مقالات خاصة

طرابلس مدينة الإرهاب

الإفتتاحية بقلم إيناس بيروتي

إحذر أنت في طرابلس ..

أبرياءٌ يسقطون برصاص السلاح المتفلّت على يد “زعران” الشوارع الذين يتباهَون بقطعة الحديد على خاصرتهم ، أطفالٌ يلعبون بالحجارة والبواريد أمام أعين أهاليهم – لا بل تحت إشرافهم – يتعلمون كيفية التصويب ، شبابٌ يغرقون في أمواج بحر الهجرة ،  فقراءٌ ينازعون تحت خط الفقر ، ناشطون من المجتمع المدني يئسوا الحالة التي وصلوا إليها ، أغنياءٌ يستثمرون أموالهم في دولٍ أكثر حضارة ، حُكّامٌ ينشغلون في المناكفات السياسية و في مصالحهم الخاصة ويعملون على ضمان مقعدهم لسنوات لا بل لعقود ، فيكاد الطرابلسي أن يكون أمامهم مجرد رقمٍ رابحٍ لهم في صندوق الإقتراع ، فماذا بعد في أحوال أبنائها ؟

يوماً بيوم ، تعيش طرابلس حياتها ، طلابها يائسون يسعون للحصول على شهادة ثانوية أو جامعية للهجرة إلى الخارج أو أقله إلى بيروت بعيداً عن ضجيجها وتعصّبها .. حِرفيّوها و مثقفوها يبنون مستقبلهم خارجها ..

الصورة حتى اللحظة سوداوية

فيحائيَ طرابلس

يا مدينة العلم والعلماء ، يا ثاني أكبر المدن اللبنانية ، يا متعددة الطوائف ، يا رمزَ التعايش ، يا من يمتزج فيك الحاضر بالتاريخ ، يا من يقطن فيك أعرق العائلات وأبسطها ، يا من تزيّن مياهك مجموعة جزر صغيرة ، يا من ينبع نهرُك من مغارة قاديشا ، يا من تشرفين على سلسلة جبال عالية ، يا مرفأً تجارياً مهمّاً على مستوى الشمال والدول المجاورة ، يا منبع الكرم والمروءة والشهامة ، يا قلعةً صمدت حجارتها ، يا ميناءً أنعشت روح زائرها ، يا ساعةً عثمانية زيّنت ساحتها .. يا من لمع النحاس في أسواقها ، وخِيْط القماش على أيادي بسطائها ، و تناغم أذانها مع أجراس كنائسها ..

هذه طرابلس ..

فلنتوقف عن إتهامها بالتطرف والإرهاب ،
ولنخلع عن عروس الثورة ثوب الداعشية الذي أُلبس لها ظلماً وهي أم التعايش وعنوانه ،
شيطنة طرابلس إعلامياً الذي يشوه صورتها الحقيقية الحضارية ، إعلام أصفر حقود سينقلب يوماً على أصحابه ،

لأنها طرابلس .. وستبقى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى