف مع بهاء الحريري (تغريدة الصايغ قبل يومين غازلت بهاء الحريري). 
في الحالتين، يبقى المقعد غير مضمون في حال تمكّن حزب الله وحلفاؤه من حجز حاصل لحليفهم الدرزي، الذي تشير المعلومات الى أنه سيُسمّى من خلدة وسيكون مقرّبًا من الأمير طلال ارسلان.
يتمثّل الخيار الثاني بطلب جنبلاط من الرئيس بري عدم ترشيح درزي على لائحة 8 آذار في بيروت، ليقوم جنبلاط حينها بترشيح الصايغ على إحدى اللوائح المطروحة. هذا الخيار أيضًا غير مضمون، كون وصول أي لائحة إلى الحاصل الأول لا يعني بتاتًا أن المقعد الدرزي سيكون من نصيبها. 
الخيار الثالث، وهو ما بات مطروحًا بشكل جدّي في أروقة كليمنصو، يعرض خلاله مقربون من جنبلاط عليه ترشيح الصايغ عن المقعد الدرزي الثاني في عاليه، تكرارًا لتجربة عام 2005. جنبلاط متريّث قبل اتخاذه قراره. 

حسابيًا، يملك جنبلاط وفق ماكينته الإنتخابية بين 8000 إلى 9000 صوت درزي فائض في عاليه، وزّعها في المرة الماضية على مرشحيه هنري حلو وراجي السعد، واليوم بإمكانه اعطائها لمرشح درزي ثانٍ كون الحاصل موجود ولا ريب فيه. ولكن ليست بالحسابات وحدها تحيا الحياة السياسية، فيدرك رئيس الحزب الإشتراكي أن العوامل الكثيرة التي دفعته إلى احترام خصوصية الجبل من خلال عدم مواجهة الأمير طلال ارسلان في عاليه لا تزال موجودة، وأن دور ارسلان التهدوي في مختلف الظروف مربح للجبل أكثر من “مقعد بالزايد”، وعليه لم يتخذ قراره بذلك بعد.

من جانب آخر، يبدو أن حسابات أخرى أجراها فريق الثامن من آذار تفيد بأن “البلوك الشيعي” في كيفون والقماطية باستطاعته دعم ارسلان المنطلق من قاعدة درزية تتخطى 7000 صوت، ولذلك لا خوف على المقعد ولو قرر جنبلاط التعارك عليه. 
فهل يغيّر مقعد واحد توازنات طائفة بأكملها؟

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى