مقالات

خلاصة زيارة غالاغر: إنتهت صلاحية الطبقة السياسية الحاكمة

جاء في “نداء الوطن”: 

مسامير كثيرة ثبّتها امين سر الكرسي الرسولي للعلاقات بين الدول المونسنيور ريتشارد بول غالاغر في نعش الطبقة السياسية، حيث رفع منسوب وحدة تقريع هذه الطبقة التي اصدر بحقها احكاماً كثيرة ابرزها انها طبقة كاذبة عندما تحدث عن ان المطلوب الحقيقة الكاملة وليس «نصف حقيقة».

الا ان غالاغر ذا الشخصية الصلبة والمباشرة المائلة الى الحسم، لم يسلم من تحايل ما، وهو الذي حصر لقاءاته بالقيادات الرسمية السياسية والدينية، وقع من حيث لا يدري في «كمين» الغداء الذي اقامه على شرفه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي ظل بعيداً من الاعلام، والذي كان نجمه رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، وهي مناسبة لكي يفرغ باسيل كل ما لديه «وزيادة» امام الموفد البابوي الذي لا تنطلي عليه كل مقاربات القيادات اللبنانية.

اما المحطة الاستثنائية فكانت انتقال غالاغر من غداء بعبدا الى مكتب قائد الجيش العماد جوزاف عون في اليرزة، حيث المحطة التي لها مدلولات كثيرة لجهة ان يقف على وجهة نظر القائد مباشرة من المستجدات لا سيما ما يتصل بحقيقة الصعوبات التي تواجهها المؤسسة العسكرية وكيف تعالج القيادة هذه الصعوبات، والمخاطر التي تواجه لبنان وماذا يجب ان يُعمل عليه للحد من هذه المخاطر وصولاً الى جعلها صفرية، ولمحطة اليرزة في جدول مواعيد غالاغر اهميتها ايضا انه خص قائد المؤسسة العسكرية دون غيره من القيادات الامنية بهذا اللقاء، «لأن الرهان كبير جداً على الجيش في حماية الاستقرار الأمني وصون السلم الاهلي وتأمين سلمية العملية الانتخابية».

في لقاءاته السياسية من بعبدا الى عين التينة، مرّر غالاغر رسائل الفاتيكان كما يجب ان تمرّر، لجهة ضرورة الإصلاحات كشرط لازم لدعم المجتمع الدولي للحفاظ على هوية لبنان الخاصة القائمة على التعايش السلمي والأخوة بين مختلف الاديان، وليس على الطبقة السياسية، رابطاً بين التوازن الداخلي وهوية لبنان وبين ضمان مواصلة المسيحيين دورهم من اجل مصلحة البلد الذي كانوا من مؤسسيه لأن إضعاف الحضور المسيحي تدمير للتوازن وللهوية. وفي الرسائل المباشرة تأكيده على تحقيق العدالة في انفجار مرفأ بيروت. وفي رسالة مباشرة الى رفض سياسة المحاور، كانت دعوة غالاغر بما يمثل الى التوقف عن استخدام لبنان والشرق الاوسط من اجل المصالح الخارجية…

ماذا يعني بان شرط رعاية الفاتيكان للحوار طلب كل الاطراف تدخّله؟ باللغة الدبلوماسية يعني «ان اي رعاية فاتيكانية للحوار شرطها اللازم الوصول الى نتائج حاسمة، والفاتيكان لا يرعى حواراً نتيجته الفشل او نتائجه لا تنفذ، وان يقبل كل من هم الى الطاولة مسبقاً بتنفيذ ما يتم التوصل اليه».

هل تفعلها الطبقة السياسية؟ الجواب «بالتأكيد لا. لانها لا تحفر قبرها بيدها». لكن على الطبقة السياسية ان تنتظر «ما سيعلنه غالاغر في ايام زيارته التي تختتم الجمعة من مواقف وكلها تنتهي الى خلاصة مفادها لقد انتهت صلاحية الطبقة السياسية الحاكمة».

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى