مقالات

عون يحاول ربط علاقاته مع السنة

جاء في “الجريدة” الكويتيّة: 

لا يزال لبنان في تداعيات قرار زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري بالعزوف عن الانتخابات.

فقد ترك قرار الحريري آثاراً سياسية كثيرة، وعلى الرغم من الحالة العاطفية العارمة المستاءة من هذا القرار، كان واضحاً أن مساعي جدية بدأت لبلورة تحرك جديد على الساحة السياسية والسنية، خصوصاً من خلال الإعلان عن عدم مقاطعة الانتخابات، الذي يتلاقى عليه كل من الرئيسين نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة، وخصوصاً بعد اللقاء مع مفتي الجمهورية عبداللطيف دريان، وكذلك بالنسبة إلى رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع اللذين يعتبران أنه لا بد من الاستمرار في خوض المعركة الانتخابية لتغيير التوازنات السياسية القائمة حالياً.

وتظهر هذه التحركات أنها محاولة لفتح صفحة جديدة، وتجاوز لمطبات كثيرة فرضها قرار الحريري أمام الجميع، خصوصاً أن حركة ميقاتي والسنيورة مع مفتي الجمهورية سيكون لها تبعات بالمعنى السياسي لعدم ترك الساحة السنية فارغة، هذا الموقف يتلاقى بشكل واضح مع ما أعلنه وليد جنبلاط الذي اعتبر أنه لا يمكن ترك الساحة لـ«حزب الله» وإيران والنظام السوري.

خطوة مفتي الجمهورية بجمع ميقاتي والسنيورة، قابلتها زيارة استثنائية هي الأولى من نوعها لرئيس الجمهورية ميشال عون إلى دار الفتوى قبل ظهر أمس. لم يكن عون ليقرر إجراء مثل هذه الزيارة إنْ لم يكن لديه محاولة لاستمالة السنّة والاستثمار في الخلاف القائم بين جمهور تيار المستقبل والقوات اللبنانية على خلفية الاتهامات التي يوجهها مناصرو الحريري إلى القوات اللبنانية ورئيسها سمير جعجع بأنه يتحمل مسؤولية في دفع الحريري إلى قرار العزوف عن الانتخابات.

جاءت زيارة عون في توقيت لافت، وهي محاولة واضحة لربط العلاقات مجدداً مع السنة، انطلاقاً من افتراض أن دار الفتوى سيمثل المرجعية السنية في هذه المرحلة، حسابات عون في هذا المجال انتخابية بحتة، ولكن وفق ما تقول مصادر متابعة فإن كل هذه الأوراق محروقة بالنسبة إلى العلاقة بين الطائفة السنية وعون.

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى